السودان.. 48 قتيلا في دارفور والأمن يطلق الغاز على متظاهرين
٦ ديسمبر ٢٠٢١
واجهت الشرطة في العاصمة السودانية متظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وفيما قُتل 48 شخص على الأقل في اشتباكات قبلية في دارفور، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من احتياج 30% من سكان البلاد لمساعدات غذائية عام 2022.
إعلان
أطلقت الشرطة السودانية الاثنين (السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2021) الغاز المسيل للدموع قرب القصر الجمهوري في وسط العاصمة الخرطوم على متظاهرين يطالبون بعودة الحكومة المدنية، على ما أفاد شهود عيان. وتظاهر آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى وهم يهتفون "لا لا لحكم العسكر" و"مدنية خيار الشعب".
وخرج مئات المتظاهرين أيضا في مدني (186 كلم جنوب الخرطوم) وكسلا 600 كلم شرق العاصمة) على ما أوضح شهود عيان. وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني استولى في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على السلطة واعتقل عبد الله حمدوك رئيس الوزراء واعضاء حكومته. لكن بعد إدانات دولية وتظاهرات واسعة تراجع ووقع اتفاقا مع حمدوك أعاده بموجبه إلى مكتبه.
ويُندّد الكثير من منظّمات المجتمع المدني والوزراء الذين أزيحوا من مناصبهم جرّاء الانقلاب، وكذلك المتظاهرون الذين يُواصلون التعبئة، باتّفاق 21 تشرين الثاني/نوفمبر، ويتّهمون حمدوك بـ"الخيانة" والبرهان بإعادة شخصيّات من نظام البشير إلى الحكم.
قتلى في اشتباكات قبلية
قتل 48 شخص على الأقل في اشتباكات قبلية بين مجموعات عربية وافريقية بمنطقة كرينك بولاية غرب دارفور في السودان، عل ما أكد مسؤول واطباء الاثنين. وقال خميس عبد الله ابكر والي ولاية غرب دارفور لفرانس برس "بدأت الاحداث في سوق منطقة كرينك شرق الجنينة عاصمة الولاية بمشاجرة مساء امس الاول وتطور الامر وقتل ستة اشخاص". واضاف "أمس هاجمت مجموعات عربية احياء مدينة كرينك واشتبكت مع القوات الحكومية وقتل أكثر من اربعين شخصا". من جهتها، أكدت لجنة الاطباء المستقلة مقتل 48 شخصا بالرصاص.
وأوضح أبكر الاشتباكات استمرت من الساعة 05:30 صباحا إلى الساعة 16.00 (03:30 إلى 14:00 ت غ)". وأكد أن المسلحين ما زالوا يتمركزون في عدد من المناطق على الرغم من أن الحكومة أرسلت تعزيزات عسكرية إلى كرينك. وكتبت اللجنة على صفحتها الرسمية في فيسبوك "تشير التقارير الأولية إلى وقوع 48 حالة وفاة بالرصاص الحي وعدد كبير من الإصابات بعضها حرج نتيجة الصراع الدامي بمحلية كرينك بولاية غرب دارفور". وقتل الشهر الماضي حوالي 50 شخصا في اشتباكات قبيلة بمنطقة جبل مون بغرب دارفور.
الحاجة لمساعدات أجنبية
في غضون ذلك، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ( أوتشا ) السبت بأن 14.3 مليون سوداني يمثلون حوالي 30% من سكان البلاد سيحتاجون لمساعدات غذائية خلال عام 2022، بزيادة 800 ألف عن العام الحالي. وأوضح مكتب الشؤون الإنسانية في تصريح تلقته وكالة فرانس برس أن "شركاء العمل الإنساني قدروا عدد الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية خلال عام 2022 بحوالي 14.3 مليون شخص من أصل 47.9 مليون نسمة.
وأضاف أن هذا العدد يمثل زيادة بمقدار 800 ألف نسمة عن العام 2021، وهو "أعلى رقم خلال عقد من الزمن". ومن بين هؤلاء 2.9 مليون نازح في البلد الذي مزقته الصراعات الدموية خاصة في إقليم دارفور الواقع في الجزء الغربي، حيث أسفرت الحرب التي اندلعت عام 2003 عن 300 الف قتيل و2.5 مليون نازح وفقا للأمم المتحدة.
