اكتشاف مثير وصف بـ "الكنز"  أعلنت عنه مجموعة التعدين السويدية "الكاب/ LKAB" يوم الخميس (12 يناير/ كانون الثاني 2023). وهو اكتشاف "أكبر حقل معروف" للفلزات الأرضية النادرة في أوروبا، في أقصى شمال السويد.

وبحسب التقديرات الأولية، فإن حقل كيرونا، وهي منطقة تعدين رئيسية في السويد، يحتوي على أكثر من "مليون طن من الأكاسيد الفلزية الأرضية النادرة"، لكن أن المجموعة أشارت إلى أنها لم تحدد كمية المعادن الموجودة بالضبط بعد، وفق صحيفة "بيرلينر مورغن بوست الألمانية".
وهذا الاكتشاف مهم في وقت تشعر فيه أوروبا بالقلق من اعتمادها على الصين، أكبر منتج في العالم، للحصول على هذه المعادن التي تستخدم خصوصا في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والعديد من الأجهزة الإلكترونية. ووفق مجموعة التعدين السويدية "الكاب/ LKAB" يمكن أن تغطي هذه الكمية المعلن عنها جزءاً مهماً من الطلب المتزايد على التربة النادرة في أوروبا.

على سبيل المثال تحتاج ألمانيا بشكل عاجل إلى مواد خام وأتربة نادرة من أجل تسريع التحول إلى الاقتصاد الأخضر. فقد استوردت ألمانيا وحدها حوالي 248,9 طنًا من العناصر الأرضية النادرة في عام 2021. لذلك يعد هذا الإكتشاف مهماً لإعادة الهيكلة المخطط لها للاقتصاد في ألمانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام.

تحقيق الإكتفاء الذاتي لأوروبا

من جهته قال الرئيس التنفيذي لدى مجموعة التعدين السويدية، يان موستروم، في بيان صحفي "هذا أكبر حقل معروف للفلزات الأرضية النادرة في الجزء الخاص بنا من العالم، وقد يصبح عنصرا أساسيا لإنتاج المواد الخام المهمة جدا بالنسبة للانتقال إلى الطاقة النظيفة". وأضاف "نحن نواجه مشكلة في الإمدادات. بدون مناجم لا سيارات كهربائية".

وتسعى السويد إلى تحقيق استغلال مربح ومستدام للقارة العجوز من خلال هذا "الكنز"، كما أكدت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد والطاقة السويدية، إيبا بوش، أن "اكتفاء الاتحاد الأوروبي الذاتي واستقلاليته عن روسيا والصين ستبدأ في المنجم".

أما عن الموعد المتوقع لبدء استغلال الحقل وتحقيق الإستفادة المرتقبة منه، قال موستروم أثناء سؤاله خلال مؤتمر صحفي "نتوقع أن يستغرق الأمر سنوات عدة لدرس الحقل وشروط استغلال مربح ومستدام". وأضاف: "إن ذلك يعتمد على سرعة الحصول على تصاريح" مشيراً إلى أنه نظرا إلى الخبرة في هذا المجال، سيستغرق الأمر على الأرجح "10 إلى 15 عاما".

 إ.م/ ع.ج (أ ف ب)