الشرطة التركية تعتقل عددا من الصحفيين والزعماء الأكراد
٢٥ ديسمبر ٢٠١٦
الشرطة التركية تنفذ حملة مداهمات ضد مؤسسات إعلامية كردية وعددا من منازل، معتقلة عددا من الصحفيين وزعماء من جزب الشعوب الكردي. يأتي ذلك، فيما مايزال عدد من مسؤولي الحزب قيد الاعتقال لدى السلطات التركية.
إعلان
اعتقلت الشرطة التركية عددا من الصحفيين اليوم الأحد (25 ديسمبر/كانون الأول 2016) فيما واصلت السلطات احتجاز مسؤولين من حزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد. وجرت المداهمات ضد اثنين من الصحفيين من وكالة "ديكل" الكردية للأنباء واثنين آخرين من هيئات صحفية مختلفة في منازلهم في اسطنبول ومدينة "ديار بكر"، ذات أغلبية كردية.
وجاءت المعلومات حول عمليات الاعتقال من مواقع الكترونية إخبارية، من بينها وكالتا "ديكان" و"الفرات" للأنباء. وطبقا للاتحاد الأوروبي للصحفيين، فإن 122 من العاملين في مجال الإعلام محتجزون في تركيا، كما تم في الأشهر الأخيرة إغلاق عشرات من الهيئات الإعلامية.
وفي الوقت نفسه، أفادت وكالة "الفرات" وهي وكالة أنباء موالية للأكراد بأنه جرت عمليات اعتقال جديدة لخمسة من زعماء حزب "الشعوب الديمقراطي" بمحافظة باليكسير بمنطقة "مرمرة" وآخرين في محافظة "مرسين" جنوب البلاد.
وفي جنوب شرق البلاد، تمت السيطرة على 54 مجلسا بلديا بشكل رسمي من قبل الحكومة المركزية، وتم إقالة جميع رؤساء البلديات المنتخبين، وجميعهم ينتمون إلى حزب "الشعوب" الديمقراطي. وليس هناك أي مؤشر على أنه سيكون هناك انتخابات جديدة. وأكد مسؤول بحزب "الشعوب الديمقراطي" لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) إنه تم اعتقال آلاف من أعضاء الحزب في العام الماضي. وتتهم الحكومة حزب "الشعوب الديمقراطي" بصلته بالارهاب، وهي اتهامات ينفيها الحزب. ويدين الحزب التفجيرات التي تنفذها الجماعات المتشددة الكردية.
ش.ع/ ع.ش (د.ب.أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.