تعاني معظم أماكن إيواء اللاجئين في ألمانيا من الاكتظاظ، ما يؤدي أحيانا إلى نشوب نزاعات بين النزلاء حسب الشرطة التي أكدت أن السوريين والعراقيين لا يسببون مشاكل مثل بعض المجموعات القادمة من شمال أفريقيا ودول شرقي أوروبا.
إعلان
تشير مصادر الشرطة الألمانية وحسب خبرتها إلى أن العنف في أماكن إيواء اللاجئين هو نتجية لاكتظاظ هذه الأماكن، وأن العداء الديني أو الإثني له دور بسيط، حسب رئيس هيئة مكافحة الجريمة هولغر مونش في مقابلة أجرته معه الإذاعة الألمانية.
وأشار مونش إلى أن بين اللاجئين مجموعات لا تسبب مشاكل كثيرة للشرطة وقال إن في مقدمة هؤلاء هم اللاجئون من "سوريا والعراق الذين يشكلون حالياً الأغلبية بين هذه الموجة من اللاجئين".
وأضاف المسؤول الألماني إلى أن هناك مجموعات من اللاجئين تبدو بشكل مختلف تماماً في إشارة إلى الشبان الذين يأتون بدون رفقة أهلهم من شمال أفريقيا والعصابات الإجرامية من بعض دول شرقي أوروبا، حسب مونش.
وأشار رئيس هيئة مكافحة الجريمة إلى أنه ليست لدى الهيئة معلومات محددة حول وجود إرهابيين بين اللاجئين، وأضاف أن السلفيين "لن يلقوا أرضاً خصبة" بين اللاجئين الجدد ولهم "تأثير مفزع" على القادمين من سوريا والعراق اللتين تشهدان الحرب حسب مونش.
انطلقت في ألمانيا مبادرة "شكرا ألمانيا" التي ينظمها سوريون تقديرا لدور ألمانيا في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. وامتلأت شوارع مدن ألمانية بسوريين يقدمون ورودا للمواطنين الألمان مقرونة بعبارات رقيقة.
صورة من: DW/A. Juma
الورود كانت الهدية الأمثل ليعبر اللاجئون السوريون عن شكرهم للشعب الألماني. حيث نزل مئات اللاجئين السوريين للشوارع للمشاركة في حملة "شكرا ألمانيا".
صورة من: Ahmad Alrifaee
المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري (في الصورة) هو صاحب مبادرة "شكرا ألمانيا" ويقول: "أرغب في أن أهدي وردة لشعب ألمانيا الذي ساندني، آملا أيضا في تعاطف من لا يرغب بوجودي في ألمانيا."
صورة من: Monis Bukhari
الورود ترافقها عبارات الشكر كرمز بسيط على الاعتراف بجميل ألمانيا. وقال بخاري لـ DW عربية إن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 40 بالمائة من السوريين المقيمين في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.
صورة من: DW/A. Juma
وارتدى بعض الشباب المشارك ملابس موحدة، وطبعوا على ملابسهم كلمات تعريفية باللغة الألمانية. في الصورة هنا مكتوب على قميص أحد المشاركين "نحن لاجئون قدمنا من سوريا، ونقول شكرا ألمانيا.
صورة من: Ahmad Alrifaee
الألمان الذين كانوا متفاجئين من هذا النشاط، وماهيته، تجاوبوا معه بسرعة، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، الألمان والسوريين.
صورة من: Ahmad Alrifaee
من خلال مبادرة "شكرا ألمانيا" يحاول اللاجئون السوريون كسر الحواجز بينهم وبين الألمان، الذين يشكك بعضهم في وجود اللاجئين أصلا في بلده. و تقبل ألمان الورد بداية، مع الشكر، ليتملكهم الفضول بعدها عن أسباب هذه الحملة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
النشاطات المختلفة للسوريين استمرت طيلة يوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول)، الذي انطلقت فيه مبادرة شكرا ألمانيا، وحاول المشاركون تنويع الهدايا المقدمة، فاختار البعض الورود، وآخرون اختاروا توزيع الشيكولاتة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
بعض السوريون قاموا بتحضير صناديق هدايا صغيرة، ووضعوا بها بعضا من الحلويات المنزلية، وغلفوها بطريقة جميلة ووزعوها على الألمان.
صورة من: DW/A. Juma
تشابكت أيادي سوريين مع أيادي ألمان في الشوراع والمنتزهات، وارتفعت أصوات الموسيقى الفلكلورية العربية في بعض المدن، ورقص اللاجؤون "الدبكة" السورية مع الألمان، في مشهد أضفى البهجة على وجوه الجميع.
صورة من: DW/A. Juma
وشارك الأطفال السوريون في الحملة، ورفع بعضهم شعارات شكر وتقدير لما قدمته ألمانيا، كما شاركوا أهاليهم في توزيع الورود.
صورة من: DW/A. Juma
وشهدت مدن ألمانية تجاوبا كبيرا للأشتراك في الحملة، وذلك بعد تأسيس صفحة على الفيسبوك للتنسيق لهذا الغرض. وامتلأت الشوراع بمئات من الشباب السوري، الذين تطوعوا للانضمام إلى المبادرة. (إعداد : علاءجمعة)