السياحة العلاجية في تونس تساهم في إنعاش الاقتصاد المتعثر
٣١ يناير ٢٠٢٤
يبدو أن تونس تجمع بين سحر الطبيعة والخبرات الطبية، إذ تزدهر السياحة العلاجية في البلد المثقل بالديون والذي تمثل فيه السياحة ركيزة اقتصادية هامة تساهم في إنعاشه. المزيد من التفاصيل في هذا التقرير.
إعلان
قدمت بينتو يونوسا (25 عاما) من النيجر إلى تونس لتباشر علاجا للعقم داخل مصحة في بلد يتوجه إليه أكثر من مليوني أجنبي للعلاج سنويا ما يساهم في إنعاش الاقتصاد المتعثر. وتقول الطبيبة المسؤولة في وزارة الصحة نادية فنينة لوكالة فرانس برس إن "تونس هي الأولى في إفريقيا من حيث الطلب على الرعاية والعرض".
وعلى الرغم من التوقّف الذي حصل خلال جائحة كورونا، يحقّق القطاع حوالى 3,5 مليار دينار (أكثر من مليار يورو) كرقم أعمال سنوي. وفي العام الفائت، شكّلت السياحة العلاجية (الاستشفاء والأدوية والأنشطة ذات الصلة) نصف إيرادات قطاع السياحة بأكمله.
وتمثّل السياحة 9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتعدّ ركيزة لاقتصاد الدولة المثقل بالديون والمتباطئ بنسبة نمو 1,2 في المائة في العام 2023، وفقًا لإحصاءات البنك الدولي.
وتقول بينتو يونوسا إنها تلقت علاجا في السابق في دول أخرى من أجل الإنجاب قبل أن ينصحها أحدهم بطبيب "ذي كفاءة عالية" في تونس. وتضيف "أنجبت شقيقة زوجي توأما بعد أن خضعت لعملية تخصيب اصطناعي في تونس. لهذا السبب، جئت إلى تونس لإجراء العملية".
وجمّدت شقيقتها خديجة البالغة من العمر 32 عاماً، والتي ترافقها، بويضات منها منذ خمسة أشهر في المصحة الخاصة نفسها في تونس المتخصصة في عملية الإنجاب بمساعدة طبية.
ويؤكد الطبيب فتحي زهيوة الاختصاصي في أمراض العقم لوكالة فرانس برس أن المركز استقبل 450 زوجا من أجل عمليات تخصيب في المختبر خلال العام الفائت، وعدد كبير منهم من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء حيث المؤسسات الصحية لعلاج العقم نادرة.
أمّا بقية طالبي العلاج فيأتون من دول شمال إفريقيا ولبعضهم أقارب في تونس، أو من دول أوروبية وبينهم بريطانيون وسويسريون وكنديون على وجه الخصوص، "لأن التكاليف أقل بعشر مرات" من تلك التي في بلدانهم.
ويشير الى أنهم "يختارون تونس أيضا لأن لدينا إخصائيين في العقم معترف بهم عالميا". ويُعالج أكثر من 500 أجنبي داخل المستشفيات التونسية سنويا، ويتم علاج أكثر من مليونين آخرين في عيادات.
والليبيون في مقدمة المرضى الأجانب يليهم الجزائريون، ثم مواطنو دول إفريقيا جنوب الصحراء، بحسب فنينة.
ويتلقّى أكثر من نصف المرضى علاجا من أجل الإنجاب أو الأورام، أو أمراض القلب أو يخضعون لعمليات جراحية.
عمليات تجميل..
ويأتي الأوروبيون بشكل أساسي لإجراء عمليات تجميل التي تمثل 15 في المائة من مجموع العلاجات. وتوضح الطبيبة المسؤولة في وزارة الصحة نادية فنينة أن تونس هي "الأولى" في إفريقيا بفضل "حوالي مئة مصحة خاصة متخصصة تتمتع بتقنيات وتخصصات رفيعة المستوى ومهارات معترف بها".
ويزور محمد الليبي والذي يبلغ من العمر 59 عاما، تونس كل ستة أشهر لإجراء فحص طبي لدى طبيب القلب بعد عملية "دقيقة" خضع لها. ويقول لفرانس برس "هذا الطبيب أنقذ حياتي، ولن أغيّره أبداً".
ويعتزم محمد رفقة زوجته "الاستفادة من الرحلة الحالية إلى تونس لتمضية بضعة أيام من الاسترخاء في طبرقة"، المدينة الساحلية والسياحية في شمال غرب تونس.
وتؤكد فنينة أن "السياحة العلاجية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقطاع (السياحي)، لأن المريض الأجنبي هو أيضًا سائح، ولا يأتي في غالب الوقت بمفرده وبالتالي يحتاج إلى إقامة بمستوى لائق".
ألمانيا وجهة مفضلة للسياحة العلاجية
01:08
وتتابع "إن الترويج للسياحة العلاجية يعتمد على تطوّر قطاع السياحة" إجمالا. وتضيف "لو لم تكن لدينا سياحة متطورة ومنظمة بشكل جيّد، لما وصلنا إلى هذا المستوى".
وتعتبر الطبيبة أن للسياحة العلاجية "إمكانات قوية ويمكن أن تحقق أرقامًا أكبر إذا تغلبنا على بعض العقبات والقيود".
وتشير إلى غياب خطوط جوية مباشرة بين تونس وبعض دول إفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن بطء في منح التأشيرات. "لهذا السبب نعمل على الحصول على تأشيرة طبية".
ولتسهيل وصول المرضى إلى تونس ومراقبتهم، تقوم وزارة الصحة بإعداد نص قانوني ينظّم نشاط جميع الجهات المعنية من الوكالات المتخصصة والوسطاء.
وتعمل الوزارة أيضًا مع القطاع الخاص لإنشاء عيادات أخرى ومراكز إيواء جديدة لكبار السنّ الأوروبيين الذين يحتاجون إلى مرافقة.
ر.ض/ أ.ح (أ ف ب)
السياحة العربية في 2023.. وجهات واعدة وأخرى تبحث عن موطئ قدم
خلال عام 2023، تتجه الأنظار لعدد من الدول العربية المعروفة بقوة قطاعها السياحي، ومنها الإمارات ومصر والمغرب ونسبيا تونس. لكن هناك وجهات أخرى تبحث عن إثبات ذاتها وأخرى تعاني. نظرة على بعض الوجهات العربية في هذه الصور.
صورة من: Lee Frost/robertharding/picture alliance
رمال مرزوكة في المغرب
المغرب ليس فقط أكادير أو مراكش. هو كذلك كثبان الصحراء في مناطق منها مرزوكة التي تستقطب السياح الراغبين في اكتشاف السياحة الصحراوية. هذه الوجهة شهيرة خصوصا في فصل الشتاء والخريف حيث تكون درجات الحرارة منخفضة في أوروبا، لكنها مناسبة جدا في الجنوب الشرقي للمغرب، لأجل مغامرة لا تنسى مع الرمال.
صورة من: Lee Frost/robertharding/picture alliance
الأردن - وجهة عربية في الشرق الأوسط
زار الأردن خلال عام 2022 ما يقارب خمسة ملايين سائح، وهي من الوجهات العربية التقليدية في الشرق الأوسط. من أشهر معالمها مدينة البتراء، في الصورة، التي تعود إلى حوالي ألفي عام، وتعرف كذلك بالمدينة الوردية. كما يزور السياح البحر الميت، ومناطق أخرى من هذا البلد.
