قبل يومين من مراسم أداء بوتين اليمين الدستورية، ألقت الشرطة الروسية القبض على المعارض نافالني. وتزامن ذلك مع تنظيم مظاهرات ضد الرئيس الروسي، احتجاجا على الفترة الطويلة التي مكثها بوتين في السلطة وكذلك ضد الفساد المتفشي.
إعلان
قال سياسي روسي إن الشرطة ألقت القبض على المعارض البارز أليكسي نافالني اليوم السبت ( الخامس من أيار/ مايو 2018) بعد وصوله لمسيرة احتجاجية مناهضة للرئيس فلاديمير بوتين في وسط موسكو. وكان نافالني قد دعا أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج ضد الرئيس الروسي الذي أعيد انتخابه مؤخرا، وذلك قبل ومين من مراسم أداء فلاديمير بوتين اليمين الدستورية بصورة رسمية.
وانطلقت تظاهرات في أقصى الشرق الروسي وسيبيريا، حيث اعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين، بحسب ما قاله فريق نافالني ومراقبون مستقلون. وفي مدينة كراسنويارسك السيبيرية تم توقيف 15 شخصا بينهم صحافي، بحسب مجموعة المراقبة المستقلة "او في دي - انفو".
وأضافت المجموعة أن "التوقيفات جرت بخشونة" وأن بعض الموقوفين تعرضوا لخدوش ورضوض. وفي مدينة شيليابينسك بالأورال، اعتقلت الشرطة ثلاثة أشخاص قبل انطلاق مظاهرة، بحسب ما قاله الناشط بوريس زولوتاريوفسكي على فيسبوك. وتم توقيف عشرة متظاهرين على الأقل في مدينة بارنول السيبيرية، بحسب فريق نافالني.
وكانت السلطات الروسية حاولت الحيلولة دون تنظيم المظاهرات باعتقال أشخاص في عدة مدن ومداهمة مقار منظمة نافالني. وكانت السلطات الروسية قد منعت الناشط المناهض للفساد نافالني من المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في آذار/مارس الماضي، وحصل فيها بوتين على 77 بالمئة من الأصوات في فترة ولايته الرابعة رئيسا للبلاد. ويشغل بوتين منصب رئيس أو رئيس للوزراء في روسيا منذ قرابة العقدين. وسيؤدي بوتين اليمين الدستورية لأحدث فترة ولاية رئاسية له تستمر ستة أعوام بعد غد الاثنين في موسكو.
وكتب نافالني على تويتر قبيل التظاهرات "العجوز الجبان بوتين يظن نفسه قيصرا... لكنه ليس قيصرنا". وأعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تؤدي الاحتجاجات إلى صدامات مع الشرطة واعتقالات جماعية على غرار تظاهرات مماثلة في 2012 أدت إلى فرض إجراءات مشددة على حركة الاحتجاج.
يشار إلى أنه في أيار/مايو 2012، نزل عشرات آلاف الأشخاص إلى الشارع احتجاجا على تنصيب بوتين لولاية ثالثة في الكرملين. وتخلل المسيرات صدامات مع الشرطة وتم توقيف مئات المتظاهرين. ووجهت اتهامات جنائية لنحو 30 متظاهرا وحكم على العديد منهم بالسجن لمدة تتراوح بين سنتين ونصف السنة وأربع سنوات ونصف.
وأعيد انتخاب بوتين رئيسا لولاية رابعة في آذار/ مارس. وحقق أفضل نتيجة له مع حصوله على أكثر من 76 بالمئة من الأصوات. وفيما حض الكرملين الناخبين على المشاركة بكثافة، أفاد مراقبون مستقلون ومن المعارضة عن عمليات حشو صناديق اقتراع وعمليات تزوير أخرى.
ع.أ.ج/ هـ. ش (د ب ا)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.