مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي في ألمانيا وسياسة الأمن
٢ نوفمبر ٢٠١٧
تتواصل في ألمانيا محادثات تشكيل ائتلاف حكومي تضم أربعة أحزاب مختلفة، فيما عرف بـ "ائتلاف جامايكا"، إلا أن الاختلاف في السياسة الأمنية الألمانية وحجم ميزانية الدفاع يقفان حجرعثرة أمام توافق حزبي مرتقب.
إعلان
أي سياسة أمنية ستتبعها ألمانيا في السنوات الأربع المقبلة ،زيادة تسليح الجيش الألماني أم اتباع ثقافة ضبط النفس العسكري؟ خلال الحملة الانتخابية، كانت لدى الأحزاب الأربعة مواقف مختلفة. ومن بين هذه المواقف كان الجدل حول مستوى النفقات العسكرية، التي ارتفعت باضطراد في السنوات الماضية، ووصلت هذه السنة إلى 36.6 مليار يورو.
حزب الخضر، أحد الأحزاب المشاركة في مفاوضات التشكيل الحكومي يرى أن هذا المبلغ كاف لجيش قوامه 180.000 جندي. ويؤيد الحزب تجهيز الجيش الألماني، لكن من دون زيادة نفقات ميزانية الدفاع. ويمكن تطبيق هذا الامر من خلال صرف الأموال المرصودة في ميزانية الدفاع بشكل أكثر فعالية.
مزيد من المليارات لصالح الجيش
من جهتها ترفض كتلة الاتحاد المسيحي التي تتولى وزارة الدفاع منذ 12 عاما تسمية تسليح الجيش الألماني بأنه تبديد لأموال الضرائب، كما تثني من جهتها على إدارة وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين في السنوات الأربع الماضية، والتي وفرت تسليحا أفضل لقوات الجيش، وتجهيزات أكثر حداثة.
ويريد الاتحاد المسيحي مواصلة سياسة تشغيل المزيد من الموظفين، وضمان تسليح أفضل للجيش، بالإضافة إلى ميزانية أكبر. إذ أن الجيش منوط به مهام الدفاع القومي إلى جانب التزاماته الدولية، وهو ما يتطلب وجود تمويلات إضافية.
ومن اجل تحقيق ذلك يتطلع الحزب المسيحي الديمقراطيCDU و شقيقه الأصغر الحزب الاجتماعي الديمقراطي SCUإلى بلوغ هدف ما يسمى "2 في المائة ضمن حلف شمال الأطلسي"، الذي يشمل رفعا تدريجيا من مستوى النفقات الدفاعية بنسبة2 في المائة من الناتج القومي المحلي حتى عام 2024. وماتزال ألمانيا بعيدة عن هذا الهدف بحيث أن النفقات العسكرية تصل حاليا إلى نحو 1.3 في المائة من مستوى الناتج القومي المحلي. لذلك ترى كتلة الاتحاد المسيحي ضرورة ارتفاع ميزانية الدفاع سنويا لبلوغ نسبة 2 في المائة، وهو ما يعني ضخ المزيد من المليارات في ميزانية الدفاع.
وتشدد وزيرة الدفاع فون دير لاين على أن ألمانيا مجبرة على الالتزام بتعهداتها تجاه شركائها في حلف شمال ألأطلسي. وتفيد الوزيرة أن الزيادة في ميزانية الدفاع تتيح مجالا أكبر لتجهيز الجيش الألماني وشراء أسلحة مثل طائرات مقاتلة بدون طيار التي يرفضها الخضر.
الحزب الليبرالي يدعم وجود جيش أوروبي
الحزب الليبرالي الديمقراطيFDP يدعم من جهته حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذ يؤيد الحزب في نقاشات التشكيل الحكومي إتباع أكبر لقرارات حلف الناتو، بما في ذلك رفع مستوى ميزانية الدفاع حتى عام 2024، إلا أن الحزب الليبرالي يتوافق مع حزب الخضر في انتقاد تبديد المال. ويرى الحزب أنه في السنوات الماضية تم إهدار المال عن طريق شراء تجهيزات عسكرية، ويؤكد أنه يمكن توفير الكثير من المال عندما يتم شراء أو تطوير جماعي للأسلحة، بمعنى أنه يمكن توفير المال إذا قامت مجموعة من الدول الأوروبية بشراء أسلحة أو حتى تطويرها بشكل جماعي. ويعتبر الحزب أنه لهذا السبب فمن المنطقي أن يتم الحديث بشكل علني عن تشكيل جيش أوروبي تحت قيادة مشتركة، ما يضمن تسليحا حديثا وتوفيرا في النفقات.
نينا فيركهويزير/ م.أ.م
مهام الجيش الألماني في الخارج
"الدفاع عن أمن ألمانيا يتم في الهيندوكوش أيضا"، إنها الجملة التي قالها وزير الدفاع الأسبق بيتر شتروك خلال وصفه للعمليات الأولى للجيش الألماني في أفغانستان. جولة مصورة عن المهام العسكرية للجيش الألماني خارج حدود بلاده.
صورة من: picture-alliance/dpa
صادق مجلس الوزراء الألماني على مشاركة الجيش الألماني في الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا. وتجنبت المستشارة الألمانية وصف هذه المهمة بأنها مهمة حربية، وسيشارك ما يصل إلى 1200 جندي ألماني في هذه المهام المسندة اليه.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive/USAF
لا تشمل المهمة العسكرية الألمانية في سوريا عنصر المشاة بل طائرات استطلاع من نوع "تورنادو" وطائرة التزود بالوقود وسفينة حربية لدعم حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في البحر المتوسط، فضلا عن عمليات استطلاعية عبرالأقمار الصناعية.
صورة من: Reuters/F.Bensch
دعم القوات الفرنسية في مالي
وافق البرلمان الألماني على إرسال وحدة عسكرية ألمانية إلى مالي لدعم القوات الفرنسية المتواجدة هناك. وظيفة هذه القوات تركز على مساعدة البلد الواقع في غرب إفريقيا بهدف الاستقرار وتأمين ظروف حياة أفضل لسكانه.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهمتان للقوات الألمانية في مالي
هناك نحو 170 ضابطا ألمانيا في مالي حيث يقومون بتدريب القوات المالية. كما تقوم طائرات النقل العسكرية الألمانية بنقل مواد إغاثية ترسلها الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعادة بناء أفغانستان
شاركت القوات الألمانية منذ عام 2001 في القوات الدولية المشتركة (ايساف) المكلفة بحماية المدنيين في أفغانستان. وركزت مهمة الجنود الألمان الذين بلغ عددهم نحو 3000 جندي، على دعم عملية إعادة الإعمار وتدريب القوات الأفغانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهام قاتلة
منذ عام 2001 لقي 52 جنديا ألمانيا مصرعهم خلال القيام بخدمتهم في أفغانستان. وخارج الأراضي الألمانية قتل منذ عام 1992 ما مجموعه 103 جنديا ألمانيا خلال القيام بمهام مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرب كوسوفو
أطول مهمة للقوات الألمانية كانت في كوسوفو تحت قيادة قوات الناتو المشتركة. وحتى الآن مازال هناك أكثر من 700 جندي يؤدون مهامهم في كوسوفو التي مزقتها الحرب. ومنذ بداية المهمة عام 1999 وحتى اليوم قتل 26 جنديا خلال القيام بخدمتهم.
صورة من: DW/Bekim Shehu
حماية الحدود التركية
قامت وحدة صواريخ باترويت الألمانية بحماية الحدود الجنوبية لتركيا بالتعاون مع قوات أميركية وهولندية تحت علم قوات الناتو. راقبت الوحدة الحدود مع سوريا منذ عام 2013. وتم سحب الوحدة المكونة من بطارتين للصواريخ و400 جندي في آب/أغسطس 2015، علما أن تفويض البرلمان الألماني لهذه المهمة سينتهي في نهاية كانون الثاني/يناير 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
الشرق الأوسط
تشارك سفن حربية ألمانية ضمن عمليات اليونيفيل في البحر الأبيض المتوسط. أنشأت الأمم المتحدة قوات اليونيفيل لمراقبة الحدود بين إسرائيل ولبنان عام 1978، وتم تمديد مهمة اليونيفيل بعد الحرب بين لبنان وإسرائيل عام 2006.
صورة من: imago/C. Thiel
فرقاطات ألمانية
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على نيويورك، قرر حلف الناتو إطلاق عملية "اكتف انديافور" في منطقة البحر الأبيض المتوسط. العملية تستهدف مراقبة نشاط الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية، وتشارك فيها غواصات وفرقاطات بحرية ألمانية.