أوقفت الشرطة الألمانية مواطنا بوسنيا بعد عمليات بحث واسعة غرب ألمانيا في إطار تحقيق بشأن تمويل محتمل لهجوم "إرهابي إسلاموي". ووفق تقرير إعلامي يبدو أن المشتبه به تلقى تدريبا عسكريا وكان بالتالي يشكل خطرا داهما.
أرشيف: صورة لأفراد من الشرطة الاتحادية الألمانية (دوسلدورف، الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2023)صورة من: Maximilian Koch/picture alliance
إعلان
قامت وحدات خاصة من الشرطة الألمانية الاتحادية بتمشيط ستة مواقع في مدن ألمانية مختلفة، في إطار جهودها لمنع "هجوم إرهابي إسلاموي مشتبه به". وأعلن مكتب المدعي العام في مدينة دوسلدورف وشرطة مدينة إيسن في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأربعاء التاسع من يوليو/ تموز 2025) أن المداهمات تنفذ بالتزامن في مدن إيسن ودورتموند ودوسلدورف وزوست. وتم إلقاء القبض مؤقتا على رجل يبلغ من العمر 27 عاما يحمل جنسية البوسنة والهرسك.
عمليات تفتيش في منازل تخص أطراف ثالثة
وبحسب البيانات، فإن خلفية عمليات التفتيش هي "تحقيق موسع في شبهة احتيال تجاري مشترك". وأوضحت السلطات أنه خلال هذا التحقيق ظهرت أدلة على أن الأصول المحصلة من خلال الأنشطة الاحتيالية كانت مخصصة لتمويل "هجوم إرهابي إسلاموي".
وبحسب البيانات، أجريت عمليات التفتيش لمنع المزيد من التخطيط لهذه الجريمة والحيلولة دون تنفيذها، ولتوضيح الحقائق بشكل أكبر. وبغرض جمع الأدلة، أجريت عمليات تفتيش في منازل تخص أطراف ثالثة مسجلة حاليا كشهود. ولم تعلن السلطات بعد المزيد من التفاصيل.
مشهد من حملة تفتيش الشرطة الألمانية (إيسن، التاسع من يوليو/ تموز 2025)صورة من: Justin Brosch/dpa/picture alliance
ارتكاب عمليات احتيال لتمويل هجوم إرهابي
وأعلنت متحدثة باسم مكتب المدعي العام في دوسلدورف أن المتهم المقبوض عليه سيمثل أمام قاضي التحقيقات اليوم، مشيرة إلى أنه صدرت مذكرة توقيف بحقه بتهمة الاحتيال التجاري المشترك لتمويل "هجوم إرهابي إسلاموي مشتبه به".
وقالت المتحدثة "نفترض أنه ارتكب عمليات احتيال وكان ينوي استخدام الأموال التي حصل عليها من خلال هذه العمليات الاحتيالية لتنظيم هجوم والتخطيط له". وأشارت إلى أن هناك أيضا مشتبها بهم آخرين تفترض السلطات تورطهم في أنشطة احتيالية، وقالت "التحقيقات معنية بالكشف عما إذا كان هؤلاء على علم أيضا بأغراض استخدام هذه الأموال".
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
يبدو المشهد السلفي في ألمانيا في صور مختلفة، فهو يضم العديد من المتطرفين المستعدين للقيام بأعمال عنف. كما يستغل هؤلاء كل فرصة لنشر مواقفهم المتشددة، من خلال القيام بأنشطة أو تظاهرات لجذب الشباب للتنظيمات المتطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
استغلال المساجد لأهداف إيديولوجية
تقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف. ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
توزيع القرآن بالمجان
بغرض نشر دعايتهم والتواصل مع الراي العام يستغل سلفيون حملة توزيع القرآن بالمجان في العديد من المدن الألمانية، أطلقوا عليها اسم "إقرأ"!
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
صلاة وسط شارع عمومي
يحاول السلفيون استغلال كل فرصة ومكان لنشر فكرهم واكتساب المزيد من المؤيدين. في الصورة مجموعة من السلفيين الذي تجمعوا في شارع قرب أكاديمية الملك فهد بمدينة بون لأداء الصلاة. تم ذلك بالقرب من تجمع لحزب "Pro NRW" اليميني المناهض للمهاجرين والإسلام، والذي اعتبر ذلك استفزازا له فحصل اشتباك بين أنصاره والمصلين في الشارع.
صورة من: dapd
"شرطة الشريعة"
عام 2015 قام سلفيون بدوريات عبر شوارع مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا وكأنهم أفراد شرطة لحماية الشريعة، وتسبب ذلك في استياء عام على مستوى ألمانيا بأكملها.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان
هناك بين السلفيين جهاديون يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث يجندون الشباب في ألمانيا لخدمة تلك التنظيمات. ومن ابرز هؤلاء أبو ولاء العراقي الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 . وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأنه يشكل "الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
استعداد للقيام بأعمال عنف
ينظم السلفيون مظاهرات لحشد مؤيديهم واستعراض قوتهم. أثناء تلك المظاهرات غالبا ما تقع اشتباكات بينهم وبين الشرطة التي تحاول تفريقهم، بسبب ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب.
صورة من: picture-alliance/dpa
جماعات مناهضة للسلفيين
مقابل السلفيين المتشددين هناك جماعات يمينية متطرفة مناهضة مثل مجموعات "هوليغانز ضد السلفيين" التي تنظم مظاهرات رافضة للسلفيين. وأحيانا تحدث اشتباكات بينهم وبين السلفيين، كما حصل في إحدى المظاهرات بمدينة كولونيا في تشرين الأول/ اكتوبر، شارك فيها الآلاف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مشاركة نسائية في التحركات السلفية
المشهد السلفي لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن هناك نساء منهم يشاركن في النشاطات والتجمعات السلفية، كما في الصورة خلال تجمع لأحد أبرز زعماء السلفيين في ألمانيا بيير فوغل بمدينة أوفينباخ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
مداهمة مقرات السلفيين وجمعياتهم
تقوم الشرطة بين الحين والآخر بمداهمة مساجد ومقرات جميعات سلفية وبيوت مسؤوليها وتعتقل المطلوبين منهم، كما تُغلق المكاتب والمقرات التي تعود إلى تلك الجمعيات التي يشتبه قيامها بنشاطات غير قانونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Gossmann
حظر جميعة سلفية متشددة
يسعى السلفيون من خلال نشاطاتهم إلى نشر الفكر الإسلامي المتشدد وتقديم "الإسلام على أنه دين العنف والكراهية والزواج القسري والإرهاب"، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت للجمعية السلفية "الدين الحق" التي تم حظرها من قبل السلطات الألمانية واعتُقل أحد مؤسسيها وأبرز وجوهها ابراهيم أبو ناجي.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/R. Harde
محاكمة مشتبه به
من يلجأ إلى العنف من بين السلفيين يقبض عليهم وتتم محاكمته مع حفظ حقه في محاكمة عادلة بوجود محامي الدفاع. في الصورة: السلفي مراد ك. بجانب المحامي أثناء جلسة المحاكمة في بون بتهمة الإيذاء الجسدي ومقاومة موظف عام أثناء القيام بمهامه.