السيسي يرفض الانتقادات بسبب حقوق الإنسان ويونكر يؤكد أهميتها
٢٥ فبراير ٢٠١٩
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده تتعرض لعمليات إرهابية منذ سنوات، وأن الأولوية هي الحيلولة دون حدوث انهيار، رافضا إعطاء بلاده دروسا في حقوق الإنسان التي أكد الجانب الأوروبي على ضرورة احترامها.
إعلان
خلال المؤتمر الصحفي الختامي لقمة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية الذي انعقد اليوم الاثنين (25 شباط/ فبراير 2018) في منتجع شرم الشيخ في مصر، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنّ بلاده تتعرض لعمليات إرهابية منذ سنوات، مضيفا أنّ الأهم بالنسبة لأوروبا هو الرخاء للمواطنين. وذكّر السيسي أن بلاده في المقابل لديها أولوية الحيلولة دون حدوث انهيار مثلما حدث في دول أخرى في المنطقة، مضيفا أن عملية إرهابية واحدة من الممكن أن تحول منتجع شرم الشيخ المهم للسياحة إلى مدينة أشباح.
وأكد السيسي أن بلاده تراعي قيم وأخلاق الأوروبيين، وقال: "احترموا أخلاقنا وقيمنا مثلما نحترم قيمكم". وكان المؤتمر الصحفي قد شهد جدلا حول ملف حقوق الانسان. وردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس السيسي مدركا لعدم رضا الاتحاد الأوروبي عن حقوق الإنسان في بلاده قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن "لا أحد من الحضور" تحدث عن عدم رضا عن أوضاع حقوق الإنسان.
واضطر رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر إلى التعقيب لتوضيح أنه جرى الحديث عن حقوق الإنسان، وقال: "لحظة... كنت في القاعة. ليس صحيحا أننا لم نتحدث عن حقوق الإنسان"، مضيفا أنه نفسه تحدث عن هذه المشكلة في خطابه الأول بالقمة، موضحا أنّ قضايا حقوق الإنسان تم التحدث عنها في كافة اللقاءات الثنائية للأوروبيين مع قادة الدول العربية. وتواجه الكثير من الدول العربية انتقادات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
و بالرغم من أن قضايا حقوق الإنسان لم تكن مطروحة رسميا على جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، إلا أنّ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكدت اليوم الاثنين أنها طرحتها أثناء المداولات مع القادة العرب والأوروبيين.
وفي تصريحات على هامش أعمال القمة، قالت ميركل للصحافيين إنها تحدثت عن أهمية تحسين مستوى الرفاهية الاقتصادية في دول الجامعة العربية وهو ما يمكن أن يتحقق "فقط إذا كان المجتمع المدني قوياً وفي إطار احترام حقوق الانسان" و"الاستماع إلى الشباب".
من جانبه، وفي سياق الرد على تصريحات المسؤولين الأوروبيين، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه يرفض أن يعطي الأوروبيون مصر دروساً في حقوق الإنسان، مؤكداً أن لكل منطقة ثقافتها وخصوصيتها. وقال السيسي "إنني أتكلم بكل صراحة وبكل ثقة، لن تعلمونا إنسانيتنا وقيمنا وأخلاقياتنا.. احترموا آدميتنا واخلاقياتنا وإنسانيتنا كما نحترم قيمكم وأخلاقياتكم وإنسانيتكم".
ووجه حديثه إلى الدول الأوروبية التي ألغت عقوبة الإعدام قائلا "نحن نقدر كلامكم عن عقوبة الإعدام ونحترمه لكن أرجو ألا تفرضوه علينا، هذه هي الثقافة الموجودة عندنا". وتابع أن "الناس التي يتم قتل أبنائها" في اعتداءات هم من "يطالبون بحقهم (في) القصاص".
وتواجه العديد من الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ومن بينها مصر البلد المضيف للقمة انتقادات بسبب انتهاكات في مجال حقوق الانسان. ومنذ بداية العام الحالي نُفّذ حكم الإعدام في 15 شخصا في مصر ما أثار انتقادات عديدة من قبل المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان. وتواجه مصر انتقادات كذلك بسبب توقيف المعارضين من الإسلاميين والليبراليين واليساريين.
م.م / ع.ج (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.