1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السيسي وترامب - بداية صداقة جديدة أم مجرد إلتقاء مصالح؟

شمس العياري٢٠ سبتمبر ٢٠١٦

لم يدخر ترامب جهدا في الإشادة بجهود السيسي في مكافحة الإرهاب، متعهدا بربط علاقات قوية مع مصر. فما وراء ذلك؟ وهل يمهد ذلك لزخم جديد في العلاقات الأمريكية المصرية يحظى فيه السيسي بمزيد من الاعتراف والتقدير في عيون الغرب؟

السيسي يلتقي بترامب على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.صورة من: Getty Images/AFP/D. Reuter

على الرغم من أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يكن السياسي الرفيع المستوى الوحيد الذي التقى مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية مساء الاثنين (19 سبتمبر/أيلول 2016) خلال تواجده في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أنها حظيت باهتمام إعلامي دولي. وقد سلط الضوء خاصة على لقاء السيسي بالمرشح المثير للجدل عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب الذي لم يلتق من قبل بأي من قادة الدول سوى بالرئيس المكسيكي. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا ماوراء هذا اللقاء الذي جمع بين رئيس أكبر دولة عربية ذات أغلبية مسلمة من حيث التعداد السكاني وبين سياسي عرف بتصريحاته الشعبوية أحيانا والعنصرية في أحيان أخرى، حيث كان طالب في إحدى خطاباته بحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة؟

حسابات مختلفة - ومصالح مشتركة

"هناك حسابات من كلا الطرفين ليس لها من محرك سوى المصالح"، على ما يقول الدكتور خطار أبو دياب في حديث مع DW عربية. ويوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باريس قائلا: "ترامب يهدف من خلال هذا اللقاء إلى تلميع صورته على الصعيد الدولي وأن يظهر للأمريكيين بأنه يولي اهتماما بالسياسة الخارجية لبلاده." ويضيف قائلا: "في المقابل، الرئيس السيسي الذي يسعى دوما لتثبيت علاقاته الدولية وشرعيته الدولية ربما يعتقد أنه في حال لم يلتق مرشحا ربما يصبح رئيسا للولايات المتحدة يمكن أن تكون له تداعيات سلبية عليه على المدى المتوسط والبعيد." كما أكد أن اجتماعات مع مرشحين لمنصب الرئاسة ليس بالأمر الجديد بالنسبة لرئيس مصري، بحيث يقول: "الرئيس المصري الأسبق مثلا حسني مبارك عندما كان يزرو فرنسا كان يلتقي أيضا مرشحي الرئاسة. هذه هي عادة مصرية قديمة في الديبلوماسية المصرية."

كلينتون وترامب كلاهما يحاول تلميع صورة سياسته الخارجية في السباق نحو البيت الأبيض...صورة من: Getty Images/AFP/B. Smialowski/J. Swensen

وفي الواقع فقد التقى السيسي – قبيل اجتماعه بترامب – بمرشحة الحزب الديمقراطي للبيت البيض هيلاري كلينتون ليكون واحدا إلى جانب اثنين من القادة اللذين تحدثت إليهم الأخيرة في نيويورك هما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. وقد ركزت محادثات السيسي وكلينتون على سبل توثيق التعاون بين البلدين لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".

السيسي - الرجل القوي لمحاربة "داعش"؟

محاربة الإرهاب بدورها كانت محور محادثات السيسي وترامب خلال اجتماعهما، وفق بيان صدر عن الحملة الانتخابية للأخير. هذا التركيز يوضحه الدكتور أبو دياب بالقول: "بعد الحادثين الأخيرين اللذين شهدتهما نيويورك ونيوجرسي (...) وما شهدته من قبل أورلاندو بولاية فلوريدا من عملية إرهابية مروعة، فإن مكافحة الإرهاب (على الصعيد الدولي) جزء مهم من السياسة الداخلية الأمريكية." ويلفت قائلا: "بالطبع تلعب السياسة الداخلية دورا قويا في التأثير على قرارات الناخب الأمريكي، لكن (دعم جهود) مكافحة الإرهاب في العالم يمكن أن يكون له أيضا صدى لدى المقترعين الأمريكيين" لما له من ارتباطات وثيقة مع الأمن الداخلي للولايات المتحدة.

ترامب يتودد للسيسي ويتعهد بربط علاقات "صداقة" قوية مع مصر...صورة من: Getty Images/J. Raedle

ولعل ذلك يعكس تقدير ترامب للجهود المصرية في الآونة الأخيرة لمحاربة الجماعات المتشددة والإرهاب في شبه جزيرة سيناء. وفي الواقع، فقد أعرب ترامب للرئيس السيسي عن "دعمه القوي" للحرب التي تخوضها مصر على الإرهاب، مؤكدا على أن الولايات المتحدة "ستكون صديقا وفيا يمكن أن تعول عليه مصر، وليس مجرد حليف"، بحسب ما نشرته خدمة بلومبرغ الإخبارية نقلا عن حملة ترامب الانتخابية. كما نقل المصدر نفسه بأن ترامب تعهد للسيسي بأنه إذا انتخب رئيسا فإنه سيدعوه إلى زيارة رسمية لواشنطن. فهل تسطر هذه التصريحات لبداية علاقة جديدة بين واشطن – إذا ما فاز ترامب بالسباق نحو البيت البيض- مع العالم الإسلامي بصفة عامة ومصر بالذات؟ أم أن هذه التصريحات مجرد تكتيك انتخابي؟

"ترامب معجب بالسيسي"

ترامب كان أعلن قبل بضعة أسابيع في خطاب له أمام عدد من مناصريه بولاية أوهايو، انه سيتعاون مع الرئيس المصري وملك الأردن عبد الله الثاني من أجل مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن "لديهما سياسة واضحة رافضة لثقافة الموت التي يتبناها تنظيم "الدولة الإسلامية". موقف أكده أحد مستشاري ترامب، وليد الفارس، وهو أمريكي من أصل لبناني، حيث قال في تصريح لصحيفة الأهرام المصرية نشرته اليوم الثلاثاء (20 سبتمبر/أيلول 2016) على موقعها الالكرتوني: "ترامب حرص علي لقاء الرئيس السيسي بدافع إعجابه به نظرا لتمكنه من مواجهة الارهاب في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف قائلا وفقا للمصدر ذاته: " ترامب يعتزم في حالة نجاحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المبادرة بتمرير مشروع القرار الحالي المعروض علي الكونغرس الأمريكي باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة."

تصريحات أقل ما يُقال عنها أنها تودد للرئيس المصري وتتضارب عما عهده المراقبون من تصريحات نارية من قبل ترامب. لكن الأكيد أنه يعي أهمية بلد مثل مصر وزعيم سياسي مثل السيسي، إذ أن الأخير هو الرئيس العربي الوحيد الذي التقى به وثاني رئيس بعد الرئيس المكسيكي. استراتيجية يفسرها أبو دياب قائلا: ""مع تزايد العمليات الإرهابية في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم هناك من يعتبر أن وجود قيادات مثل السيسي هو الحل بالنسبة للغرب، أي ما كان يسميه المحافظون في أمريكا بالاستقرار أولا."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW