أثارت واقعة طعن شاب أمريكي بعد دفاعه عن نساء تعرضن لمضايقات داخل عربات ترام في دريسدن، حالة من الغضب والقلق في الشارع الألماني، بينما تواصل الشرطة البحث عن الجناة. وأوقفت السلطات شابا سوريا كمشتبه به قبل أن تطلق سراحه.
أثارت واقعة طعن الشاب الأمريكي دعوات لتكثيف الأمن في وسائل النقل العامة (صورة رمزية من الأرشيف)صورة من: Matthias Rietschel/REUTERS
إعلان
تواصل الشرطة الألمانية في مدينة دريسدن جهودها المكثفة لكشف ملابسات حادث طعن وقع داخل إحدى عربات الترام، وأسفرعن إصابة شاب أمريكي يبلغ من العمر 20 عاما بجروح في وجهه.
ووقع الاعتداء في ساعة متأخرة من ليلة السبت/الأحد الماضية، عندما تدخل الشاب للدفاع عن مجموعة من النساء تعرضن للمضايقة من قبل رجلين داخل الترام.
لكن تدخل الشاب قوبل بهجوم عنيف، حيث أقدم أحد المعتدين على طعنه بسكين، قبل أن يلوذ الجانيان بالفرار.
وأوضحت الشرطة أن الضحية لا يزال يتلقى العلاج في المستشفى، إلا أن حالته مستقرة ولم تكن حياته في خطر في أي لحظة.
وقد أثارت الحادثة صدمة واسعة في الأوساط الألمانية، وسط دعوات لتكثيف الأمن في وسائل النقل العامة.
وفي تطور لاحق، أوقفت السلطات شابا سوريا يبلغ من العمر 21 عاما كمشتبه به، إلا أنه أُفرج عنه لاحقا بعد أن لم تجد النيابة العامة مبررًا لاستمرار احتجازه.
وتجري الشرطة تحقيقات حوله وحول مشتبه به آخر لا يزال مجهول الهوية - بتهم من بينها التسبب في إحداث إيذاء بدني خطير.
وناشدت الشرطة شهود العيان، خصوصا من كانوا على متن الترام وقت الحادث، بالتقدم للإدلاء بإفاداتهم للمساعدة في كشف الجناة.
وقد أثارت القضية ضجة على مستوى ألمانيا، كما تناولتها أيضا وسائل إعلام أمريكية، من بينها صحيفة "نيويورك بوست".
تحرير: ع.ج.م
في الذكرى الـ80 ـ تدمير مدينة دريسدن شاهد على بشاعة الحروب
قبل 80 عاما، قام الحلفاء بقصف مدينة دريسدن الألمانية، فأحالوها إلى خراب، وتشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 25 ألف شخص جراء القصف. ودمرت القذائف واحدة من أجمل المدن الألمانية، التي بدت كأنها تعرضت لزلزال مدمر.
صورة من: Getty Images/Matthias Rietschel
في 13 شباط / فبراير من العام1945 قامت قوات من سلاح الجو البريطاني، وقوات من سلاح الجو الأمريكي، بقصف مكثف على مدينة دريسدن،في خلال 23 دقيقة فقط بدت المدينة وكأنها مغطاة بسجادة من القنابل، وتم تدمير مركز المدينة بالكامل، القصف الأمريكي البريطاني أدى إلى تدمير ما محيطه 15 كيلو متر مربع بالكامل وسويت أبنيته بالأرض.
صورة من: picture-alliance/dpa
من جراء القصف تعرضت كنيسة "هوف كيرشة" الكاثوليكية الى تدمير شديد، وتدمر السقف والقبو الداخلي تماما، الكنيسة هي واحدة من أكبر الكنائس في مدينة دريسدن، وأنشأت بنفس المرحلة الزمنية تقريبا، مع الكنيسة البروتستانتية المشهورة "فراون كيرشه" وتبعد عنها حوالي 300 مترا فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
أيضا النصب التذكاري للمصلح مارتن لوثر الموضوع أمام الكنيسة البروتستانتية "فراون كيرشه"، أصابه الضرر من جراء القصف، النصب التذكاري هو عمل للنحات الألماني أدولف دوندورف في العام 1861، وتم عرضه للجمهور ابتداء من العام 1885.
صورة من: picture-alliance/akg-images
كنيسة فراون كيرشه والتي تعود الى العصر الباروكي تم تدميرها، وبقيت حتى العام 1993 على حالها، كتذكار للدمار العبثي الذي أصاب المدينة، بعدها تم إعادة بناء الكنيسة من جديد، أحد الفنانين البريطانيين المشاركين في إعادة إعمار الكنيسة،كان والده أحد الطيارين البريطانيين الذين شاركوا في قصف المدينة.
صورة من: picture alliance/dpa
بين العام 1994 والعام 2005 تم إعادة إعمار كنيسة " فراون كيرشه" بناء على التبرعات من جميع انحاء العالم، تكاليف الاعمار قاربت على 130 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hiekel
الكثير من السياح ألان، يتجولون في أحياء المدينة، ويتعجبون من أعادة اعمار المدينة المتقنة، كنيسة الهوف كيرشة الكاثوليكية، كان بناؤها ضروريا في محافظة ساكسونيا البروتستانية، اذ تذكر كتب التاريخ أن أوغستين الثاني الملقب باوغستين القوي حاكم ساكسونيا قد اضطر لتغير معتقده الديني من بروتستانت إلى كاثوليك، من أجل التمكن من ضم التاج البولندي لحكمه، الكنيسة الكاثوليكية بنيت من العام 1739 وحتى العام 1754.
صورة من: picture alliance/Johanna Hoelzl
النصب التذكاري لمارتن لوثر، الذي تضرر في العام 1945، انتظر عرضه مجددا أمام الجمهور حوالي العشر سنوات، في العام 1955 تم عرضه مجددا، وقبل ترميمه في الفترة ما بين 2003ـ2004 ، كان النصب التذكاري بموضعه قبالة الفراون كيرشه، مثالا على الدمار الذي أصاب المدينة.
صورة من: imago/Chromorange
اليوم تعتبر المدينة واحدة من أجمل المدن الألمانية، وهي عاصمة لولاية ساكسونيا، ويبلغ عدد سكانها 550 ألف نسمة، وتعتبر وجهة سياحية مهمة، نظرا للطراز المعماري للمدينة الذي يعود إلى العصر الباروكي
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Lander
في إحدى المعامل السابقة لتخزين وضخ الغاز في دريسدن، يستطيع الزوار ألان مشاهدة بانوراما ضخمة للحرب ولقصف المدينة ،مما يمكنهم من معايشة هذه اللحظات العصيبة، التي مرت على المدينة، الفنان يديجار اسيسي ،أوجد جدارية تذكارية ضخمة، تجسد أوقات الحرب، وتظهر الجدارية مدى الدمار الذي لحق بالمدينة، وخاصة التدمير الكامل لمركز المدينة. ايفيتا اندورسكوفا / علاء جمعة
صورة من: Getty Images/Matthias Rietschel
في الذكرى الـ 80 هذا العام (13.2.2025) تستعد المدينة لإحياء هذه الذكرى الأليمة. ومن جانبها تستعد مجموعات يمينية متطرفة التظاهر والاحتفاء بهذه الذكرى بطريقتها. وتتوقع الشرطة خروج مظاهرات مضادة لليمين وسط مخاوف من مصادمات. لكن الآلاف يستعدون للاحتفال بطريقة سلمية وتشكيل سلسلة بشرية.