1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السينما الألمانية في فترة ما بعد الحرب بين التجربة والكوميديا

١٦ أكتوبر ٢٠٠٧

افتقرت السينما الألمانية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى المستوى الرفيع نظراً لرداءة مستوى المواضيع التي عالجتها، إلا أن ذلك لا يعني خلوها تماماً من الأفلام التي جاءت سابقة لأوانها لتكسر تلك القاعدة.

يوناس مع صديقته نانيصورة من: Filmgalerie 451

أيقظ بيان أوبرهاوزنر "Oberhausener Manifest"، الذي وقِع في عام 1962، السينما الألمانية من سباتها العميق، معلناً وفاة جيل الأفلام القديمة، وفاتحاً الطريق أمام صناعة فيلم حديثة. أعمال الممثل كورت غوتس الكوميدية وأفلام الدكتور أوتمار دومنيك التجريبية، التي أفردت حيزاً واسعاً لمعالجة صدمة تفشي "القومية الاشتراكية" قبل الحرب العالمية الثانية، كانت بصيص الضوء الوحيد الذي اقتحم ظلام السينما الألمانية في خمسينيات القرن الماضي.

فيلم "يوناس" لأوتمار دومنيك

"ليلة قلقة" فيلم يروي قصة جندي رفض الحرب، فكان حكم الإعدام نهايتهصورة من: Kinowelt

فقد اعتُبر فيلم "يوناس" في الخمسينيات للمخرج أوتمار دومنيك لؤلؤة أفلام السينما الألمانية وعده النقاد من أجمل الأعمال التي سلطت الضوء على خلجات النفس ذات المزاج العصبي. في هذا الفيلم أدى روبرت غراف دور مواطن يعيش في مدينة كبيرة مزقته صدمة الشعور بالذنب إبان فترة ظهور جمهورية ألمانيا الاتحادية اليافعة. وتدور أحداث الفيلم في مدينة شتوتغارت، التي إلى مصدر تهديد خفي لألمانيا بلد المعجزة الاقتصادية في ذلك الحين من خلال لمسات غيورغ أورفيل وكافكا وسينما العشرينات التعبيرية. فيلم "يوناس" مهد الطريق أمام كل ما حققه لاحقاً ألكسندر كلوغه ونخبة المثقفين العاملين في مجال الفيلم الألماني الحديث في ستينيات القرن الماضي.

"منزل في مونت فيديو" و"مجرد شعوذة" فيلمان لكورت غوتس

المنزل في مونت فيديو.... فيلم لكورت غوتسصورة من: Edition Filmmuseum

لقد كان كورت غوتس رجلاً ملماً بالفن السابع إلماماً تماماً وكانت أعماله لا تقتصر على التمثيل، بل تعدت ذلك إلى الإخراج وكتابة السيناريو، وقام من خلال ذلك بدور هام في ازدهار المسرح والسينما والتلفزيون في ألمانيا. فابن التاجر السويسري المولود في مدينة ماينتس الألمانية يمتلك موهبة نادرة في إمتاع مشاهديه بشكل لطيف وبسيط. وقد سبق له أن كتب مواضيع تحمل طابعاً كوميدياً، كان يقوم ببطولة أدوارها شخصياً. في فيلم"منزل في مونت فيديو" يجسد غوتس بشكل رائع شخصية بروفيسور لا يقوى على مواجهة تصوراته الأخلاقية ذات الطابع المحافظ. أما في فيلم "مجرد شعوذة" فإنه بينما يدهش المشاهدين من خلال الدور المزدوج الذي لعبه كفنان سيرك موهوب ومحامي عدائي الأطباع.

"ليلة قلقة" (1958)

مشهد من "مجرد شعوذة"صورة من: Edition Filmmuseum

فيلم يطرح مشاكل عدة، كالذنب وعذاب الضمير، إضافة إلى تحمل المسؤولية والشجاعة المدنية. يروي المخرج فالك هارناك قصة جندي شاب محكوم بالإعدام (هانس يورغ فيلمي)، وواعظ عسكري (برنهارد فيكي). يقصد الواعظ العسكري هذا الشاب قبيل موعد تنفيذ الإعدام. وأتى تجسيد هارناك خالياً من الإثارة، فالحوار بين الممثلين أتسم بنوع من الجمود في بعض الأحيان. لكن فيلم "ليلة قلقة"، شأنه في ذلك شأن أفلام تلك الحقبة، يصور قضية الجنود في الحرب العالمية الثانية في محاولة جادة لمعالجة أبعاد الصدمة الألمانية.

يورغن كورتين

إعداد: محمد سامي الحبال

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW