1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السينما الألمانية تجد عشاقها في بغداد

مناف الساعدي/ بغداد٢٠ ديسمبر ٢٠١٢

تحت شعار "بغداد ملتقى شاشات العالم" وبرعاية السفارة الألمانية في بغداد ومركزي الثقافة الفرنسي والهولندي في العراق، تستضيف العاصمة بغداد مهرجانها السينمائي الدولي الرابع، والذي يقام على قاعة فندق عشتار وسط بغداد.

Photo:4 Main title\ Baghdad Film Festival IV. Photo titl\ Broad participation in the festival ,Baghdad, Iraq. Place and, Date: Baghdad, Iraq, Oct, 7,2012 Copyright\Photographer: Munaf Al-saidy
صورة من: DW

انطلقت في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2012 فعاليات "مهرجان بغداد السينمائي الدولي الرابع" والذي سيستمر خمسة أيام. وتتميز دورة هذا العام ب بتنوع المشاركات المتنوعة للأفلام القصيرة والطويلة والروائية والوثائقية وحقوق الإنسان والتي جاءت من قارات العالم السبع لخوض المنافسة، ومد الجسور الثقافية بين مختلف الحضارات من خلال هذا الحدث. ويحظى مهرجان بغداد السينمائي الدولي هذا العام بإقبال خاص من حيث عدد المشاركات، ويدخل الفيلم الوثائقي الألماني Gesicht zur Wand "في مواجهة الجدار" الذي سبق ونال رضا المشاهد الألماني في الوطن الأم، المنافسة في المهرجان مع 21 فيلما وثائقياً.

ويتناول فيلم "في مواجهة الجدار" للمخرج ستيفان فاينرت، المختص بالأفلام الوثائقية والذي أنتجه عام 2009 والحاصل على العديد من الجوائز العالمية، موضوع حياة خمسة أشخاص من ألمانيا الشرقية يحاولون الهروب إلى ألمانيا الغربية آنذاك. ويروي الأشخاص الخمسة قصة معاناتهم ومحاولة فرارهم خلال فترة بناء الجدار عام 1961. قصص هؤلاء الأشخاص الذي يُسجنون فيما بعد تميط اللثام عن مصائر آلاف الأشخاص والناشطين السياسيين، الذين احتجزوا في سجون النظام الشيوعي السابق وعُذبوا فيها.

التجربة الألمانية والحالة العراقية

وربما يكتسب تناول إشكالية سجون الأنظمة الدكتاتورية أهمية وراهنية في العراق، حيث لا تزال الجروح المفتوحة لسجون الأمس لم تندمل بعد، الأمر الذي ترك انطباعاً لدى الجمهور العراقي الذي شاهد الفيلم في المهرجان من خلال المقارنة بين تاريخ ألمانيا وبين الأمس القريب في العراق، كما يقول الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم. ويضيف الناقد السينمائي في حوار مع DW عربية: "لقد أبرز المخرج من خلال هذا الفيلم قضية تاريخية، بين فيها الجانب الإنساني في تلك الأحداث التي برز فيها رفض الإنسان للحواجز والقيود وتطلعاته نحو الحرية والتحرر".

صورة من: DW

ويضيف السلوم بالقول: "رغم مرور أكثر من خمسين عاماً ولا يزال الألمان يتذكرون هذا الجدار الذي مزق ألمانيا إلى أطراف مترامية كما وظفوا هذا الحدث بالعديد من المهرجانات والمحافل الدولية من خلال أفلامهم القصيرة والطويلة والوثائقية"، ويكمل مستطرداً: "وهذا ما نفتقده في السينما العراقية في نقل الأحداث المريرة التي مر بها العراق من حروب ودمار وجوع".

تنوع الأفلام المشاركة

وعن الأفلام المشاركة في دورة هذا العام يقول المدير الإداري للمهرجان، عامر العرادي، إن "المهرجان يشارك فيه نحو 300 فيلماً مقسمة على ست مسابقات التي توزعت بدورها على 60 دولة (...) دخل المسابقة نحو 90 فيلماً فضلاً عن عرض 500 فيلم خارج المسابقة". وأضاف العرادي في حديث مع DW عربية أن "المهرجان يعد الأول من حيث حجم المشاركة الدولية الكبيرة التي وزعت على القارات السبع بالإضافة إلى المشاركات العربية والمحلية"، لافتاً إلى أن "المهرجان شهد إقبالاً كبيراً خلال حفل الافتتاح من قبل محبي الفن والمسرح فضلاً عن حضور نخبة من المثقفين والأدباء والأكاديميين".

