1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السيستاني الرقم الصعب في المعادلة العراقية

رجل بعيد كل البعد عن الأضواء، لكن تاثيره كبير وكلمته مسموعه. يحسب حسابه الامريكان أكثر من أي شخص آخر في العراق، ,ويتهاوى أتباعه ومحبيه لتنفيذ آراؤه، فمن هو آية الله علي السيستاني

آية الله علي السيستانيصورة من: AP

بالرغم من استمرار أعمال العنف في العراق، مازال من المقرر إجراء انتخابات حرة في الثلاثين من كانون الثاني/يناير من هذا العام. لكن الشخص الأهم وصاحب النفوذ الأكبر في العراق يبقى بعيداً ومراقباً. إنه آية الله السيد علي الحسيني السيستاني من مواليد المشهد الرضوي الشريف في شرق إيران وإمام الأغلبية الشيعية المسحوقة في زمن الرئيس المخلوع صدام حسين.

لم يكن يتوقع الأمريكيون قبل حربهم على العراق أن نجاح محاولتهم خلق عراق جديد قائم على الديموقراطية، بعد تخلصهم من نظام صدام حسين، سيكون متوقفاً على رجل دين.، هذا الرجل البالغ من العمر 75 عاماً يعد أحد المراجع الدينية الرئيسية للشيعة ليس في العراق وحده فحسب، وإنما في مختلف أنحاء العالم. وهو صاحب كلمة مسموعة ومؤثرة لدى أغلب شيعة العراق الذين يمثلون 60 % من مجموع سكانه. وعلى الرغم من وجود الكثير من زعماء الشيعة البارزين في العراق، إلاّ أنه يعتبر المرجع الديني الشيعي الأعلى فيه.

السيستاني، كلمات قليلة وتأثير جليلصورة من: AP

يعيش السيستاني منذ سنوات معتزلاً في جناح داخل مقره الواقع على مسافة بضعة أمتار من الصحن الحيدري في النجف الأشرف، حيث مرقد الإمام علي أول أئمة الشيعة الإثنا عشرية. ومعروف عنه اعتكافه وعدم إعطائه للمقابلات الصحفية أو إلقائه للخطب، وعلى الرغم من ذلك فإن كلمته مسموعة، ويتوجه إليه كل من يطلب الرشد والنصيحة. كما يجد الحائر في العديد من الأمور الدنيوية والحياتية إجابات وحلول كثيرة من خلال تصفح موقع السيستاني على الإنترنت.

وكان أول ما دعا إليه السيستاني العراقيين الشيعة عقب دخول القوات الأمريكية إلى العراق هو ضبط النفس والتزام الهدوء وتجنب أية مواجهات معهم. وقال السيستاني آنذاك أنه إذا كانت القوات الأمريكية جادة فعلاً في إجراء انتخابات حرة وديموقراطية، فإن السلطة ستكون في كل الأحوال من نصيب الشيعة، بصفتهم يمثلون الأغلبية الكبرى في العراق، وأن هذه الفرصة لا يجوز هدرها.

وقام بعض المتحمسين مثل القائد الشيعي الشاب مقتدى الصدر بوصف موقف السيستاني تجاه القوات الأمريكية بالضعيف والمتخاذل. وما ثبت كان عكس ذلك، إذ أن ما حققه السيستاني بحنكته وأسلوبه من ضغط على القوات الأمريكية، لم يستطع الكثير من العراقيين الوصول إليه، وتحديداً مقتدى الصدر نفسه.

الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدرصورة من: AP

لقد استطاع السيستاني إقناع الكثير من العراقيين بضرورة إقامة انتخابات عامة وشاملة يشارك فيها الجميع. كما دعا أولئك الذين سيتم انتخابهم في الثلاثين من كانون الثاني/يناير بالعمل من أجل وضع دستور مؤقت للبلاد والإعداد لانتخابات نهائية مع نهاية عام 2005.

ويرى السيستاني في هذه الانتخابات فرصة أمام العراقيين لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم بعيداً عن الديكتاتورية أو تدخل القوات المحتلة. وكانت الأخيرة قد تعهدت من جانبها للحكومة العراقية المنتخبة بتقديم خطة انسحاب تدريجي لقواتها خلال مدة أقصاها 18 شهراً. وكان السيستاني الذي صرح عدم نيته خوض الانتخابات بنفسه، قد أعلن عن مباركته للائتلاف العراقي الموحد (قائمة السيستاني) وهو تحالف يضم الأحزاب الشيعية الرئيسية والتي من بينها أيضاً من يدعو إلى إقامة جمهورية إسلامية متطرفة. ويضم هذا الإئتلاف أحزاباً غير شيعية أيضاً للإشارة إلى أن هذا التحالف ليس دينياً وإنما سياسياً بالمقام الأول.

احدى مراكز التسجيل للانتخابات العراقية في ألمانياصورة من: dpa

واشنطن، حاولت دائما عدم تجاهل مطالب السيستاني لأنها تعلم أن ذلك يصب في مصلحتها، سيما وأنها تدرك جيداً أنه لا عراق جديد دون رضا الشيعة ومباركة السيستاني. كما أنه من مصلحة الولايات المتحدة وجميع الأطراف المشاركة أن لا تؤول السلطة لقوى متطرفة كالصدر.

ويشدد السيستاني الذي ينتمي للمدرسة الشيعية القديمة على إقامة دولة تستمد قوانينها وأسسها من الشريعة الإسلامية، لكنه في الوقت نفسه يؤمن بفصل الدين عن الدولة. كما أنه لا يريد إقامة حكومة إسلامية شبيهة بحكومة إيران يسيطر عليها رجال الدين. فهو ليس خميني عراقي ولا يريد أن يصبح قائداً سياسياً بعد حصول الشيعة على السلطة ويفضل أن يبقى بعيداً عن الأضواء.

تعليق. بيتر فيليب ترجمة اياد حميدة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW