قٌتل مدنيون بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة بوسط السودان، حسب تقارير حقوقية. تزامن هذا مع شن قوات الدعم السريع غارة بمسيرة على قرية قرب حدود إريتريا.
قٌتل 27 مدنيا بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة بوسط السودانصورة من: Thomas Mukoya/REUTERS
إعلان
أفادت منظمة حقوقية أن قوات الدعم السريع قامت "بتصفية" 27 مدنيا على الأقل بعد سيطرتها على مدينة النهود الاستراتيجية في وسط السودان. وقالت منظمة "محامو الطوارئ" إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش "اعتقلت عشرات الشباب وقامت بتصفية أكثر من 27 شخصا بذريعة تعاونهم مع الجيش".
وأضافت المنظمة في بيان أن عمليات القتل وقعت في مدينة النهود، وهي نقطة عبور في ولاية غرب كردفان يستخدمها الجيش لإرسال قوات إلى دارفور في غرب السودان. وأشارت المنظمة إلى أن قوات الدعم السريع اقتحمت سجن المدينة وأطلقت سراح السجناء، "ما أدى إلى تفشي حالة من الفوضى وانهيار النظام العام داخل المدينة".
ولم يتسن التحقق من عدد القتلى بشكل مستقل.
وأعلنت قوات الدعم السريع قبل يوم سيطرة قواتها على الخوي، وهي بلدة تقع على بُعد نحو 100 كيلومتر شرق النهود، فيما أفاد شهود عيان بأن قوات الجيش انسحبت باتجاه مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
تزامن هذا مع شن قوات الدعم السريع غارة بواسطة مسيّرة استهدفت مدينة كسلا على الحدود مع إريتريا. ونقلت فرانس برس عن مصدر حكومي قوله إن "مسيّرة استهدفت منطقة خزان الوقود في مطار كسلا" على مسافة حوالى 450 كلم شرق الخرطوم، بدون الإشارة إلى وقوع ضحايا أو أضرار.
وتقع كسلا على بعد أكثر من 400 كيلومتر من أقرب مواقع لقوات الدعم السريع جنوب مدينة أم درمان غرب الخرطوم.
ومنذ بداية النزاع في السودان في نيسان/أبريل 2023، نزح أكثر من 318 ألف شخص من مدينة كسلا، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قد ذكر قبل يومين بأن ما لا يقل عن 542 مدنيا لقوا حتفهم في ولاية شمال دارفور السودانية في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية. وحذر من أن "الرعب الذي يتكشف في السودان أصبح لا حدود له".
وأوضح المفوض الأممي أنه "قبل ثلاثة أيام فقط، شنت قوات الدعم السريع هجمات منسقة من اتجاهات متعددة على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك، ما أسفر عن مقتل 40 مدنيا على الأقل"، مضيفا أنه من المرجح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك بكثير.
وأسفرت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ،
وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة فيما تصفه الأمم المتحدة بـ "أكبر أزمة إنسانية في العالم". وفي الوقت الحالي، يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، بينما تسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور الشاسع في الغرب وأجزاء من الجنوب.
تحرير عارف جابو
بالصور - حصاد 2024 في السودان: استمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم
شهد السودان في 2024 استمرار أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه جراء تواصل القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ما أسفر عن أكبر موجة نزوح في العالم وتفش للمجاعة وأمراض كالكوليرا وتدمير للبنية التحتية مع فشل محاولات الوساطة.
صورة من: Sam Mednick/AP
11 مليون نازح - رقم قياسي بالعالم
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 9.1 مليون شخص، وارتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون بسبب الحرب القائمة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، فيما فر 3.1 مليون إلى الدول المجاورة. النساء تشكلن أكثر من نصف النازحين، والأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع النازحين.
صورة من: Marie-Helena Laurent/WFP/AP/picture alliance
مجاعة تجتاح أجزاء من ولاية شمال دارفور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حيث وصل الوضع إلى المرحلة الخامسة من التصنيف الغذائي، وهي مرحلة المجاعة. وأشارت المنظمة إلى أن هذه المرحلة تعني أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص أو أسر يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر الموت جوعًا.
صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS
حرمان ملايين الأطفال من التعليم
يظهر في الصورة مجموعة من الأطفال وهم يدرسون رغم التحديات، حيث استأنفوا الدراسة في ظروف صعبة. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 15 مليون طفل في السودان خارج المدرسة بسبب الصراع المستمر. ومع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثاني، يقدر أن نحو 19 مليون طفل في السودان لا يحصلون على التعليم. من بين هؤلاء، يعاني حوالي 6.5 مليون طفل من عدم القدرة على الوصول إلى المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
تفشي الكوليرا يهدد النازحين
صورة من إحدى المناطق المتأثرة بتفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث يظهر أحد العاملين في القطاع الصحي وهو يقدم العلاج للمصابين في ظل ظروف صعبة. منذ إعلان تفشي الوباء في 12 أغسطس/ آب 2024، تم تسجيل أكثر من 8,400 إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات سودانية، ما يهدد حياة المجتمعات النازحة في أنحاء البلاد.
صورة من: Central Committee of Sudanese Doctors/AP Photo//picture alliance
حالات اغتصاب كثيرة والمتهم: عناصر الدعم السريع
تم توثيق 306 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، بينها 48 حالة لبنات في سن الطفولة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. تكشف التحقيقات أن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتُكبت من قبل قوات الدعم السريع، خصوصًا في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.
صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
تكايا تقدم مساعدات إنسانية
انتشرت التكايا في مختلف مناطق السودان لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، معتمدة على تبرعات الأهالي داخل وخارج البلاد. تُدار هذه التكايا بواسطة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، حيث يقوم المتطوعون بتوزيع الطعام على المنازل. وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تم ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
كارثة انهيار سد أربعات - فيضانات وعطش
انهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى كارثة كبيرة في مدينة بورتسودان. تسببت السيول في جرف جثث ومفقودين، إلى جانب آلاف المواشي وتدمير عشرات القرى والممتلكات. كما دمرت السيول بوابة السد وخطوطه الناقلة، ما هدد المنطقة بالعطش.
صورة من: -/AFP/Getty Images
النظام الصحي يواجه انهيارًا في ظل الحرب
وصل النظام الصحي في السودان إلى نقطة الانهيار بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية وتدهور قدرتها على مواجهة تفشي الأمراض وسوء التغذية. يعجز اثنان من كل ثلاثة سودانيين عن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بعد إغلاق العديد من المستشفيات. يعاني المرضى من نقص الأدوية والغذاء، بينما لا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الضرورية.
صورة من: AFP
مجازر جديدة في ولاية الجزيرة
تشهد ولاية الجزيرة بوسط السودان مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع، التي اجتاحت أكثر من 100 قرية. وفقًا للجنة المقاومة، قُتل نحو 800 شخص، بينهم أسر كاملة، وتم توثيق فظائع في قريتي الأزرق والسريحة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى مذبحة بالرصاص الحي في القرى الشرقية للولاية.
صورة من: AFP
استبدال العملة قبل نهاية 2024
ولم ينته عام 2024 إلا وقد وقعت مفاجأة كبيرة، حيث قررت الحكومة السودانية تغيير بعض فئات العملة السودانية في ولايات دون أخرى. وبدأت السلطات في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول استبدال العملة من فئة 1000 جنيه وكذلك فئة 500 جنيه عن طريق الإيداع البنكي في ست ولايات. وأعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة من فئة 1000 جنيه، تتضمن علامات تأمينية ترى بالعين المجردة مثل العلامة المائية.
صورة من: Janusz Pienkowski/Zoonar/picture alliance