السيارات الألمانية الفاخرة تواجه مشاكل في اختبارات تصادم أمريكية
٢٧ أغسطس ٢٠١٢تكفي مشاهدة اختبار تصادم لأن تجعل المشاهد يشعر كما لو كان يعاني آلام الكدمات. سيارة ليموزين تندفع بقوة صوب جدار، لتصطدم به ولكن بجزء صغير من الواجهة الأمامية لها، وبصورة أساسية المصابيح الأمامية اليسرى والمصد من أسفل. وتزيل قوة التصادم جانب السيارة بأكمله كما لو كان مصنوعا من الزبد وليس من الحديد الصلب. يتغير اتجاه العجلة الأمامية، في حين تظل قمرة الركاب سليمة، وبالطبع لم يكن هناك ركاب داخل السيارة، وكانوا لينجوا، ولكن بإصابات خطيرة.
أجرى الاختبار "معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة" في الولايات المتحدة، وكان غريبا لعدة أسباب: فبدلا من اصطدام 50 في المائة من المصد الأمامي بالجسم الصلب في الاختبار، اصطدمت السيارة المستخدمة فيه بأقل من 50 في المائة من السطح. يهدف الاختبار إلى محاكاة حوادث نموذجية مثل اصطدام سيارة بشجرة. وتجعل منطقة التأثر المخفضة من الصعب أن يمتص هيكل السيارة الطاقة الناجمة عن التحطم. وتتركز هذه الطاقة على مساحة أصغر وتسفر عن نتائج كارثية.
"رغم اختبارات التصادم التقليدية نشهد وفاة الآلاف في حوادث تصادم"
وعلى النقيض من اختبارات أخرى، لم تفلح السيارات الألمانية في اجتياز الاختبارات، وهو ما يمثل عيبا بالنسبة لأدائها المثير للإعجاب في مثل هذه الاختبارات. وحصل أداء الفئة "سي" من سيارات مرسيدس والسيارة "إيه 4" من أودي على أسوأ التصنيفات في الاختبار وهو "سيء"، في حين حصلت الفئة الثالثة الجديدة من "بي إم دبليو" وفئة "سي سي" من فولكس فاجن على تقييم "دون مقبول". وشعرت الشركات الألمانية بالراحة نوعا ما لحصول منافسين لها مثل فئة "لكزس" الفاخرة من تويوتا أو لينكولن من فورد على درجة "سيء" أيضا.
وقال مدير المعهد أريان لوند إن جميع السيارات الحديثة تقدم أداء طيبا في اختبارات التصادم التقليدية، "ومع هذا، نشهد وفاة ما يربو على عشرة آلاف شخص سنويا في حوادث تصادم من الأمام". ويحدث كثير من الوفيات في حوادث تصادم ناجمة عن اصطدام جزء فقط من مقدمة السيارة بعائق. وأضاف: "هناك حوادث خطيرة، وإجراءات الاختبار الجديدة تأخذ هذا في الاعتبار".
شكوك بشأن الاختبار الجديد
وأعرب خبراء في شركة مرسيدس-بنز الألمانية عن شكوكهم بشأن ما إذا كان اختبار السيارات الأمريكي الجديد واقعي بدرجة كافية. وأشار دير أوكل، رئيس وحدة أبحاث الحوادث، إلى استخدام جسما ثابتا في المحاكاة، وقال " فرص تلقي سيارة لصدمة مفاجئة أو اصطدام من مركبة قادمة في الاتجاه المعاكس أعلى بكثير من الاصطدام بكتلة خرسانية". وأكدت الشركة أنها رغم ذلك أخذت نتائج الاختبارات على محمل الجد وستتصرف وفقا لذلك.
كان رد فعل أودي مماثلا، حيث قال متحدث باسم الشركة " لا نسعى للتهوين من هذا الاختبار"، مشيرا إلى أن نوع التحطم الناجم عن الاختبار أمر نادر. وفي ألمانيا، تمثل مثل هذه الحوادث نحو أربعة بالمائة من الحوادث التي تسفر عن وفيات أو إصابات خطيرة في البلاد. وستقيم أودي النتائج لتستخلص منها الدروس المستفادة.
وليس أمام شركات تصنيع السيارات سوى خيارات ضئيلة، نظرا لأن "معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة" سيدمج هذه النتائج في نظام تصنيفي وسيؤثر هذا مباشرة على درجات السلامة التي تحصل عليها السيارات مستقبلا. ولا يمكن لأي شركة منتجة تحمل تجاهل هذا، لأن نتائج اختبارات التصادم تؤثر مباشرة على مبيعات السيارات.
ثلاث سيارات من 11 تحصل على تقييم جيد أو مقبول
وحصلت ثلاث سيارات من بين 11 سيارة شملها اختبار المعهد على تقييم جيد أو مقبول. أحد هذه السيارات كانت السيارة فولفو "إس 60" وهي من إنتاج شركة أرست سمعتها من خلال سجل سلامة ممتاز على مدار عقود. ولم يستطع خبير فولفو توماس بروبرج إخفاء سعادته لدى سماعه نتائج الاختبار، وقال إن "الاختبار يظهر مدى فعالية نظام السلامة لدينا". ويعتقد لوند أن فولفو أحرزت نتائج طيبة بسبب التقوية الجانبية الخاصة في الهيكل الخارجي. وتشارك الطرز المختلفة للعلامة التجارية السويدية- المملوكة حاليا لشركة جيلي الصينية- في الاختبارات الاستثنائية منذ منتصف ثمانينيات من القرن الماضي. ويقول خبراء ألمان إن الشركة السويدية استفادت من المعرفة المتخصصة المرتبطة بصورة وثيقة بالطبيعة الطبوغرافية لهذا البلاد الإسكندنافي.
يشار إلى أن حوادث السيارات المرتبطة بالأشجار أمر شائع في المساحات الشاسعة بالسويد، بعكس الحال في ألمانيا حيث يتم عادة وضع حواجز معدنية على جانب الطريق لحماية الأشجار.
س.ك/ ط.أ (د.ب.أ)