ع.ش/ص.ش (أ ف ب)
السودان.. انقلاب عسكري يعصف بالانتقال الديمقراطي
منذ اندلاع الثورة السودانية في ربيع 2019 شهد السودان تجاذبات بين القوى المدنية والعسكر. الرهان كان على المرحلة الانتقالية التي شهدت بدورها صراعات قوية تبدو أن ذروتها سجِّلت في ليلة انقض فيها العسكر على مكتسبات الثورة.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
اعتقالات بالجملة
منذ فجر الاثنين 2021.10.25، تتوالى تقارير إعلامية من السودان تفيد باعتقال الجيش لعددٍ من الوزراء وسياسيين بارزين من بينهم قيادات "قوى الحرية والتغيير" المظلة المدنية التي قادت انتفاضة شعبية أطاحت بنظام الجنرال عمر حسن البشير 2019.04.11. رئيس الوزراء عبد اللّه حمدوك ذُكر في البداية إنه وضع تحت الإقامة الجبرية، وأكدت وزارة الثقافة والاعلام أنه نُقل بدوره إلى مكان مجهول بسبب "رفضه تأييد الانقلاب".
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
متمردون سابقون
قائمة المعتقلين حسب وسائل الإعلام تطول تباعا لتشمل أيضا ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وفق ما نشر حسابه على تويتر. وكانت جماعته المتمردة قد وقعت اتفاق سلام في 2020 مع السلطات الانتقالية متعهدة بالاندماج في الجيش. وعمل ياسر عرمان مؤخرا كمستشار لعبد الله حمدوك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
إعلاميون وصحفيون
الاعتقالات طالت أيضا إعلاميين وصحفيين، فقد اقتحمت قوات عسكرية مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، واحتجزت عدداً من العاملين. فيما تمّ قطع الانترنت، في وقت تواترت فيه تقارير عن توجه عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي إلى تعليق العمل بالوثيقة الدستورية التي تنظم المرحلة الانتقالية في البلاد.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
إعلان طلاق
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن الاثنين(2021.10.25) فرض حالة الطوارئ في السودان وحل مجلسي السيادة والوزراء. كما أعلن تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين، وإنهاء عمل ولاة السودان، مشيرا إلى التمسك باتفاق جوبا للسلام. وزارة الإعلام السودانية وصفت إجراءات البرهان بأنها "انقلاب عسكري".
صورة من: picture-alliance/AA
غضب وإنزال أمني
على الفور خرج العشرات من المدنيين لشوارع الخرطوم وتم إحراق الإطارات، كما تم نشرت قوات الدعم السريع في شوارع العاصمة الخرطوم.
صورة من: REUTERS
دعوات للخروج إلى الشارع
مباشرة بعد الاعتقالات دعت القوى الثورية وعلى رأسها "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، في حسابه على فيسبوك، إلى "الخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين، والعصيان المدني في مواجهتهم". رئيس الوزراء حمدوك بدوره طالب بـ "احتلال الشوارع دفاعاً عن الثورة". ذات الدعوات أطلقها أيضا حزبا "الأمة" و"الشيوعي".
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP via Getty Images
ردود فعل دولية
اجتمعت القوى الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أن ما حدث في السودان فجر الاثنين انقلاب "مخالف للإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، وغير مقبول على الإطلاق"، كما جاء على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي هدّد بوقف المساعدات إلى السودان.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Arboleda
قلق على مستقبل السودان
قلق بالغ على مستقبل السودان شددت عليه تصريحات مسؤولين من الأمم المتحدة ودول غربية وسط مطالبات حثيثة إلى إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح. الاتحاد الأوروبي دعا إلى الإفراج عن قادة السودان المدنيين وشدد على وجوب "تجنّب العنف وسفك الدماء"، من جهته دعا الإتحاد الأفريقي إلى "الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والعسكريين في إطار الإعلان السياسي والإعلان الدستوري".
صورة من: Giscard Kusema
انقلاب بعد انقلاب
الانقلاب الجديد جاء بعد أربعة أسابيع عن محاولة انقلاب فاشلة لم تفهم تفاصيله بعد. وبعد يومين من تظاهرات حاشدة نزل فيها عشرات الآلاف من السودانيين إلى شوارع المدن، دعماً لانتقال كامل للحكم إلى المدنيين، فيما كان أنصار العسكر يواصلون اعتصاماً أمام القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم منذ السبت الماضي، في مؤشر على الانقسام المهيمن على المشهد.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
مآل الثورة؟
المشهد اليوم يوحي بنهاية اتفاق 2019، حين وقّع العسكريون والمدنيون الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالرئيس البشير، اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجبه، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة. غير أن الشروخ اتسعت بين فريق يسعى إلى عودة العسكر إلى الحكم وفريق آخر يريدها "مدنية..مدنية". و.ب