يبدو أن الأحوال السيئة في بحر إيجه والسيطرة الصارمة على الحدود التركية ساهمتا في خفض عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا هذا الشهر. فوفق مصادر في الشرطة الألمانية فإن العدد انخفض بشكل كبير هذا الشهر.
إعلان
أوضحت إحصاءات من الشرطة الاتحادية الألمانية حصلت عليها رويترز اليوم الاثنين (21 كانون الأول/ ديسمبر 2015) أن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر انخفض بأكثر من النصف عنه في الشهر السابق. ويرجع هذا التراجع على الأرجح إلى الأحوال الجوية السيئة في بحر إيجه، نقطة العبور الرئيسية للاجئين إلى أوروبا وإلى السيطرة الصارمة على الحدود التركية.
وأوضحت إحصاءات الشرطة أنه منذ بداية الشهر وحتى 20 كانون الأول/ ديسمبر وصل 73500 لاجئ إلى ألمانيا مقارنة مع 170 ألفا في نفس الفترة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وقالت الشرطة إن من بين الوافدين الجدد يسافر نحو ستة آلاف عبر ألمانيا في طريقهم إلى الدول الاسكندينافية ليرتفع إجمالي عدد الوافدين الجدد إلى نحو 68 ألفا.
وتعتمد إحصاءات الشرطة على عينات جرى جمعها عند النقاط الحدودية وتراوح عدد اللاجئين الجدد الذين يصلون للبلاد بين ألفين وخمسة آلاف يوميا خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر. وأوضحت بيانات من نظام "إيزي" الألماني، الذي يستخدم في التسجيل الأولي للاجئين أن 965 ألف لاجئ وصلوا إلى ألمانيا في عام 2015 حتى نهاية الشهر الماضي؛ وهذا يعني أنه جرى تجاوز عدد المليون لاجئ على الأرجح.
وبفضل قواعدها المتحررة نسبيا فيما يتعلق بحق اللجوء ومزاياه الاجتماعية الكبيرة أصبحت ألمانيا نقطة جذب للاجئين الفارين إلى أوروبا من الحروب والأزمات في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وتتوقع استقبال نحو مليون لاجئ هذا العام. وتصارع العديد من السلطات المحلية للتعامل مع تدفق اللاجئين ودعا بعض المحافظين من حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى وضع قيود على عدد الوافدين الجدد وهي خطوة تقاومها ميركل حتى الآن.
أ.ح/ ع.خ (رويترز)
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.