فرقت الشرطة التركية بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي تجمعا للمثليين في قلب مدينة إسطنبول ضم حوالي 150 شخصا. وكان من المقرر أن يكون تجمع اليوم الأحد باكورة أنشطة تدوم أسبوعا لدعم "القضية المثلية" في تركيا.
إعلان
استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الأحد (19 حزيران/ يونيو 2016) لتفريق تجمع للمثليين قرب ساحة تقسيم الشهيرة في إسطنبول في إطار أسبوع دعم المثليين في البلاد في تحد لحظر السلطات.
وطوق مئات من عناصر مكافحة الشغب الساحة المركزية التي منع التظاهر فيها منذ 2013، في الشطر الأوروبي من المدينة لمنع التجمع الرامي إلى دعم المتحولين جنسيا أثناء شهر رمضان. وتندرج هذه العملية في إطار سلسلة عمليات نفذتها قوى الأمن لقمع فعاليات في شهر رمضان.
وتجمع نحو 150 شخصا أمام أحد مقار جمعية خاصة بهم قرب تقسيم وحاول احدهم قراءة بيان أمام عدد كبير من الصحافيين في المكان قبل أن يمنعه ضابط في الشرطة. ومع هجوم الأمن تفرق المتجمعون في الشوارع المحيطة فيما أوقف متظاهران على الأقل بحسب وسائل الإعلام التركية. وشكل التجمع باكورة أنشطة أسبوع دعم القضية المثلية في تركيا.
بيد أن السلطات أعلنت الجمعة حظر مسيرة المثليين السنوية التي كانت مقررة في 26 الجاري في المدينة "لحفظ الأمن والنظام العام"، حسب تبريرها وهو ما أثار احتجاج المجتمع المدني. وقالت المتظاهرة ايبرو لوكالة فرانس برس "نريد السير من أجل البشرية، لكن الشرطة تمنع كل شيء".
وفي وقت سابق الأحد أوقفت الشرطة أحد عشر شخصا تظاهروا ضد المثلية قرب ساحة تقسيم، بحسب وكالة دوغان للأنباء. وهتف أحد هؤلاء "نحن عثمانيون" بحسب تسجيل مصور للأحداث. وأضاف "لا نريد آيا من هؤلاء هنا". والأسبوع الفائت طلبت مجموعة من القوميين المتشددين من السلطات إلغاء مسيرة دعم المثليين متوعدة بمنعها إن لم تستجب الشرطة.
وجرت مسيرة المثليين في إسطنبول بلا إشكالات بارزة في السنوات الـ 12 الفائتة بمشاركة الآلاف. واتى قمع التجمع الأحد بعد إجراءات مماثلة للشرطة السبت ضد تظاهرة احتجاج على مهاجمة إسلاميين لهواة موسيقى كانوا يستمعون داخل محل لبيع الاسطوانات إلى الألبوم الجديد لفرقة ريديوهيد البريطانية.
أ.ح/م.أ.م (ا ف ب، د ب أ)
"بينالي اسطنبول" لهذا العام، دعم لمحتجي حديقة غيزي
انطلقت في الـ14 من الشهر الجاري الدورة الثالثة عشر لمعرض "بينالي اسطنبول" التي ستمتد إلى غاية العشرين من الشهر القادم، وتلقي الاحتجاجات التي شهدتها المدينة حول حديقة غيزي بظلالها وبقوة على فعاليات دورة هذا العام.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
الفضاء العام في خدمة السياسية
" الفضاء العام في خدمة السياسة" حُدّد كشعار للدورة الثالثة عشر للمهرجان "بينالي اسطنبول"، وذلك قبل فترة طويلة من اندلاع احتجاجات حديقة غيزي التي انضم إليها غالبية الفاعلين في المشهد الثقافي في اسطنبول. من المؤكد أن الأحداث تجاوزت اليوم شعار دورة المهرجان وبرنامجه. ورغم الحديث عن الفضاء العام، إلا أن الأعمال الفنية تقدم في القاعات.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
" القصر"
أتاح العرض داخل القاعات المسقفة الفرصة للفنانين لعرض لوحاتهم بأشكال جديدة لم تكن متاحة في الفضاء العام. وقام الفنان خورخي مينديس بلاك بوضع نسخة من رواية الكاتب فرانس كافكا فوق جدار، يظهر وكأنه مائل وغير ثابت. والهدف إظهار أن الأشياء الصغيرة بإمكانها التأثير على بنية نظام كبير.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
إفطار سياسي
يعالج الفنان الألماني كريستوف شيفر في أعماله موضوع الفضاء العام كمنبر سياسي. وتظهر اللوحة في الوسط، "إفطارا سياسيا"، وذلك في شهر رمضان في منطقة يانيكوي في اسطنبول. وأعقبت وجبة الإفطار هذه نقاشات سياسية بناءة، حسب الفنان كريستوفر وهو ما ترك انطباعا قويا لديه.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
"حديقة الخيال" في هامبورغ
تظهر لوحة أخرى للفنان كريستوفر "حديقة الخيال" في هامبورغ، التي خرج إليها سكان هامبورغ لإظهار تعاطفهم مع متظاهري حديقة غيزي فور اندلاع الاحتجاجات في تركيا. وكريستوفر نفسه، خرج قبل خمسة عشر عاما للتظاهر دفاعا عن "حديقة الخيال" بمدينته.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
احتجاجات من أجل التغيير
هذا العمل المشترك بعنوان "حرر" بطول عشر أمتار، والذي ساهم في إنجازه البريطانيون دايف بيش وأندي ويويت وميل جردون، هو إشارة إلى أن التحركات الجماعية قادرة على إحداث تغييرات داخل المجتمع. وفي الأصل، كان هذا الملصق معلق في العاصمة لندن.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
المدرسة كفضاء فني
أيضا المدرسة الابتدائية الأرثوذكسية الواقعة في منطقة كراكوي باسطنبول تعد من أماكن العرض الخمسة لمهرجان "بينالي اسطنبول". وهنا يقدم طلاب المعاهد الفنية رسوما فنية وعروضا راقصة وأمسيات شعرية.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
"بين بحرين"
يعالج المصور الفوتوغرافي سيركان تايسان من خلال مشروعه الفني الانتشار الهائل والمثير للجدل للمشاريع العقارية في أكبر المدن التركية. وقد صور ذلك عبر شريط لورش بناء بحدود ستين كيلومترا، يمتد من ضفاف البحر الأسود إلى بحر مرمرة. الأمر الذي دفعه إلى إطلاق عنوان "بين بحرين" على مشروعه.
صورة من: DW/S. Sokollu
استراحة فنية
"آرتير- مكان للفن" يعد من بين أهم القاعات الفنية العشر في المدينة، خاصة وأنه يقع على شارع الاستقلال، أهم شوارع اسطنبول المؤدية إلى ساحة "تقسيم". ويضمن تواجده في هذا الموقع توافد عدد كبير من الزوار على المعرض.
صورة من: DW/S. Sokollu/V. Uygunoglu
فن من فلسطين
وداخل رواق "آرتير" بشارع الاستقلال، يقدم الفنان باسل عباس وروان أبو رحمان من رام الله، أعمالهما التي تناقش موضوع سياسية الأطماع وسخافة السلطة. واستندا في أعمالهما على وقائع تاريخية وصور ومخطوطات، من بينها مخطوطات للفيلسوف الألماني فالتر بينيامين تعود إلى عام 1930 والتي تتحدث عن الفاشية في أوروبا.
صورة من: Senada Sokollu
الفوضى والفن
أيضا قاعة "بيوغلو" تقع في مركز المدينة. وفيها قام الفنان الأرجنتيني ديغو بيانشي بتقديم نسخة عجيبة من سوق، حيث يباع ويشترى كل شيء. والفريد في أعمال بيانشي، الطريقة الفوضوية والمثيرة لتقديم الأشياء، وذلك في غرف غير منتهية البناء.
صورة من: Senada Sokollu
"الرجل الواقف"
اشتهر الفنان ارديم غوندوز عالميا أثناء احتجاجات حديقة غيزي بابتكاره أسلوبا احتجاجيا جديدا، وذلك حين ظل صامتا ودون حركة لمدة طويلة في ساحة "تقسيم"، فأطلق عليه الناشطون في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اسم "الرجل الواقف". أراد غوندوز أن يقدم بديلا عن الشعارات الصاخبة، وقلده مئات الآلاف من الأتراك. أما خلال المهرجان فيمكن سماع صوته من خلال عروضه الشعرية والموسيقية.