ويشير العرادي إلى أن ابرز المشاركات الدولية في المهرجان تمثلت بمشاركة جمهورية ألمانيا الاتحادية التي "كان لها الحضور المتميز في المهرجان والراعي للحفل من قبل سفارتها في العراق". أما مشاركة الدول الأوروبية الأخرى فقد اقتصرت على هولندا والدنمرك وبلجيكا، بالإضافة إلى مشاركة محدودة من الأفلام الأمريكية والايطالية". وأشاد العرادي في الوقت ذاته بحجم المشاركة العربية التي تمثلت بمصر والجزائر. ويرى العرادي أن المهرجان امتاز بحضور جيد "رغم الصعوبات التي واجهت المنظمين من شح الدعم المادي والمعنوي من قبل الجهات المعنية بالمهرجان" بحسب تعبيره، منوهاً إلى أن "لجنة التحكيم في المهرجان تضم مخرجين وفنانين من ألمانيا ومصر وسوريا وفرنسا فضلاً عن البلد المضيف".

دعم ألماني للمهرجان

ممثلة ألمانيا في المهرجان هيلا ميوزصورة من: DW

وعن المشاركة الألمانية يقول الناقد السينمائي، كاظم مرشد السلوم، إن "المشاركة الألمانية في المهرجانات السينمائية التي تقام في مختلف المدن العراقية، تعد من المشاركات المميزة التي تعطي نكهة خاصة لهذه المهرجانات وذلك لما للسينما الألمانية من تاريخ طويل في جودة إنتاجها السينمائي". من جانبها أوضحت ممثلة ألمانيا في المهرجان هيلا ميوز أن "المشاركة الألمانية جاءت داعمة لحركة السينما في العراق"، مبينة أن بلادها تسعى إلى مد جسور التعاون المختلفة مع العراق، "من أجل بناء علاقات ودية مبنية على أسس ثقافية واقتصادية وسياسية".

وأشارت ميوز في حديث مع DW عربية إلى أن ألمانيا دعمت المهرجان من حيث التنظيم فضلاً عن مشاركتها بستة أفلام منافسة، تنوعت ما بين الروائي والقصير والوثائقي والرسوم المتحركة، فضلاً عن ثلاثة أفلام خارج المسابقة.

"نكهة خاصة للمهرجان"

"أتاح لنا المهرجان فرصة كبيرة للإطلاع على ما تنتجه السينما الألمانية حالياً والتي غابت عن المشاهد العراقي بسبب هيمنة الأفلام الأمريكية والعربية على الشاشة العراقية"، هذا ما قاله الممثل العراقي مرتضى صيو. أما عن رأيه في الفيلم الألماني يقول صيو (27 عاماً)، "كان الفيلم رائعاً جداً وتعرفت من خلاله على عزيمة الشعب الألماني وإصراره على توحيد شطري ألمانيا، رغم التحديات"، وزاد بالقول: "لقد شاهدنا دراما حقيقة في سرد تاريخ الجدار من خلال اللقطات الأرشيفية التي أضافها المخرج والتي أكملت الصورة لدى المشاهد".

"لقد كانت أحداث (في مواجهة الجدار) مشوقة من خلال السرد التاريخي لمواطنين ألمان، عاصروا بناء الجدار وهدمه من اجل توحيد شطري ألمانيا عام 1989"، بحسب وسام حامد، الذي جاء من محافظة الديوانية الجنوبية من أجل متابعة فعاليات المهرجان. ويضيف حامد (25عاماً): "الفيلم علمني بأن إرادة الشعوب رغم المعاناة والقسوة فهي تبقى أقوى وأكبر من إرادة الحكام وسياساتهم. أعجبني الفيلم كثيراً".

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW