السودان .. ماذا بعد إلغاء الجيش لاتفاقاته مع المعارضة؟
٤ يونيو ٢٠١٩
رداً على إلغاء المجلس العسكري لكل ما اتفق عليه مع قوى الحرية والتغيير والدعوة لإجراء انتخابات، دعت هذه القوى إلى استمرار العصيان المدني. الاتحاد الأفريقي أعلن أنه سيقدم أفكارا لدفع الأطراف السودانية لطاولة التفاوض.
إعلان
رفضت المعارضة السودانية اليوم الثلاثاء (الرابع من حزيران/يونيو 2019) خطة الحكام العسكريين لإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر، وذلك في اليوم التالي لأسوأ أعمال عنف منذ الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير. ودعت المعارضة أنصارها إلى تنظيم تظاهرات جديدة، وذلك غداة مقتل أكثر من 35 شخصا في ما وصفوه بـ"المجزرة الوحشية".
بدورها ندّدت الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج بتوجّه المجلس العسكري إلى تنظيم انتخابات في أعقاب سحق محتجّين، ودعت بدلاً من ذلك إلى "انتقال منظم" للسلطة نحو حكم مدني. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك إنّ "الشعب السوداني يستحقّ انتقالاً منظّماً، يقوده مدنيّون، من شأنه تهيئة الظروف لانتخابات حرّة وعادلة، بدلاً من إجراء انتخابات مُتسرّعة يفرضها" المجلس العسكري الانتقالي.
وكان رئيس المجلس العسكري عبد الفتّاح البرهان أعلن في بيان بثّه التلفزيون الرسمي التخلّي عن الفترة انتقالية، التي حدد سابقاً مدتها بثلاث سنوات لتسليم السلطة للمدنيين بشكل كامل. ودعا إلى إجراء انتخابات بإشراف إقليمي ودولي. وقال البرهان "قرّر المجلس العسكري وقف التفاوض مع تحالف قوى إعلان الحرّية والتغيير وإلغاء ما تمّ الاتّفاق عليه، والدّعوة إلى إجراء انتخابات عامّة في فترة لا تتجاوز التّسعة أشهر (بدءًا) من الآن".
ويرى محللون أن البلاد باتت مقبلة على فترة من الغموض قد تصل إلى الفوضى بعدما ألغى المجلس العسكري ما تم التوصل إليه خلال مفاوضات الفترة الماضية مع قوى الاحتجاج بشأن إدارة الفترة الانتقالية وتسلم المدنيين الحكم، وكذلك رفض المعارضة لدعوة المجلس لإجراء الانتخابات خلال تسعة أشهر.
الاتحاد الأفريقي يدعو الأطراف للعودة للتفاوض
من جانبه أكد الاتحاد الأفريقي على أنه حريص على أن يقوم السودانيون بحل مشكلاتهم بأنفسهم بصورة سلمية وبعيدة عن أية تأثيرات خارجية سلبية.
وقال "محمود كان" ممثل الاتحاد الأفريقي في اللقاء التنويري للمجلس العسكري مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الخرطوم، إن الاتحاد مصمم على عودة الأطراف إلى طاولة التفاوض وسيقدم أفكارا محددة للدفع بهذا الاتجاه، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا).
ودعا المسؤول الأفريقي الأطراف السودانية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم فرض أي حلول أحادية، كما حثها على العودة إلى التفاوض مهما كانت الصعاب وأن يدركوا أن الحل المتوافق عليه يعتبر أفضل طريق للحفاظ على وحدة السودان واستقراره.
خ.س/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
السودان.. هل انتهى حلم الديمقراطية؟
بعد فشل المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة حول تشكيل حكومة انتقالية في السودان، قام الجيش بفض الاعتصام بالقوة فقتل وجرح العشرات وأعلن المجلس إلغاء كل ما اتفق عليه مع المعارضة. فهل انتهى حلم السودانيين بالديمقراطية؟
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
العنف وسط الخرطوم
مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى، اقتحم الجيش وقوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في العاصمة الخرطوم، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع. وقد تم استخدام القوة والرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المحتجين، الذين أشعل بعضهم الإطارت محاولين إقامة حواجز لإعاقة فض الاعتصام.
صورة من: Reuters
عشرات القتلى والجرحى
هذه المحتجة لا تزال مستعدة للاعتصام والصمود، رغم هرب أغلب المحتجين من الساحة نتيجة استخدام الجيش وقوات الأمن القوة المفرطة ضدهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يركض الناس في الشوارع محاولين الاختباء وحماية أنفسهم من الرصاص. وحسب مصادر طبية سودانية قتل أكثر من 35 وأصيب مئات آخرون.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
قلق دولي
حاول المعتصمون استخدام كل ما وقع تحت أيديهم، لحماية أنقسهم من هجوم الجيش، الذي انتقد المجتمع الدولي تصرفه بشدة، ودعت ألمانيا وبريطانيا إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان. وردا على ذلك تعهد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبد الفتاح برهان، بالتحقيق فيما جرى، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام.
صورة من: Reuters
الدعوة إلى انتخابات مبكرة
عبر مؤيدون للمجلس العسكري عن دعمهم له برفع لافتة عليها صورة رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح برهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". بعد فض الاعتصام بشكل دموي، أعلن برهان عن إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف مراقبين إقليميين ودوليين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
تلاشي الأمل بحدوث تغيير سياسي!
رسم الغرافيتي هذا على الجدار، وكلمة "الحرية- Freedeom" يعبر عن تفاؤل وأمل السودانيين بحدوث تغيير سياسي ديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير. وكاد أن يتحقق ذلك الأمل، بعد التقارب وتقدم المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة. لكن بعد فض الاعتصام بالقوة ووقوع ضحايا، تلاشى الأمل وتحول إلى أضغاث أحلام.
صورة من: picture-alliance/AA
الاستمرار في الاحتجاج
واصل المحتجون اعتصامهم لأسابيع أمام مقر قيادة الجيش حتى أسقطوا البشير، لكنهم واصلوا اعتصامهم بعد ذلك وقالوا بأنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتحقق كل مطالبهم، لكن الجيش لم يحتمل صمود المعتصمين فقام بتفريقهم بالقوة. وقد برر الجيش ذلك بأنه استهدف "منطقة مجاورة له (مكان الاعتصام) باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين". لكن المعارضة قالت إنها لن تستسلم ودعت إلى إضراب عام وعصيان مدني. إعداد: إنيس آزيله/ ع.ج