1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السياحة العربية- الألمانية نحو آفاق أوسع

يطلق الكثيرون على السياحة صناعة المستقبل، ويبدو أن العرب وعوا هذه الأهمية أيضاً من خلال بورصة السياحة العالمية في برلين. فحضورهم متميز فيها وكذلك أنشطتهم التي تتوج بانعقاد الملتقى السياحي العربي الألماني للمرة السابعة.

افتتاح بورصة السياحة العالميةصورة من: AP

بحضور أكثر من عشرة آلاف وأربعمائة عارض من 181 بلداً بدأت اليوم في العاصمة الألمانية برلين فعاليات بورصة السياحة العالمية 2005. وتشارك الغالبية الساحقة من الدول العربية في بورصة هذا العام بأجنحة كبيرة تعرض فيها العشرات من شركات ومكاتب السفر وشركات الطيران في البلدان العربية ما لديها من منتجات وعروض سياحية. ويبرز من بينها أجنحة الإمارات ومصر وسورية واليمن وتونس والمغرب التي تزخر إضافة للعروض المذكورة بأنشطة تراثية وحرفية متنوعة. ويعكس هذا الحضور الكبير الدور المتميز الذي توليه الدول العربية للقطاع السياحي على أساس أن يكون قطاع المستقبل ومحرك النمو الاقتصادي في العديد منها. وتتحدث العديد من حكوماتها عن جعله بديلاً عن النفط خلال العقود القليلة القادمة.

برج العرب أهم الأهداف السياحية في الإمارةصورة من: AP

يأتي انعقاد بورصة هذا العام في وقت سجلت فيه منطقة الشرق الأوسط واحدة من أعلى نسب النمو السياحي في العالم خلال عام 2004، فقد أفادت بيانات منظمة التجارة العالمية أن الأهداف السياحية في المنطقة سجلت معدلات نمو تراوحت بين حوالي 8 و 43 بالمئة خلال العام المذكور مقارنة بمعدلات 2003. وكانت سورية ومصر والبحرين وتونس والمغرب في مقدمة الدول التي شهدت هذه المعدلات. ويعود الفضل الأكبر في تحقيقها إلى الانتعاش الكبير الذي شهدته السياحة البينية العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول وتبعاتها في العراق. فقد أدت هذه الأحداث إلى وضع قيود صعبة على حركة السياح العرب نحو أمريكا الشمالية وأوروبا مما دفعهم للتوجه إلى أهداف سياحية بديلة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. غير أن السياح الأوروبيين لعبوا دوراً هاماً في دفع السياحة الشرق أوسطية إلى الأمام خلال السنوات الثلاث الماضية. ويُعد السياح الألمان في مقدمة الأوروبيين الذين يتوجهون لقضاء إجازتهم وعطلهم في دول المنطقة العربية وخاصة في مصر وتونس والمغرب ودبي.

نمو السياحة الألمانية إلى المنطقة العربية

الحياة الريفية في مصرصورة من: AP

عرفت السياحة الألمانية إلى معظم الأهداف السياحية العربية تراجعاً كبيراً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. غير أن هذا التراجع لم يستمر طويلاً إذ سرعان ما عادت الثقة الدولية إلى هذه الأهداف. وهذا ما يفسر النمو الكبير للسياحة الألمانية إلى دول المنطقة العربية خلال السنوات الثلاث الماضية. وجاءت مصر في مقدمة هذه الدول إذ زارها نحو مليون ألماني خلال العام الماضي مقارنة بنحو 800 ألفاً خلال العام الذي سبقه. واحتلت تونس المرتبة الثانية إذ توجه إليها نحو 600 ألف سائح عام 2004 مقابل نحو 500 ألف في عام 2003. وشهدت إمارة دبي أعلى النسب في استقطاب الألمان الذي تضاعف عددهم إليها بين عامي 2003 و 2004 ليرتفع من 118 إلى 236 ألفاً. ويتوقع عبد العزيز المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية أن يزداد عدد السياح الألمان إلى الأهداف السياحية العربية، وخاصة إلى منطقة الخليج التي تحظى باهتمام كبير لدى صناع القرار السياسي والاقتصادي في ألمانيا. غير أن الزيادة المذكورة مرتبطة بتسويق مناسب وبتعزيز اللقاءات التي تواكب الاهتمام المذكور. وقد برز هذا الاهتمام مثلاً من خلال الجولة التي قام المستشار شرودر مؤخراً إلى دول مجلس التعاون الخليجي واليمن والتي حظيت باهتمام واسع في وسائل الإعلام العربية والألمانية.

تواضع مستوى السياحة العربية- الألمانية

تونس أحد أهم الاهداف السياحية الألمانية في المنطقة العربيةصورة من: AP

رغم النمو الملموس في أعداد السياح الألمان إلى البلدان العربية فإن نسبتهم ما تزال متواضعة قياساً إلى مجمل السياح الألمان الذي يتوجهون إلى الخارج سنوياً. وقد وصل عدد هؤلاء إلى نحو 50 مليون سائح يفضلون بالدرجة الأولى أسبانيا وإيطاليا والنمسا وتركيا واليونان وفرنسا. ويرى الدكتور ايريش كاوب الرئيس السابق لاتحاد الصناعات الألمانية للسياحة أن الدول العربية ما تزال بحاجة إلى بنية تحتية سياحية الأفضل لجذب المزيد منهم. كما أنها بحاجة لحملات ترويجية ناجحة وعرض سياحية أكثر تنوعاً. وعلى الجانب الآخر تبدو السياحة العربية إلى ألمانيا في وضع ضعيف مقارنة بالسياحة العربية إلى الخارج. وقد تراجع عددهم السياح العرب إليها خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل كبير ليصل إلى 82 ألفاً خلال العام الماضي مقابل نحو ربع مليون قبل أربع سنوات. ويشكل هؤلاء نسبة ضعيفة للغاية من أصل نحو 20 مليون عربي يتوجهون للسياحة خارج بلدانهم سنوياً. وتأتي غالبية السياح العرب إلى ألمانيا من السعودية والإمارات والكويت لأغراض العلاج في المستشفيات والمراكز الصحية. ويعاني بقية العرب الراغبين بالسفر إلى ألمانيا من صعوبة الحصول على تأشيرات الدخول بسبب تشديد إجراءاتها خلال السنوات الثلاث الماضية.

د. ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW