السيارة الضاحكة تحتفل بعيد ميلادها الستين
٨ نوفمبر ٢٠٠٧تعد سيارة "فولكسفاغن بولي" من أحد أبرز نتاجات المعجزة الاقتصادية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ دخلت بعد صناعتها إلى العديد من مجالات الحياة كسيارة إسعاف أو سياراة شرطة، إضافة إلى حضورها في الرحالات الجماعية والعائلية. في هذا العام تحتفل السيارة التي رافقت الكثير من التطورات الحاصلة في مجال صناعة السيارات بمرور ستين عاماً على صناعتها.
ذكريات تربط الكثيرين ببولي
لا يجد ماركوس داون بأعوامه السبعة لعبة أفضل من سيارة عائلته المصنوعة عام 1977، والتي يبلغ وزنها طنين ومحركها بسعة أربع اسطوانات، أما سرعتها فلا تتجاوز الـ 120 كيلومتر في الساعة. وترافق سيارة الفولكسفاغن بولي العائلة منذ أول لحظات تكوينها. فقد أهداها الزوج ميشيل لزوجته سابينه بمناسبة زواجهما. سابينه تروي ذكرياتها عن هذه اللحظ بالقول: „بعد عقد قراننا في مبنى البلدية وضع أمامي أوراق السيارة التي كانت تحمل علامة BN-SD. حينها لم أكن قد فهمت بعد ما الذي كان يجري".
أما ميشيل فيعلق على الذكريات التي تربطه بسيارته بالقول: „ثم قلت لها لم استأجرتها لليوم فقط، بل يمكننا أن نسافر بها لقضاء شهر العسل، إنها سيارتنا"، الأمر الذي أسعد عروسه كثيراً.
سيارة ألمانية بفكرة هولندية
نشأت فكرة صناعة السيارة في الأصل من بين بون، وهو أحد مستوردي سيارة فولكسفاغن في هولندا. فقد صمم سيارة فولكسفاعن بولي عام 1947. وجاءت الفكرة بعد أن قام بون بزيارة مصانع الشركة في مدينة هانوفر الألمانية ورأى سيارة نقل فولكسفاغن قام بصناعتها أحد العاملين في الشركة. كانت تلك ساعة ولادة سيارة بولي، التي أنتج منها حتى اليوم قرابة ثمانية ملايين سيارة
عن تجربته مع بولي يقول دانيل كريله، الذي يقود سيارة بولي موديل 1979: „يشعر المرء بالتميز بكل معنى الكلمة. فسائق بولي يجلس بشكل مرتفع بعض الشيء مما يمنحه حيز رؤية أفضل“.
لقد تم البدء بإنتاج أولى سيارات بولي في 8 آذار/مارس 1950، وقد استعملت تقنية موديل فولكسفاغن المسمى بالخنفساء. وحتى الشكل المكور للسيارة تم اتباعه في الجيلين الأوليين لبولي „T1و T2“. وفي عام 1979 طرحت شركة فولكسفاغن الجيل الثالث من سيارة بولي „T3“إلى الأسواق. وكما هو الحال في الجيلين الأولين تم وضع المحرك في مؤخرة السيارة. وبهذا تكون نقطة ثقل بولي في الخلف، الأمر الذي يمكن ملاحظته في المنعطفات، خصوصاً في الشوارع الزلقة، كما يقول كريله.
أما الجيل الرابع من بولي فقد انتظر حتى عام 1990، وفي هذا الجيل تم نقل المحرك إلى الأمام. وبدلاً من المقدمة العريضة التي ميزت الأجيال الثلاثة الأولى، فإن الجيل الرابع يعرف بالمقدمة المائلة وبغطاء المحرك.
جيل خامس بتقنيات متطورة
والجيل الخامس لبولي لم يُطرح في الأسواق سوى عام 2003، ورغم أن إسم السيارة تغير إلى „سيارة باص متعددة المهام“ فإن أهم مميزات الأجيال السابقة كالباب الجاني المنزلق بقيت على حالها. ورغم أن وزن السيارة قد تضاعف، فإن استهلاك السيارة للوقود لم يراجع بمعدل لتر واحد. فالجيل الخامس يستهلك ثمانية لترات بنزين لكل 100 كيلومتر، خلافاً لسيارات الأجيال الأربعة الأولى التي تستهلك تسعة لترات لكل 100 كيلومتر.
كما تم استبدال لوحة السائق المجهزة بجهاز كومبيوتر يُظهر البيانات التقنية المفيدة للسائق كنسبة استهلال البنزين ودرجة حرارة زيت المحرك. إضافة إلى جهاز التوجيه الملاحي، الذي يساعد السائق على إيجاد ضالته.