صورة من: Jonathan Carlile/imageBROKER/picture alliance
السياحة الدينية- نقطة جذب في مصر
تمثل السياحة الدينية إحدى عوامل الجذب السياحي في مصر. النموذج هنا من داخل مسجد السلطان حسن بالقاهرة والذي يعد من أضخم مساجد مصر. شيده السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في القرن الرابع عشر ميلادي. ويزوره بشكل كبير سياح مسلمون، لكنه مفتوح كذلك أمام السياح الأجانب.
صورة من: Mohammed Fathi/DW
تباشير موسم سياحي واعد في تونس
آلاف السياح يتدفقون على البلد عبر سفن سياحية في موسم 2023. النموذج من هنا في ميناء حلق الوادي. حيث رست خلال الأيام الماضية سفينة "غرانديوزا" العملاقة التي أقلت ستة آلاف سائح من أوروبا، في واحدة من أصل 50 رحلة مبرمجة هذا العام، وهو أكبر رقم يصل إلى تونس من الرحلات منذ عام 2019.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
مصر.. بلد الأهرامات
أكثر ما يسأل عنه السياح في مصر هي الأهرامات الشاهدة على عراقة الحضارة الفرعونية. تستقطب مصر ملايين السياح سنويا نظرا لتنوع العرض المقدم وتخطط لاستقطاب 30 مليون سائح مستقبلاً. لكن الطموح يصطدم بعدة تحديات منها البنى التحتية ومشاكل التسويق. في الصورة جيل بايدن، عقيلة الرئيس الأمريكي جو بادين، في زيارتها لأهرامات الجيزة.
صورة من: Amr Nabil/AP/picture alliance
الجزائر- قطاع سياحي محتشم رغم المؤهلات
الجزائر واحدة من الوجهات السياحية الصاعدة في المنطقة، ومؤخراً بدأت تقارير عالمية تشير إليها. من ذلك منطقة تمرناست في الجنوب، التي تتيح مشاهدة منظر مبدع لشروق الشمس وغروبها. زار الجزائر عام 2019 حوالي 1.9 مليون سائح وهو رقم ضعيف مقارنة بجيرانها لأسباب منها عدم تطوير الجزائر للقطاع السياحي وغياب تسويق الوجهة الجزائرية، لكن هناك طموح لتطوير القطاع.
صورة من: Egmont Strigl/imageBROKER(picture alliance
دبي على عرش السياحة العربية
تتربع الإمارات على عرش السياحة العربية -عند استثناء أرقام السياحة الدينية في السعودية-، خصوصا إمارة دبي التي تجذب الراغبين في اكتشاف ناطحات السحاب العربية، وكذلك الباحثين عن خدمات السياحة العلاجية، فضلا عن سياحة الأعمال والأحداث الدولية. كما تتيح صحراء الإمارات مناسبة لاكتشاف صحراء الخليج وما تحمله من أسرار.
صورة من: Kamran Jebreili/AP/picture alliance
لبنان- تأثر شديد بالأزمة
كانت لبنان وجهة سياحية مفضلة لعدد من السياح عبر العالم. لكن البلد يعاني أوضاعا اقتصادية وسياسية صعبة للغاية منذ سنوات، أثرت بشكل كبير على القطاع السياحي. لكن مع ذلك استمر عدد قليل من السياح في التوافد، خصوصا المغتربين اللبنانيين الذين يساهمون كثيرا في اقتصاد البلد. من أشهر الوجهات هناك بعلبك، وهي مدينة أثرية قديمة في سهل البقاع.
صورة من: Hassan Ammar/AP/picture alliance
الهجمات الإرهابية.. صداع لعدد من دول المنطقة
عانت عدة دول أوروبية من هجمات إرهابية ضربت القطاع السياحي. ومن ذلك ما وقع في تونس عام 2015 عندما هاجم مسلح من تنظيم "داعش" السياح وقتل العشرات. ليست تونس وحدها، مصر هي الأخرى عانت وكذلك المغرب والأردن، لكن التأثر التونسي كان كبيرا خصوصا أن ذلك العام شهد عمليات أخرى في بلد يعول كثيراً على القطاع السياحي.