1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السوريون في ألمانيا: نشاط كبير ومساعدات إغاثة مجزية

فلاح آل ياس٢٤ يوليو ٢٠١٣

لم يكن أمام كثير من السوريين المقيمين في ألمانيا سوى المبادرة لمد يد العون لأهلهم في الوطن بمساعدات إغاثة، مع ارتفاع أعداد الضحايا وعظم حجم الدمار والوضع الاقتصادي المتدهور، إضافة لإقامة تظاهرات توزعت بين مؤيدة ومعارضة.

Demonstranten protestieren am Sonntag (05.02.2012) in Berlin gegen den syrischen Machthaber Assad. Am Freitag hatten syrische Regimegegner die Botschaft ihres Landes gestürmt. Foto: Maurizio Gambarini dpa/lbn
صورة من: picture-alliance/dpa

"افتتحنا مؤخرا قسما طبيا للعناية المركزة في مدينة حلب، بعد أن قدمت لنا وزارة الخارجية الألمانية مبلغ 200 ألف يورو لتمويل القسم"، هذا أحدث ما حققته "الجمعية السورية الألمانية لدعم الحريات وحقوق الإنسان"، ومقرها مدينة دارمشتات الألمانية، كما يقول رئيس مجلس إدارتها عبد الحميد الجاسم لـ DWعربية. منظمة "إسلاميك ريليف" الخيرية قدمت هي الأخرى 50 ألف يورو لتمويل القسم الذي افتتحته الجمعية السورية الألمانية بالتعاون مع "المجلس الطبي" في حلب.

وقريبا ستتلقى الجمعية ذاتها مبلغ نصف مليون يورو من الخارجية الألمانية لافتتاح 4 مراكز صحية جديدة في محافظات سورية أخرى. كما يقول الجاسم، الذي غادر وطنه سوريا عام 1991 بغرض دراسة العلاج الفيزيائي في ألمانيا، التي استقر فيها منذ ذلك الحين.

وصل مجموع ما صرفته الجمعية من تبرعات منذ تأسيسها قبل أكثر من عامين إلى "حوالي 5.5 مليون يورو"، معظمها تبرعات من أفراد. كما أن النشطاء العاملين في الجمعية وعددهم يقارب 40 شخصا، موزعون بين سوريين وألمان ومن جنسيات أخرى.

عبد الحميد الجاسم (يمين الصورة)، رئيس الجمعية السورية الألمانية لدعم الحريات وحقوق الإنسان، في صورة مع جريحين سوريين جلبتهما الجمعية للعلاج في ألمانياصورة من: privat

15 عشرة سيارة إسعاف حتى الآن أرسلتها الجمعية إلى الداخل السوري، منها ثماني سيارات دخلت دفعة واحدة على شكل قافلة في شهر آذار/مارس 2013. نشاط هذه الجمعية يركز على مشروعين رئيسيين هما المساعدات الطبية وتشمل المشافي وسيارات الإسعاف والأدوية والأجهزة الطبية بكل أنواعها وتجهيزات المشافي الميدانية. كما تمكنت الجمعية بالتعاون مع السلطات الألمانية ومنظمات خيرية أخرى عددا من الجرحى، من ذوي الإصابات الخطيرة لمعالجتهم في المشافي الألمانية.

والمشروع الثاني هو كفالة الأيتام والأسر التي بقيت دون معيل. إضافة إلى مشاريع أخرى منها جمع الثياب والأحذية المستعملة هنا في ألمانيا وشحنها إلى الحدود السورية ثم إدخالها للمحتاجين وجلب جرحى من ذوي الإصابات الشديدة لعلاجهم في ألمانيا.

"يؤلمنا أن نشبع وهم جياع"

"الجمعية السورية الألمانية لدعم الحريات وحقوق الإنسان" ربما تكون الأكثر نشاطا من بين جمعيات واتحادات كثيرة أسسها سوريون مقيمون في ألمانيا، وصل عددها إلى ما يناهز العشرين منظمة خيرية.

المحامية نهلة عثمان تعمل هي الأخرى منذ أكثر من عامين في دعم نشاطات الإغاثة، وزارت سوريا بنفسها على رأس قافلة مساعدات مقدمة من تبرعات أرسلتها جمعية "تحالف نشطاء سوريا الحرة"، التي تشغل نهلة منصب نائب رئيس مجلس إدارتها. ومؤخرا أرسلت الجمعية مساعدات على شكل سلال غذائية خاصة بشهر رمضان إلى ريف دمشق وحلب وحمص وداريا وغيرها.

التكلفة الإجمالية لكل سلة تتراوح بين 30 و150 يورو، بحسب حجم السلة. مبلغ قد يكون زهيدا لمن يعمل في ألمانيا، ولكنه ربما يعيل أسرة كاملة لمدة شهر في سوريا. "شراء المواد الغذائية يتم في دول الجوار، خاصة تركيا والأردن، ثم يتم إدخال المساعدات إلى سوريا عبر التنسيق مع نشطاء عاملين في الداخل"، كما تقول المحامية نهلة عثمان، الأم لثلاثة أطفال، وتضيف: "يؤلمني أن أشاهد مقدار البؤس الذي وصل إليه حال الناس في سوريا، وخاصة الأطفال، بينما أرى يوميا كيف يتمتع الأطفال في بلد مثل ألمانيا بحياة شبه مثالية. يؤلمنا أن نشبع وهم جياع".

نهلة عثمان: المحامية والناشطة السورية المقيمة منذ سنوات طويلة في ألمانياصورة من: privat

وكذلك تبرز جمعية "لين" للإغاثة ومقرها برلين، والتي يتقاطع نشاطها مع الجمعيتين اللتين ذكرناهما أعلاه، من حيث تقديم المساعدات الغذائية والمشافي الميدانية بكامل تجهيزاتها وإيصال الأطباء إلى الداخل السوري وتأمين عملهم، وخاصة إلى محافظة درعا. كما قدمت الجمعية مشروع رغيف الخبز مع عجز بعض المناطق عن الحصول على مادة الطحين.

المنتدى الألماني السوري، ومقره مدينة بريمن، ينشط هو الآخر في المجال الطبي والإغاثة في محافظات سورية عدة، وخاصة في دير الزور.

جمعية مسجلة تحت اسم "أورينت هيلفر" (أي مساعدو الشرق) تتميز بأنها جاءت بمبادرة من شخص غير سوري، إنه الإعلامي الألماني كريستيان شبرينغر، الذي يقول عن نفسه إنه عاشق لسوريا لأنه زارها عدة مرات سابقا. جمعيته قدمت مساعدات طبية مشابهة. وأيضا مساعدة نوعية تمثلت بتقديم عربات لإزالة القمامة للمجلس المدني لمحافظة حلب، كما تقول الجمعية على موقعها على الانترنت. لكن أبرز ما تقدمه الجمعية بشكل دائم هو مساعدات دورية للاجئين في وادي خالد والبقاع في لبنان وأيضا للاجئين سوريين في الأردن.

غياب التنسيق والإدارة الموحدة

الجمعيات العاملة كثيرة، ويسود تعاون خجول بين بعض منها، ومثال على ذلك أضاحي العيد الماضي في عام 2012، فقد وصلت مبالغ مالية إلى عدة جمعيات لشراء أضاحي عيد الأضحى لذبحها وتوزيعها في سوريا، فقامت جمعيات عدة بتحويل المبالغ إلى جمعية "لين"، حيث كانت "لين" قد اكتسبت الخبرة في هذا المجال عقب القيام به في العيد الأسبق.

عدم وجود وحدة مركزية فاعلة ومعترف بها دوليا لتنسيق الإغاثة للشعب السوري هو أبرز المشاكل التي تواجه العمل في هذا المجال، كما يخبرنا عبد الحميد الجاسم، رئيس "الجمعية السورية الألمانية لدعم الحريات وحقوق الإنسان"، الذي يلقي بالجزء الأكبر من المسؤولية على الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، بسبب عجزه عن إيجاد وحدة تنسيق فاعلة، "رغم حديثنا معهم عدة مرات لمساعدتنا".

ويرى بأنه يجب أن توجد جهة فاعلة داخل سوريا، تتولى مهمة التسجيل والإحصاء، وتقديم أرقام محددة بحاجة كل منطقة من مواد الإغاثة، حتى يسهل العمل على الجميع. المحامية نهلة عثمان، تشاطره الرأي في أن غياب التنسيق يعد مشكلة، وتضيف: "نعاني صعوبة كبيرة في إدخال المساعدات عن طريق الأردن إلى سوريا، وخاصة حمص".

جمعية لين تقدم مشاريعها للإغاثة الطبيةصورة من: DW

المظاهرات كتعبير عن الرأي

ولا يخفى على أحد أن السوريين منقسمين بين معارض لنظام الحكم القائم ومؤيد له، هذا الانقسام قد يختلف في حجمه وشكله، والجالية السورية في ألمانيا ليست استثناء. هناك سوريون مقيمون في ألمانيا مؤيدون للنظام، لذا خرجوا خلال العامين الماضيين في برلين وفرانكفورت وهامبورغ ومدن ألمانية أخرى رافعين العلم السوري وصور الرئيس السوري بشار الأسد، وداعين للحوار وإصلاحات في الوضع السياسي والاقتصادي، ولكن دون تدخل خارجي.

المعارضون أقاموا أيضا مظاهرات عديدة في مدن كولونيا وفرانكفورت وبرلين وبون ودورتموند وغيرها متظاهرين ضد "عنف النظام"، وضد "صمت المجتمع الدولي" حيال ما يجري في سوريا. إضافة لتوجيه رسائل للسياسيين الألمان لطرد السفير السوري آنذاك.

نشاطات كثيرة وتبرعات مالية مجزية، تشكل الأساس في العمل الإغاثي، فبفضل هذه التبرعات تستطيع الجمعيات تمويل مساعداتها للداخل السوري. ولن تقتصر هذه المساعدات على المرحلة الحالية، بل ستشمل مرحلة إعادة البناء عقب توقف نزيف الدماء الذي سيأتي يوما ما، كما يأمل السوريون جميعا.

تنويه:ينشر هذا المقال في موقع DW والجزيرة نت Aljazeera.net في إطار مشروع مشترك.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW