1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشباب في ألمانيا - خروج مبكر من المرحلة الشبابية

فولفغانغ ديك/ عبد الرحمان عمار٢٥ أغسطس ٢٠١٢

كشف خبراء ألمان أن تخوفات الشباب من المجهول في أسواق العمل المستقبلية تلقي بظلال سلبية على فترات الحياة الشبابية. ويحذر الخبراء من تبعات تفاقم الفوارق الطبقية بسبب حدوث فجوات بين شرائح الشباب الدنيا والمتوسطة والغنية.

Seminare, Kurse und Nachhilfe bei Start Stiftung, Frankfurt. 2011; Copyright: START-Stiftung/Dieter Roosen***Pressebild nur für die aktuelle, themengebundene Berichterstattung
Das Stipendienprogramm STARTصورة من: START-Stiftung/Dieter Roosen

يعتبر باحثون أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً في ألمانيا غير متمردين على عائلاتهم ويكنون الاحترام لأوليائهم، غير أنهم لا يحذون حذوهم، بل إنهم يقلدون كثيرا ما سلوكيات الأصدقاء. كما يعتبرون صفات الإخلاص والوعي بالواجب أمرا مهما، وبالنسبة لهم فإن مشاعر الحب وعلاقات الصداقة والارتباط الأسروي أهم من الروابط اتجاه الدين والعقيدة. ويلاحظ الخبراء أن الشباب يحبون كثيرا مشاهدة التلفاز ولاشك، غير أنهم يفضلون في أوقات فراغهم لقاء أصدقائهم، أو السباحة أو قيادة الدراجات الهوائية بشكل أكبر من مزاولة العاب الحاسوب أو الفيديو.. ويعني ذلك أن "الأصدقاء يشكلون أسرة بالنسبة لهم، يمكن البحث عنهم والرجوع اليهم عند الحاجة".

التفكير في المستقبل المجهول و الآفاق لم تعد واضحةصورة من: AP

شباب معاصر ومحافظ في نفس الوقت

يقوم الباحث مارك كالمباخ، من معهد الأبحاث سينوز بمدينة هايدلبرغ، رفقة زملائه وبتكليف من ست كنائس ومؤسسات اجتماعية وسياسية، بأبحاث حول مشاعر وأفكار الشباب. وقد تم في ربيع هذا العام نشر أهم خلا صات تلك الأبحاث تحت عنوان "دراسات سينوز". ويؤكد مارك كالمباخ أن الشباب يتبنون القيم الكلاسيكية خلال لحظات الاضطراب، ويحاولون التوفيق بين القيم الاجتماعية والأهداف العملية. ويقول كالمباخ إن" الشباب يريدون الاحتفال والاستمتاع بالحياة، لكنهم يرغبون أيضا في الحصول على عمل جيد في المستقبل. فهم يريدون الحرية والأمن في نفس الوقت و يتملكهم التوتر ويسعون الى تحقيق الذات".

أظهرت الدراسة أن الشباب مستعد للتضحية بأوقات فراغه خدمة لمستقبله المهنيصورة من: Yuri Arcurs/Fotolia

تخوفات من المستقبل المهني المجهول

يوجد الشباب الألماني تحت ضغوطات مجتمعية ولديهم مخاوف وهواجس. وتشكل "البيئة المحيطة" و"الوضع المالي" أو "المواقف السياسة" مجالات تأخذ باهتمامات الشباب، غير أن "فرص العمل" تتصدر هذه المجالات. فلم يعد سوق العمل جيدا كما كان في الماضي، ولا تضمن الشواهد الجيدة والتداريب العملية الكثيرة الحصول على عمل ثابت. ومن تبعات هذا الوضع أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و17 سنةً يغادرون مبكرا المرحلة الشبابية التي تتسم شيئا ما براحة البال. ويقول مارك كالمباخ "لقد فاجأني أن يصبح العديد من الشباب في وضع الراشدين الصغار". وفي لقاء مع DWيعتبر الباحث بيتر مارتين توماس، زميل الخبير كالمباخ وأحد المساهمين في الدراسة المنشورة، أن الشباب يفكرون جيدا وبعقلانية في التصرفات التي يقومون بها ويعملون على جعلها متأقلمة مع التحولات. ويسجل توماس أن الفتيات أكثر اهتماما من الذكور عند التفكير بشأن المستقبل. وفي سبيل تحقيق مسارهم المهني فهم جميعا مستعدون لتقليص أنشطتهم في أوقات الفراغ.

تفاؤل وتخوفات

رغم الأزمة الاقتصادية والمستقبل المضطرب لأسواق العمل، فإن نسبة 60 بالمائة من الشباب ينظرون إليه بتفاؤل كبير. وتعتبر الشابة كيرستن وهي في السادسة عشرة من العمر مثالا ل 2500 شاب وشابة تم استطلاع آرائهم حول نظرتهم إلى المستقبل، من طرف الباحثين الاجتماعيين بجامعة بيليفبلد وخبراء من معهد الأبحاث TNS في مونستر. وتقول كيرستن: "نظريا أنا مرتاحة لكن في بعض الأحيان أفتقد إلى التحفيز". ويؤكد البرفسور ماتياس ألبيرت أن الشباب يحدوهم التفاؤل لأن "ما يتمناه الشباب هو القدرة على معرفة ما يخفيه المستقبل". ويعتقد الخبراء بضرورة وجود قواعد اجتماعية دائمة و ثابتة، ويعني ذلك ضرورة الرفع من مستوى الدورالمدرسى في المستقبل والزيادة في عدد المعلمين الأكفاء كي يصبحوا قدوة للتلاميذ.

تخوفات من انخفاض مستوى الرغبة لدى الشريحة المتوسطة من الشباب في الإختلاط مع الشرائح الفقيرة وأبناء المهاجرينصورة من: picture-alliance/ZB

تزايد الفوارق الاجتماعية بين الشباب

الجزء الخاص بمشاعر وأفكار الشباب في الدراسة شمل بالخصوص شباب من الطبقة الميسورة والمتوسطة حيث إن كلا الشريحتين تمثلان نسبة تلثي عدد الأشخاص المستطلعة آرائهم وأما الثلث الباقي فيتكون من شرائح فقيرة، تتسم بالتذمر والآمال المحدودة و بضعف الرغبة في المشاركة الاجتماعية كما تفتقد الى حوافز وآفاق مستقبلية واضحة.

ويتخوف الخبراء من تبعات الفوارق الواضحة والمتزايدة بين الشباب من الشرائح الإجتماعية المتوسطة والفقيرة ومن انخفاض مستوى الرغبة لدى شباب الشرائح المتوسطة في الاختلاط بشباب الأسر الفقيرة أو أبناء المهاجرين. وتصف دراسة معهد الأبحاث سينوز وكذلك دراسة معهد TNS شباب العائلات الفقيرة ب"الخاسرين اجتماعيا"، وهو ما يقلق الخبراء، حيث يعتبرون ذلك " خللا بالنظام الديمقراطي". ويدعو بيتر مارتين توماس من معهد زينوس الى ضرورة دعم التسامح والتفاهم بين مختلف الطبقات الاجتماعية. ويقول: "نحن بحاجة إلى دعم الحوار المشترك وتنظيم المزيد من اللقاءات داخل النظام التعليمي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW