الشرطة الإسرائيلية تشن عملية بحث بعد هجوم سقط فيه ثلاثة قتلى
٦ مايو ٢٠٢٢
بدات الشرطة الإسرائيلية عملية بحث واسعة النطاق في أعقاب هجوم أودى بحياة ثلاثة إسرائيليين في إلعاد بالقرب من تل أبيب. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أدان العملية وأكد أنها لن تؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع.
إعلان
تشن الشرطة الإسرائيلية منذ فجر الجمعة (السادس من مايو/ أيار 2021)، عملية بحث بعد هجوم أودى بحياة ثلاث أشخاص في إلعاد بالقرب من تل أبيب تزامن مع إحياء ذكرى إنشاء الدولة العبرية.
ودعت الشرطة السكان إلى تقديم معلومات عن مكان اختباء المهاجمين، ونشرت صورتي واسمي فلسطينيين يشتبه بأنهما نفذا الهجوم الذي أسفر أيضاً عن جرح أربعة أشخاص بينهم ثلاثة في حالة الخطر، كما ذكرت جمعية نجمة داوود الحمراء. وقال مستشفى الشيبة، صباح الجمعة، إن أحد المصابين لا يزال في حالة حرجة.
وكان قائد الشرطة في وسط إسرائيل آفي بيتون قد قال في إلعاد "نبحث عن إرهابي واحد أو اثنين"، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إغلاق قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة حتى الأحد من أجل "منع هرب إرهابيين" إلى هذه الأراضي الفلسطينية.
ويعد هذا الهجوم السادس ضد إسرائيل السادس منذ 22 آذار/مارس في إلعاد (وسط) المدينة التي تضم نحو خمسين ألف نسمة بينهم عدد كبير من اليهود المتشددين، وتقع بالقرب من تل أبيب. وارتفع عدد القتلى في الهجمات ضد إسرائيل إلى 18 منذ 22 آذار/مارس. ونفذ عدد من الهجمات عرب إسرائيليون بينما كان منفذو الهجمات الأخرى فلسطينيين.
وفي أعقاب الهجمات الأولى، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة عمليات في الضفة الغربية المحتلة. في المجموع ، قُتل 26 فلسطينياً على الأقل بينهم عدد من منفذي هجمات منذ بداية موجة الهجمات ضد إسرائيل.
عباس يدين الواقعة
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم، ونشرت في بيان أن "الهجوم كان مروعا واستهدف نساء وأطفالا أبرياء، وكان وحشيا بشكل خاص إذ ترافق مع احتفال إسرائيل باستقلالها".
وأضاف البيان " قلوبنا مع الضحايا وأحباء من قتلوا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. ونبقى على اتصال وثيق مع أصدقائنا وشركائنا الإسرائيليين ونقف معهم بحزم في مواجهة هذا الهجوم. عسى أن تكون ذكرى من فقدوا حياتهم طيبة".
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بدوره، أدان "مقتل مدنيين إسرائيليين"، مؤكداً أن "قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع في الوقت الذي نسعى فيه جميعاً إلى تحقيق الاستقرار ومنع التصعيد".
وحذّر عباس من "استغلال هذا الحادث المدان للقيام باعتداءات وردات فعل على شعبنا الفلسطيني من قبل المستوطنين وغيرهم"، مديناً من جديد "الاعتداءات المتواصلة بحق شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية والتي خلقت أجواء التوتر وعدم الاستقرار".
ودان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "بشدة" الهجوم. وقال في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية إنه "هجوم مروع استهدف رجالاً ونساء أبرياء، وشنيع بينما تحتفل إسرائيل بعيد استقلالها"، وأكد أن الولايات المتحدة تقف "بحزم" إلى جانب حلفائها الإسرائيليين.
في المقابلوصفت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس هذا الهجوم بالعمل "البطولي" واعتبرتا أنه "رد" على التوتر الأخير في القدس، من دون أن تتبنياه.
تصعيد مستمر
في الوقت نفسه، أدت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين عن سقوط نحو 300 جريح في باحة المسجد الأقصى.
وبعد توقف دام بضعة أيام مرتبط بنهاية شهر رمضان، توجه مصلون يهود إلى باحة المسجد الأقصى الخميس يوم الذكرى الرابعة والسبعين لإنشاء اسرائيل حسب التقويم العبري، الذي تزامن مع انتهاء احتفال المسلمين بعيد الفطر.
ويتوجه عدد متزايد من اليهود إلى الموقع، وتثير صلاة بعضهم سراً مخاوف من التشكيك في هذا الوضع القائم. وفي الأسابيع الأخيرة، عبرت الحكومة الإسرائيلية مرات عدة أنها لا تريد تغيير الوضع القائم.
وواصلت إسرائيل التي تسيطر على الدخول إلى الموقع فتحه لليهود الخميس على الرغم من دعوات مسؤولين فلسطينيين ودول في المنطقة تخشى وقوع اشتباكات جديدة.
ع.ح./و.ب. (د ب ا، أ ف ب)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك