1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشارع المصري: "زهقنا من تعليق صور الرئيس في المكاتب الحكومية"

٢٩ يونيو ٢٠١٢

الأنباء التي تحدثت عن طلب الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بعدم تعليق صوره في المكاتب الحكومية، أطفأت من لهيب غضب الشارع المصري. المصريون يطالبون بتغيير ذلك العرف المتبع منذ عهد الملكية، "فالحاكم زائل والدولة باقية".

A supporter of Mohamed Mursi, the head of the Muslim Brotherhood's political party and the Brotherhood's presidential candidate, holds a flyer of Mursi during his last campaign rally in front of the Abdeen Palace Museum in Cairo May 20, 2012. Mursi has cast himself as a reluctant latecomer to the race for the Egyptian presidency who is running to serve the nation and God, striking a conservative tone with promises to implement Islamic law. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany (EGYPT - Tags: POLITICS ELECTIONS)
صورة من: Reuters

في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك ومن سبقوه من رؤساء وملوك في الجلوس على كرسي الحكم في مصر، كانت صور الحاكم دائماً ما تحتل مساحة كبيرة من جداران المصالح الحكومية والهيئات العامة وحتى فصول المدارس والجامعات. تلك الصور كانت في أغلب لأحيان تجاور العلم المصري، لكنها حجم كانت دائماً الأكبر حجماً، لتعطي انطباعاً للكثيرين بعظمة الحاكم فوق الدولة وتصنع منه "فرعوناً جديداً" على حد تعبير البعض. صناعة الفرعون وتأليه الرئيس كانا محور الحديث في استطلاع DWعربية لآراء الشارع المصري في إذا ما كان يجب أن يستمر هذا العرف أم ينتهي.

"الحاكم زائل والدولة باقية".صورة من: AP

"كفانا تأليهاً للحاكم"

"بالطبع هذا العرف يجب أن ينتهي فهو خطأ منذ بدايته"، يقول الطالب الجامعي محمود حسين في حوار مع DWعربية. وعبر حسين عن إحساسه بـ"الاستفزاز" –على حد تعبيره- إبان فترة دراسته بالمدرسة كون صورة مبارك كانت دائماً وأبداً على حائط فصله الدراسي. "علم مصر كان دائماً مقطعاً أو غير نظيف أوغير مرتب. فهل كنا في جمهورية مبارك أم جمهورية مصر؟". وأثنى حسين على طلب مرسي بعدم تعليق صوره قائلاً: "أحترمه لهذا القرار فنحن لم نثر على جمهورية مبارك لنأتي بجمهورية مرسي".

ولم يختلف رأي العامل حمادة نعمان، إذ يرى في تلك العادة تعظيم للحاكم فوق البلاد. ويضيف نعمان بالقول: "لفظ الجلالة أو آية قرآنية ستكون أفضل من صورة الحاكم إذا ما علقت في المكاتب". ويشير نعمان إلى أنه لا يمانع أيضاً إذا ما علق علم مصر بدلاً من صورة الرئيس، معتبراً أن ذلك يعد "ترسيخاً للشعور بالانتماء إلى الدولة والتي هي فوق الكل". على حد تعبيره.

أسامة سعيد: "في تلك العادة ترسيخ لمبدأ الحاكم الملهم رغم أن الحاكم ما هو إلا إنساناً مثله مثلنا".صورة من: Ahmed Hamdy

"كفانا تأليهاً للحاكم"، هكذا يقول أسامة سعيد، مدير أحد الشركات، متحدثاً لـ DWعربية عن اتفاقه مع من يعارضون تعليق صور الرئيس الجديد في المكاتب كما جرى العرف. "في تلك العادة ترسيخ لمبدأ الحاكم الملهم رغم أن الحاكم ما هو إلا إنساناً مثله مثلنا". وبرغم اعتباره الرئيس رمزاً للبلاد، يرى سعيد أن صوره لا يجب أن تعلق إلا في محيط القصر الجمهوري فقط وفي المقابل تبقى حوائط المكاتب الحكومية خالية من صوره.

"يحدث إلا في دول العالم الثالث"

"ليس رمزاً ولا يوجد رمزاً للبلاد سوى العلم"، بهذه الكلمات يعبر محمد عاطف، ميكانيكي سيارات، عن رؤيته للرئيس الجديد محمد مرسي وكل من سيتبعه على كرسي الرئاسة. "بعد الثورة لم يعد هناك مجال للحديث عن الرئيس الرمز. الآن الرئيس ما هو إلا موظف لدى الشعب". ويعارض عاطف تماماً فكرة تعليق صور الرئيس ليس فقط في المصالح والمكاتب والهيئات الحكومية بل وفي جميع أنحاء البلاد أيضاً. ويشرح عاطف لـDWعربية وجهة نظره قائلاً: "لسنا مجبرين أن يخرج لنا الرئيس من كل شبر مثلما كان في الماضي فكنا نراه في الجرائد وفي التلفاز وعلى البنايات وفي مكاتب الموظفين". ويضيف مازحاً: "أحياناً كنت أخاف أن يخرج لي من مبرد محرك السيارة. عادات كتلك مستفزة وتعظيماً مبالغ فيه للرئيس".

"ملايين الجنيهات تُصرف على طباعة تلك الصور وذلك ما هو إلا إهدار للمال العام"، بهذه الكلمات يعلق أستاذ الجغرافية السياسية حمدي الجنايني لـDWعربية، رداً على إذا ما كان يقبل العرف المذكور أم يرفضه. "تلك العادات لا تتبع إلا في دول العالم الثالث ولا مكان لها في الدول الديمقراطية فهناك الحاكم يزول والدولة تبقى". وأثنى الجنايني على طلب مرسي بعدم تعليق صوره إذا ما صحت تلك الأنباء على حد تعبيره معتبراً إياها خطوة جيدة في طريق الديمقراطية ومسح فكرة الحاكم الفرعون من أذهان المواطنين.

وكان علي الريس، مساعد مدير منتج بأحد الشركات وهو الشاب الذي لم يرى في حياته رئيساً سوى مبارك، مختصراً في تعبيره عن رأيه إلى أبعد الحدود، إذ قال: "أرفض تماماً تعليق صور مرسي في المكاتب والمصالح الحكومية. تكفينا ثلاثون عاماً من صور مبارك". وبعد لحظة من الصمت عاد الريس ليعبر بكلمتين فقط عن إحساسه تجاه هذا العرف المتبع قائلاً: "حقيقة زهقنا".

أحمد حمدي – القاهرة

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW