1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السينما النسائية بالمغرب - بين الواقع والبحث عن شراكات

بوعمرو العسراوي / الرباط٢ أكتوبر ٢٠١٣

تعتبر "السينما النسائية" بالمغرب سينما فتية، حيث كان الرجال وراء غالبية الأفلام التي تناولت مواضيع المرأة خلال العقدين الأخيرين.ورغم هذا الدور المحدود للمرأة في الإخراج، فإن حضورها في التمثيل تنامى بشكل أكبر.

photo:1 main title:movie theaters in Morocco photo title:movie theater in Rabat place and date:22/03/2012 copy right/photographer:siham Ouchtou
Kinos in Marokkoصورة من: DW

هناك أسماء بارزة لمخرجين مغاربة مثل محمد عبد الرحمان التازي في فيلمه "البحث عن زوج امرأتي"(1993) وفيلم "نساء ونساء" لسعد الشرايبي(1998)، كما إن هناك أسماء معروفة لمخرجات مثل فريدة بليزيد وفريدة بورقية ونرجس النجار. غير أن عدد النساء في هذا المجال الفني بالمغرب قليل، كما إن دورهن في إنتاج الأفلام لازال محتشما، رغم التنامي الملحوظ في الأدوار التمثيلية حاليا.

زينب وليلى والأخريات

يحكي فيلم "زينب" لمخرجته المغربية فريدة بورقية قصة امرأة من تاريخ المغرب القديم، وهي زينب النفزاوية من القرن الحادي عشر، وهي ابنة تاجر معروف وزوجة حاكم. إنها امرأة جميلة ونبيهة، برعت في علم النباتات وفي السياسة والتسيير، كما فضت النزاعات، وكانت بعض قراراتها في تدبير السلطة حاسمة أحيانا، بيد أن الكثير من الشباب المغربي يجهلون شخصيتها اليوم ولا يعرفون عن قدراتها، التي دونتها كتب التاريخ.

يسعى فيلم زينب إلى رد االإعتبار لهذه المرأة، وتقريب صورتها إلى الجيل الحاض. وهو ثالث عمل سينمائي للمخرجة بورقية، تم تصويره في ضواحي مراكش بالأطلس الكبير والمعروفة بقصبة أغمات الأثرية، ويعرض الفيلم قوة حضور شخصية زينب في بنية مجتمع مغربي كانت تسود فيه التجارة عبرالقوافل في المدن والصحراء، وطغت فيه النزاعات بين القبائل من أجل السلطلة، كما هيمن فيه الرجال، فيما توارت المرأة إلى الخلف. إنه وضع لايعكس الصورة التي بدت عليها زينب في الفيلم.

المخرجة السنيمائية فريدة بورقيةصورة من: DW/B. Elasraoui

أفلام كثيرة مثل فيلم زينب(المغرب) و"ليلى فوري"(جنوب أفريقيا) وباقة من أفلام أخرجتها نساء من 12 بلد، تم عرضها في مهرجان سينمائي يعنى بفيلم المرأة بمدينة سلا ضواحي العاصمة الرباط. ويعرض فيلم ليلى فوري لمخرجته بيا ماريس، التي درست في "الأكاديمية الألمانية للسينما والتلفزيون ببرلين قصة أم شابة غير متزوجة هي ليلى (راينا كامبل) مع طفلها الوحيد ذي سبع سنوات. و في طريقها لتسلم وظيفة جديدة في إحدى الكازينوهات في ضواحي جوهانسبورغ تعرضت ليلى لحادثة سير غيرت من مجرى حياتها، وأثرت أيضا على علاقاتها مع ابنها الوحيد المرافق لها.

حضور ألماني قوي في الإنتاج المشترك

ويقدم الفيلم مصير امرأة تحاول إخفاء ما حدث لها، وسط أجواء من الخوف والترقب وعدم الثقة، قبل أن تقرر البوح في النهاية بالأمر الواقع، حيث إنها تسببت في قتل رجل أبيض خلال حادثة سير في الليل. فيلم ليلى فوري يتميز بقوة التشخيص، وبحضور ألماني قوي، تميز بكتابة السيناريو المشترك الذي كل بيا ماريس وهورست ماركهوف. ساهم في تركيبته الفنية

فيلم ليلى فوري و فيلم " وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، يعتبران من التحف الفنية ، بشهادة مهتمين بهذا الموضوع. فيلم "وجدة" الذي تم تصويره داخل السعودية، يتناول قصة فتاة صغيرة(وجدة) حلمها امتلاك دراجة هوائية مثل أقرانها من بين الذكور. و يتميز هذا العمل السينمائي بفنيته عالية وبعمق في تناول الجوانب الثقافية السائدة في المجتمع، مثل صورة المرأة ودورها فيه. كما يتميز الفيلم بخلفية التقنية الألمانية التي رفعت من مستوى العمل الفني، وذلك من خلال شركة الإنتاج "رازور فيلم" للألماني رومان باول ومقرها برلين.

الحضور الألماني تجلى أيضا في فيلم " إيكا وناتيا: يوميات شباب من جيورجيا" لكل من نانا إكفتيميشفيلي(جيورجيا) و سيمون غروس(ألمانيا)، ويحكي عن قصة مراهقتين تحلمان بالحرية في أجواء مشوبة بالتوتر والعنف في بلدتهما تبيليسي بجيورجيا.

فيلم "زينب" : قصة امرأة من تاريخ المغرب القديمصورة من: DW/B. Elasraoui

حضور ضعيف للمرأة

وعن دور المرأة في الإنتاج السينمائي المغربي تقول المخرجة ومنتجة الأفلام فريدة بورقية في حديث مع DW/ عربية:" الأسماء النسائية التي تدير الإنتاج في السينما المغربية انطلقت من قطاع الإخراج السينمائي وهي معروفة، بيد أن الفضاء اليوم أصبح مفتوحا بشكل أكبر، ما يشجع على ولوج وجوه جديدة، وخاصة النسائية منها وهذا أمر مهم".

وعن إنتاج فيلمها زينب تقول بورقية " تصوير الفيلم تم بإمكانات مادية محدودة، وتطلب تضحيات كل أعضاء الفريق"، علما أنه حاز على دعم كبير من الدولة ومن شركة إنتاج تديرها المخرجة نفسها."

وترى شريفة حوات، وهي متتبعة في مجال السينما، أن بعض الأسماء النسائية المغربية بدأت تفرض نفسها في دائرة الإنتاج السينمائي، وتعطي هنا مثلا بالمنتجة نفيسة السباعي، التي أنتجت للسينما " العيون الجافة" و" عاشقة من الريف" للمخرجة نرجس النجار.

أما بالنسبة لأمل الأطرش وهي ممثلة فتشير إلى وجود إشكالية تتجلى أساسا في الارتباط بثقافة سائدة، وتقول:" هناك غياب الجرأة لدى الفاعلين في السينما من كتاب سيناريو ومخرجين وممثلين ومنتجين، ونحن نعاني بذلك من أزمة إبداع"،

ثم تستدرك في نبرة يشوبها التفاؤل:" السينما المغربية فتية، وهناك مخرجون ومنتجون وممثلون شباب صاعدون ولهم جرأة أكبر"، و تضيف " للمغاربة كفاءات وقدرات خلاقة تحتاج الى فضاءات الحرية المناسبة لتفجير الطاقات ". وبالنسبة لها "فالسينما ليست مجرد لهو ولعب كما يعتقد البعض"

عموما يعتمد إنتاج أفلام السينما في المغرب على الدعم الذي تقدمه الدولة، و يبقى تدخل المستثمر الخاص في الإنتاج نادرا جدا في حقل محفوف بالمغامرة، و في أجواء لا تمثل سوقا حقيقية للسينما، كما يلاحظ المتتبعون.

الممثلة الألمانية أنيته كولب من لجنة تحكيم ملتقى سلاصورة من: DW/B. Elasraoui

تواصل أكثر من أجل تفاعل أكبر

وعن التفاعل بين السينما المغربية النسائية ونظيرتها الألمانية تقول الممثلة الألمانية أنيته كولب، من لجنة تحكيم ملتقى سلا، وتحدثت في مقابلة مع DW /عربية ، حيث قالت:" إن تناول قضية المرأة في السينما الألمانية لا يؤمن بالمقدس ولا بالأسرار، فهي متحررة جدا، وفي المغرب أيضا أتمنى أن يتم تجاوز فكرة التعامل مع المرأة وكأنها عبارة عن شيئ من الأشياء، كما يجب التركيز على وجودها كإنسان لها قيمتها"

وتضيف الفنانة، التي ولدت في مدينة بوتسدام من أب سوداني الأصل وأم ألمانية، وقدمت عددا من الأعمال الفنية لقنوات تلفزيونية معروفة في ألمانيا، واشتغلت أيضا للسينما: " الإبداع طريق مشترك بين المرأة والرجل، فهو يحتاج لكلا الرؤيتين ولزوايا مختلفة في المنظور رغم تقاطعاتها".

وعن الكيفية التي تستفيد فيها السينما المغربية النسائية من نظيرتها الألمانية، تشير كولب بضرورة وجود: "عفوية في التمثيل وعفوية في الروح، وتتناول قضايا المرأة ككيان لها دور مهم في هذا الوجود".

من جهته يشدد محمد خياط، وهو إعلامي مغربي متخصص في الشأن السينما، على ضرورة "وجوب القيام باستثمارات وتقوية الحضور الألماني بالمغرب وتقديم أعمال سينمائية في بعض الملتقيات من أجل بناء أعمال مشتركة والاستفادة من التجربة الألمانية بهدف تحسين جودة المعالجة وعمق تناول المواضيع".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW