السيسي يعلن "انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان"
١٣ فبراير ٢٠١٦
في خطاب أمام البرلمان المصري المنتخب حديثاً، أعلن الرئيس السيسي انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان، بالإضافة إلى استعراض حصيلة من الإنجازات في عهده وخطط للمستقبل متعلقة بالاقتصاد والشباب ومحاربة الإرهاب.
إعلان
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة" على حد تعبيره. بعد بعد أن "احتفظ بها الرئيس لظرف استثنائي".
وقال السيسي في كلمة أمام مجلس النواب المنتخب حديثاً السبت (13 فبراير/ شباط): "من هذا المكان يعلن شعبنا للعالم كله إعادة بنائه مؤسسات الدولة الدستورية والانتصار للحرية والديمقراطية"، مضيفاً: "علينا ألا ننسى أننا نجحنا في تعطيل مخطط وإبطال مؤامرة وأن ندرك أن هناك من هو متربص ولا يريد أن يكون هذا البلد استثناء في هذه المنطقة المضطربة".
وجدد الرئيس المصري دعوته للعالم كي تتضافر الجهود لدحر الإرهاب وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق تراعي الأبعاد الفكرية والاقتصادية، حسب قوله، وأكد عزمه على المضي قدماً في بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة وإصرار مصر على مواصلة الحرب على الإرهاب بلا هواده، مشيراً إلى دور القوات المسلحة والشرطة فى حماية الدولة ومؤسساتها وكسر شوكة الارهاب.
ومخاطباً نواب المجلس، تابع السيسي: "إن النواب وصلوا إلى مقاعدهم نتيجة انتخابات برلمانية شهد لها العالم واستكمل المصريون خريطة المستقبل يوم قرروا استعادة الوطن ممن أرادوا استغلاله لمصالحهم الضيقة وأهدافهم المنحرفة، فكان رد المصريين عليهم ثورة مباركة كانت ثمارها هذا المجلس".
وأضاف الرئيس المصري أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية تفرض على الجميع أداء استثنائياً تتضافر فيه الجهود وتفرض على البرلمان أن يكون برلماناً حراً ينفذ إرادة الشعب ويضع المصالح العليا للدولة نصب عينيه.
وأشار السيسي إلى حل مشاكل الطاقة الكهربائية وتوقيع اتفاق المحطة النووية بالضبعة بالقول: "كانت قناة السويس الجديدة أيقونة الإنجازات، إضافة إلى مشروع المليون ونصف المليون فدان. وقد أتاحت هذه المشروعات فرص عمل لمليون مواطن. لكن هذه المشروعات تتطلب وقتاً أطول لكي نحصدها".
وفيما يتعلق بإشراك الشباب فى العمل السياسي، قال السيسي: "تم تكليف المحافظين باتخاذ نواب من الشباب"، مشيراً إلى تمويل المشروعات الصغيرة وخطة تطوير مراكز الشباب، وأوضح أنه استخدم سلطاته الدستورية للعفو عن أعداد من الشباب إيماناً بأن من أهم مشكلات الشباب التفاهم معهم. لذا تم إطلاق مبادرة الحوار للتفاعل معهم.
وأفاد الرئيس المصري بأن الفترة التي سبقت الثورة تراجع فيها دور مصر الإقليمي بشكل غير مسبوق، وعلى مدار عام ونصف نجحت مصر في أن تعيد انفتاحها على العالم كله شرقاً وغرباً، حيث "انتهجنا إقامة علاقات رشيدة مع العالم الخارجي ونحصد ذلك من خلال الحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي ورئاسة مجلس علاقات الدول المعنية بتغير المناخ".
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكم الكبير من التمثيل الحزبي والمستقل داخل البرلمان والتمثيل غير المسبوق للمرأة والأقباط والمعاقين والشباب.
ي.أ/ ف.ي (د ب أ)
الربيع العربي- انتكاسة يتخللها بريق أمل
في الذكرى الخامسة لما عُرف إعلاميا بالربيع العربي، والذي انطلق من تونس وامتد إلى مصر وليبيا وسوريا والبحرين فاليمن، تقرع موجات اللاجئين والنازحين المليونية أبواب الإنسانية. حصيلة العام الخامس "للربيع العربي" في صور.
صورة من: Reuters/P. Hanna
بدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
ارسى التغيير في تونس ديمقراطية ودستورا جديدا شاركت في صياغته مختلف القوى السياسية. ونجحت القوى الإسلامية متمثلة بحزب النهضة بالفوز في الانتخابات التشريعية لكنها فشلت في تحقيق مطالب الشعب. وفي انتخابات 2014 نتحقق التغيير الديمقراطي وفازت أحزاب جديدة في البرلمان، رغم ذلك ما زالت فئات كبيرة من الشعب ترى أنها لم تنل أي نصيب من "الكعكة الديمقراطية".
صورة من: DW/S. Mersch
أراد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 الاحتفال بيوم الشرطة التقليدي ومنع التظاهرات خوفا من شرارة قد تقود إلى انتفاضة ضد حكمه، رغم ذلك خرجت تظاهرات حاشدة عمت مدن مصر ونادت بإسقاط نظام حكم مبارك الذي تربع على راس هرم السلطة لثلاث عقود.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
التغير في مصر أوصل "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي إلى الحكم، لكن فئات كبيرة من الشعب استاءت من تعامل "التنظيم الإسلامي" مع السلطة وخرجوا بالملايين مدعومين من الجيش مطالبين بإسقاط "حكم الإخوان". البعض عد ذلك "نكسة للديمقراطية" فيما وصفه آخرون بـ"العملية التصحيحية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Khalil Hamra
مر الربيع العربي في ليبيا بشكل مختلف تماما عن تونس ومصر، إذ لم تستطع القوى المدنية إنهاء حكم معمر القذافي الذي قمع الثورة بشتى الطرق، وسرعان ما تحولت الثورة بعد ذلك إلى صراع مسلح تمكن فيه "الثوار" بمساعدة قوات الناتو من قتل القذافي واسقاط نظامه، لكنهم عجزوا بعدها عن الاتفاق على نظام بديل.
صورة من: DW/E. Zouber
العملية الديمقراطية في ليبيا بدأت وما زالت متعثرة حتى اليوم رغم الاتفاقات الكثيرة التي حصلت بين الأطراف المتصارعة. ومنذ صيف عام 2014 تتنافس حكومتان إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق على إدارة البلد. وفي تطور جديد أعلن المجلس الرئاسي الليبي هذا الشهر عن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، في إطار خطة الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا.
صورة من: imago/Xinhua
"الربيع العربي" ربيع الشباب في اليمن، انطلق في شباط/ فبراير 2011، مطالبا بإنهاء حكم علي عبد صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاما. وبعد ضغط محلي وخليجي كبير وافق صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وغادر اليمن في كانون الثاني/ يناير 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
نفي علي عبد ألله صالح من اليمن لم ينه نفوذه في البلد. وبقيت فئات من الشعب والجيش موالية له عشائريا وسياسيا. في 2015 نجح "الثوار" الحوثيون وبالتعاون مع قوات موالية لصالح في نزع السلطة من الرئيس هادي، ما جعل دول الخليج وبقيادة السعودية تدخل حربا مباشرة لإعادة السلطة لهادي.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تظاهرات الربيع العربي بدأت سلمية في سوريا في مارس/ آذار 2011 مطالبة بإنهاء سلطة حزب البعث و حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971. لكن بشار الأسد واجه "التظاهرات" بإصلاحات "شكلية" تضمنت منح الأكراد بعض الحقوق ورفع حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، فيما واصل قمعه للمحتجين وبدأ بشن عمليات عسكرية ضدهم.
صورة من: dapd
بعد أشهر من الاحتجاجات اتخذ الربيع العربي في سوريا منحى آخر وأصبح البلد يعج بكثير من الفصائل المسلحة التي فشلت في توحيد صفوفها ضد النظام. الفراغ الأمني والسياسي في سوريا هيأ الأجواء لتنظيمات مسلحة ذات توجهات إسلامية إيدلوجية متطرفة، مثل تنظيم "داعش"و" النصرة" للسيطرة على مناطق واسعة من البلد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Aboud
في البحرين بدأت الاحتجاجات في شباط / فبراير 2011 في ساحة اللؤلؤة ونادت بتغييرات سلمية وإصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البلد وإنهاء سيطرة العائلة المالكة على الحكم وسلطة مجلس الوزراء التابع لها، ما أثار حفيظة دول الخليج وخاصة السعودية فأرسلت قوات تحت مظلة قوات درع الجزيرة وقمعت الحركة، لكن الاضطرابات ما زالت تتفجر من وقت لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور خمسة أعوام على " الربيع العربي" لم يتبق من هذا التغيير إلا بعض النقاط المضيئة، كما في التجربة التونسية وبعض الامتيازات للشباب في مصر. اما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين فما زالت ابعد ما تكون عن الاستقرار، والمستقبل فيها يبدو بلا افق مضيء. نتاج الربيع العربي قوافل من النازحين ، وملايين اللاجئين يتدفقون على اوروبا والمانيا على وجه الخصوص.