مواجهات بين الشرطة ومحتجين في إسطنبول
٣١ مايو ٢٠١٤ استخدمت الشرطة التركية السبت (31 مايو/ أيار 2014) الغاز المسيل للدموع في وسط إسطنبول لتفريق محتجين كانوا يحاولون إحياء الذكرى الأولى لأكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عقود. وتجمع مئات من الأشخاص في الشوارع المؤدية إلى ميدان تقسيم وطالبوا باستقالة الحكومة، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الحشد الذي سرعان ما تفرق.
وكانت السلطات قد أغلقت في وقت سابق الطرق وأوقفت وسائل النقل العام لمنع وصول المحتجين إلى ميدان تقسيم. وأدت جهود لإنقاذ متنزه "غيزي" في ميدان تقسيم من خطط للحكومة لتطوير المنطقة إلى تفجر احتجاجات العام الماضي.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد تحدى خصومه السبت، الذين كانوا قد دعوا إلى إحياء الذكرى الأولى للمظاهرات التي خرجت ضد حكومته في يونيو/ حزيران من العام الماضي في ساحة تقسيم، مهدداً إياهم بقمع بوليسي.
وقبل ساعات قليلة من التظاهرة، التي دعت إليها مجموعة من المنظمات والنقابات وناشطي المجتمع المدني، جدد أردوغان إظهار الحزم، مؤكداً أن قوات الأمن "تلقت تعليمات واضحة لتقوم بكل ما يلزم من البداية إلى النهاية" لحفظ الأمن. وأضاف، في خطاب ألقاه بإسطنبول أمام الآلاف من أنصاره متوجها لمعارضيه: "لن تتمكنوا من احتلال ساحة تقسيم كما فعلتم العام الماضي لأن عليكم احترام القانون". ومرة أخرى، انتقد أردوغان بشدة الذين تظاهروا العام الماضي طوال ثلاثة أسابيع، وقال: "أتوجه إلى شعبي. لا تسمحوا لأحد بأن يخدعكم. هذه الحملة ليست لأسباب بيئية. إنها زائفة".
هذا وانتشر آلاف الشرطيين بالزي المدني وزي وحدات مكافحة الشغب منذ ساعات الصباح الأولى في ساحة تقسيم تنفيذاً لتعليمات بمنع أي تجمع فيها. وبلغ عدد رجال الأمن أكثر من 25 ألفاً، إلى جانب خمسين عربة مزودة بخراطيم المياه. وقال محافظ إسطنبول، حسين أفني موتلو، هذا الأسبوع: "نعرف ما شهدته تركيا في يونيو/ حزيران الماضي ... ولا نريد تكرار ذلك".
يشار إلى أن تظاهرات منتزه "غيزي" العام الماضي أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر ثمانية آلاف آخرين بجروح، إضافة إلى اعتقال الآلاف. ورغم الانتشار الأمني، عمد عدد كبير من الأتراك السبت، وبشكل فردي، إلى إحياء ذكرى الضحايا.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، عبد الكريم لاهيجي، إن "السلطات التركية بدأت حملة مطاردة شديدة ضد كل الذين تظاهروا أو رفعوا أصواتهم"، فيما أشارت الناطقة باسم جمعية "تقسيم تضامن"، موتشيلا يابيتشي، إلى أن "الحكومة تؤجج أجواء التوتر التي تشجع على أعمال العنف البوليسية". وتابعت: "لكن رغم سياسة العنف والظلم هذه ... سنكون في الشارع بإرادة وعزم".
وفي سياق متصل، تم إطلاق سراح فريق صحفي تابع لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، بعدما ألقت الشرطة التركية القبض عليه أثناء تغطية حية من ميدان تقسيم في إسطنبول. وأظهرت لقطات بثتها "سي إن إن" مراسل الشبكة في تركيا إيفان واتسون أثناء تغطية صحفية من ميدان تقسيم أمام عشرات الضباط الذين تم نشرهم لإبعاد المتظاهرين عن الموقع. كما أظهرت اللقطات ضابطاً يقترب من واتسون بينما يتحرك ضابط آخر ليغلق عدسة الكاميرا بجسمه. وبعدما أبرز واتسون هويته الصحفية، تم القبض على الفريق.
وذكر واتسون، الذي تم إطلاق سراحه بعد نصف ساعة، على حسابه في موقع الرسائل القصيرة "تويتر"، أن الضباط ركلوه في المؤخرة.
ي.أ/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)