السويد تفتح تحقيقا ضد وزير عراقي بشبهة "جرائم ضد الإنسانية"
٢٦ نوفمبر ٢٠١٩
تقارير إعلامية تكشف عن تحقيقات تقوم بها الشرطة السويدية ضد وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري وذلك تزامنا مع إعلان النيابة العامة التحقيق مع وزير لم تكشف عن اسمه يشتبه بارتكابه "جرائم ضد الإنسانية".
إعلان
ذكرت تقارير إعلامية أن الشرطة السويدية تجري تحريات ضد وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري على خلفية احتيال اجتماعي. وأوضحت إذاعة "إس فيه تي" السويدية أن الوزير الذي يحمل الجنسية السويدية أيضا، سجل نفسه تحت اسم آخر بالقرب من ستوكهولم طوال أعوام، وحصل على مساعدات حكومية مختلفة، على الرغم من أنه كان يعيش في بغداد.
مسائية DW: ما موقف أربيل من حراك العراق الغاضب؟
23:11
ووفقاً لموقع "نايهتر اداغ" الإخباري وصحيفة "اكسبريسن" السويدية، أنه يجري التحقيق مع وزير الدفاع بتهمة الاحتيال لحصوله على استحقاقات السكن والاطفال من السويد رغم أنه يعيش في العراق. من جهتها، صرحت وكالة التأمينات الاجتماعية السويدية لفرانس برس أنها لا تستطيع الكشف عما إذا كانت تحقق مع الشمري لأن جميع القضايا سرية.
وأكد الادعاء العام السويدي من جهته إجراء تحقيقات أولية ضد وزير عراقي لم تذكر اسمه، موضحة أنه تم الإبلاغ عنه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قبل أن تسارع وزارة الدفاع العراقية الى نفي هذه الاتهامات على موقع "فيسبوك"، بعدما ذكرت تقارير إعلامية محلية أن المعني هو وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري.
وكشفت النيابة العامة في السويد التحقيق في ارتكاب وزير في الحكومة العراقية "جرائم ضد الإنسانية"، دون ذكر اسم هذا الوزير.
وأفاد البيان الصادر عن النيابة العامة، أنها تلقت شكاوى بشأن "وزير عراقي يشتبه في ارتكابه جرائم ضد الإنسانية". وأضافت أن التحقيق ما يزال "في مرحلة مبكرة للغاية" ويتعلق بمقتل مئات المتظاهرين.
في المقابل، أعلن محام سويدي عراقي لم يكشف عن اسمه لصحيفة "سفينسكا داغبلاديت" أنه أبلغ عن الشمري للشرطة في تشرين الأول/أكتوبر بسبب دوره في إطلاق النار على مئات المحتجين خلال أسابيع من الاضطرابات.
ومنذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر، شهدت العاصمة العراقية والجنوب تظاهرات حاشدة احتجاجاً على الفساد ونقص الوظائف وضعف الخدمات. وتصاعدت تلك المظاهرات إلى دعوات لإصلاح شامل للنخبة الحاكمة.
وقتل حوالي 350 متظاهراً وجرح الآلاف في اشتباكات مع قوات الأمن، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وتوقفت السلطات العراقية عن تحديث أرقامها.
وكان الشمري وصل إلى السويد في العام 2009 وحصل على الإقامة الدائمة في العام 2011 قبل حصوله على الجنسية في العام 2015، وفقا لصحيفة "اكسبريسن".
و.ب/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
شهر دامٍ في العراق .. والاحتجاجات متواصلة
جاء الإعلان عن استعداد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لتقديم استقالته، بعد شهر من الاحتجاجات المستمرة، التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى عنيفة خلال وقت قصير. أبرز محطات الاحتجاجات وحصيلتها في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
عبد المهدي في "مهب الريح"؟
دفعت المظاهرات الأخيرة في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى ابداء الاستعداد للاستقالة، بعد أن حجبت قوى سياسية عراقية دعمها له. الرئيس برهم صالح أعلن أن عبد المهدي وافق على إستقالته إذا توصلت الكتل البرلمانية لبديل. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري زعيم "تحالف الفتح".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
"بغداد حرة حرة".. شعارات سلمية
احتجاجات العراقيين، اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، واتسمت بالسلمية في بداياتها، إذ رفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة، ووقف التدخلات الإيرانية، وتغيير النظام السياسي. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، وعلى الرغم من سلميتها إلا أنها قوبلت برد أمني عنيف، إذ تم إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتجين.
صورة من: AFP
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع..
بعد ثلاثة أسابيع من الإحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد كبير من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، واصلوا مظاهراتهم وطالبوا برحيل النظام.
صورة من: AFP
غازات مسيلة للدموع وحجب الإنترنت
قامت السلطات العراقية خلال الاحتجاجات باستخدام وسائل أمنية متعددة ضد المحتجين. إلى جانب إطلاق النار واستخدام الغاز المسيّل للدموع، قامت أجهزة الأمن بحظر مواقع التواصل الاجتماعي، وقطع خدمة الإنترنت، ما عدا إقليم كردستان العراق الذي يخضع لادارة كردية ذاتية ولم تشمله الاحتجاجات الحالية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
ثلاث محطات دموية
تركزت الاحتجاجات في ثلاث محطات دامية خلال شهر أكتوبر، إذ خلفت الموجة الأولى من العنف ما يقارب 157 قتيلًا، وفي المحطة الثانية فتحت جماعات شيعية مسلحة النار على المحتجين، وأُحرق نحو 277 مبنى حكومي في جنوب العراق، أما مدينة كربلاء فكانت ساحة المحطة الأخيرة، حيث سقط ما لا يقل عن 14 قتيلًا وأُصيب 865 آخرون، في إطلاق نار قام به مجهولون. وحسب حصيلة أولية سقط أكثر من 250 قتيل وجرح 5500 شخصًا خلال الشهر.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sudani
"ثورة التكتك"
كان استخدام "التكتك" كوسيلة نقل وإسعاف وتموين من أبرز مظاهر الاحتجاجات. حتى أن البعض أطلق وسم "ثورة_التكتك" على الاحتجاجات. حيث كانت هذه العربة الصغيرة أحد أهم الوسائل في نقل المصابين والجرحى من مناطق الاشتباكات الضيقة إلى المستشفيات، في ظل استهداف القناصين للمسعفين، فيما قدّم سائقوها الامدادات الصحية والمائية للمحتجين.
صورة من: Reuters/K. al-Mousily
مطالب المحتجين
طالب المتظاهرون منذ بداية الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزوا في شعاراتهم على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ 25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
مقتدى الصدر يسحب دعمه
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"إيران بره بره"... والخامنئي يرد
سُلطت الأضواء خلال الاحتجاجات على دور إيران في العراق، حيث طالبها محتجون بالكف عن التدخل في الشؤون العراقية. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
"شلع قلع، كلكم حرامية"
رفع المتظاهرون شعارات عديدة، من أبرزها "شلع قلع، كلكم حرامية" ويعني باللهجة العراقية: اقتلعوهم من الجذور، كلهم سارقون. ورغم هيمنة المراجع الشيعية والنخب السياسية المرتبطة بها على النظام السياسي، إلا أن المحتجين تجاوزوا النفوذ الطائفي، ولم يكترثوا لنداءات المراجع الدينية التي دعت إلى الهدوء.
إعداد: م.س