تجدد الاشتباكات بالسويداء وإسرائيل تؤكد عدم تخليها عن الدروز
ابتسام فوزي د.ب.أ، أ.ف.ب
١٦ يوليو ٢٠٢٥
اقتربت حصيلة ضحايا أعمال العنف في السويداء جنوبي سوريا من 250 قتيلا فيما أكدت إسرائيل أنها لن تتخلى عن الدروز في سوريا مؤكدة أنها ستواصل قصف قوات النظام حتى تنسحب من المنطقة.
ارتفع عدد القتلى جراء أعمال العنف في السويداء في جنوب الى 248 قتيلا، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسانصورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
إعلان
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "النظام السوري عليه أن يترك الدروز في السويداء وشأنهم، وأن يسحب قواته"، وذلك تعقيبا على الاضطرابات التي يشهدها جنوبي سوريا ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن كاتس قوله، اليوم الأربعاء (16 تموز/يوليو 2025): "كما أوضحنا وحذرنا، لن تتخلى إسرائيل عن الدروز في سوريا، وستطبق سياسة نزع السلاح التي قررناها".
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي سيواصل قصف قوات النظام حتى تنسحب من المنطقة، وسيرفع قريبا مستوى الرد على النظام "إذا لم تفهم الرسالة". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وكاتس، أعلنا من قبل أنهما أصدرا تعليمات واضحة للجيش الإسرائيلي بضرب القوات والمعدات السورية التي تم إدخالها إلى السويداءفورا، معتبرين أن إدخال هذه القوات والأسلحة "يمثل خرقا لاتفاق سياسة نزع السلاح المطبقة في المنطقة".
إعلان
توترات مستمرة
على صعيد متصل استهدف الطيران الإسرائيلي المسير، اليوم، مدينة السويداء، وفق ما أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا). يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة وزارة الدفاع السورية الأهالي داخل المدينة إلى التزام منازلهم والتبليغ عمن تبقى من المجموعات "الخارجة عن القانون".
وتشهد محافظة السويداء توترات مستمرة منذ عدة أيام، بلغت ذروتها يوم الأحد الماضي، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين عشائر البدو وفصائل محلية، على خلفية عمليات خطف متبادلة.
ارتفاع حصيلة القتلى
وارتفع عدد القتلى جراء أعمال العنف في السويداء في جنوب الى 248 قتيلا، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء، في وقت أفاد مراسلان لفرانس برس بسماعه دوي قصف متقطع في أنحاء المدينة.
وأحصى المرصد منذ اندلاع الاشتباكات الأحد، مقتل 64 مسلحا درزيا إضافة الى 28 مدنيا، 21 منهم قتلوا "بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، مقابل 138 قتيلا من عناصر وزارتي الدفاع والأمن العام و18 مسلحا من البدو. وكانت حصيلة سابقة للمرصد ليل الثلاثاء أحصت مقتل 203 أشخاص من الطرفين.
ميدانيا شهدت مدينة السويداء صباح اليوم اشتباكات وقصفا متقطعا، وفق المرصد. وشاهد مراسل لفرانس برس داخل المدينة قرابة ثلاثين جثة، يعود بعضها لعناصر من السلطة وآخرى لمقاتلين بلباس مدني مع جعب عسكرية. وقال إن أعمدة الدخان تتصاعد من بعض أحياء المدينة على وقع دوي قصف متقطع.
وأفاد مراسل آخر في المدينة عن إطلاق القوات الحكومية القذائف من أحد مواقعها. وأوردت شبكة السويداء 24 الإخبارية المحلية أن "قصفا كثيفا بقذائف المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون" طال المدينة ومحيطها منذ
وتأتي أعمال العنف بعد نحو شهرين من مواجهات قرب دمشق بين مسلحين دروز وقوات الأمن اسفرت عن مقتل 119 شخصا وصلت تداعياتها إلى محافظة السويداء.
وإثر إطاحة حكم بشار الاسد الذي قدّم نفسه حاميا للأقليات في سوريا، لم تتوصل الفصائل الدرزية المسلحة التي لا تنضوي تحت مرجعية واحدة، الى اتفاق كامل مع السلطات الجديدة. لكن مئات المقاتلين انضووا في صفوف الأمن العام ووزارة الدفاع.
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي