1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتسوريا

الشرع أمام تحدي السيطرة على العنف "دون أن يقع هو نفسه ضحية"

٢٣ يوليو ٢٠٢٥

تظهر المواجهات والعنف الطائفي أن سوريا ما تزال بعيدة عن الاستقرار، ما يقوض مصداقية الشرع بأنَّه رئيس لكل السوريين ويسعى لبناء دولة لكل المكونات. أمام الشرع تحديات ومهام ملحة عليه أن يواجهها "دون أن يقع هو نفسه ضحية".

سوريا، دمشق 2025 - الرئيس أحمد الشرع أثناء تصريح حكومي
تحت ضغط من عدة جهات: الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرعصورة من: Moawia Atrash/dpa/picture alliance

 

وقف إطلاق النار في السويداء ما يزال صامدًاحتى اليوم (23 يوليو/تموز 2025)، ولكن الصراع ما يزال بعيدًا عن الحل. وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فقد بدأت السلطات السورية يوم الأحد بإجلاء العديد من العائلات البدوية من السويداء. وقد تم نقل ما مجموعه 1500 شخص بالحافلات ومركبات أخرى إلى خارج هذه المدينة الواقعة في جنوب سوريا.

ومنذ اندلاع هذا الصراع الدامي بين الدروز والبدو في محافظة السويداء قبل نحو عشرة أيام، قُتل أكثر من 1250 شخصًا، بحسب بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من عدم إمكانية التحقق من صحة هذه الأرقام، لكن معلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي تأسس في لندن مع بداية الحرب الأهلية السورية، تعتبر موثوقة بشكل عام.

وبحسب هذا المرصد السوري يوجد من بين القتلى أكثر من 600 شخص من سكان محافظة السويداء، التي شهدت 194 عملية إعدام ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية.

وكذلك قُتل أكثر من 400 عنصر من القوات الحكومية و23 بدويًا. وأفاد المرصد أيضًا أنَّ ثلاثة مدنيين من البدو قد تم إعدامهم على يد مقاتلين دروز.

تم إجلاء نحو 1500 شخص بدوي من السويداء يوم الأحدصورة من: Rami Alsayed/NurPhoto/picture alliance

وهذا العنف القاتل يشكل ضغطًا على الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع. ومهمته الأكثر إلحاحًا هي: إنهاء العنف في السويداء بشكل دائم - بالإضافة إلى توحيد سوريا ككل.

العنف يقوض مصداقية الشرع

وهذا يشمل أيضًا المصالحة بين مختلف مجموعات السكان، والتي ازدادت أهميتها بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في آذار/مارس من هذا العام بين العلويين والجهاديين، الذين كان يوجد في صفوفهم على ما يبدو أفراد من القوات الحكومية. وقُتل في هذه الاشتباكات أكثر من 1300 شخص.

ومن العلويين تنحدر عائلة الأسد أيضًا. والعلويون يعتبرون بالنسبة للكثير من السوريين أتباع النظام المخلوع وداعميه. وشكلت الحكومة لجنة تحقيق في أحداث آذار/مارس في الساحل السوري والتي  خلصت إلى رصد تفاصيل مأساوية .  

قوات الأمن السورية تمنع تقدم المقاتلين البدو نحو السويداء، يوم الأحد 2025/7/20صورة من: Karam al-Masri/REUTERS

ويواجه أحمد الشرع تحديات كبيرة، كما قال في حوار مع DW الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمستشار السياسي كارستن فيلاند. وأضاف أنَّ أحداث الأسابيع والأشهر الماضية قد قوّضت ادعاءه بأنَّه رئيس لجميع السوريين من دون استثناء، وبأنَّه يسعى إلى بناء سوريا موحدة تضم كل مكونات الشعب.

قوات الأمن ليست تحت السيطرة؟

وحسب فيلاند "يزداد لدى كثير من السوريين الشك تجاه دولة يبدو أنَّها لا تبسط سيطرتها على قواتها الأمنية". وبعد تقرير لجنة التحقيق "من المهم للغاية أن يتم الإفصاح عن المسؤول عن كل جريمة وأن تتم محاسبته وفقًا لذلك أيضًا". 

ويجب أن يحدث ذلك بسرعة، كما قالت أيضًا رونجا هيرشنر، أستاذة العلوم السياسية في جامعة توبنغن الألمانية. وأضافت لـDW أنَّ سوريا ما يزال أمامها طريق طويل: "ومع ذلك فنحن نسمع أنَّ أحمد الشرع ما يزال يحظى على الرغم من جميع عيوبه بسمعة جيدة جدًا، على الأقل لدى المواطنين السُّنة. وذلك كونه ما يزال يُعتبر مُحرّر سوريا من نظام الأسد. ولهذا السبب فهو ما يزال يتمتع بقدر معيّن من الثقة بين السُّنة. بيد أنَّ هذا لا ينطبق بالضرورة على أبناء الأقليات".

الشرع لا يسيطر على كل الجماعات

ومع ذلك هناك طرفان يضغطان على الحكومة في الوقت نفسه، بحسب تعليقٍ لصحيفة الشرق الأوسط العربية. والمجموعة الأولى تتكون من مؤيدين سابقين لنظام الأسد المخلوع، ومن قوات مرتبطة بإيران ومجاميع إجرامية تعمل بشكل رئيسي في الاتجار بالمخدرات.

وتضيف الصحيفة أنَّ المجموعة الثانية تنحدر من داخل النظام وتعمل بنشاط على إشعال الأزمات. وأنَّ هذه القوى لديها بشكل خاص دوافع جهادية، ومن الممكن أن تجر الحكومة إلى مواجهة مع جماعات محلية. ومن الممكن أن يؤدي هذا بدوره إلى دعوة أطراف خارجية لإشعال حرب أهلية جديدة في سوريا.

وفي الواقع إنَّ قاعدة قوة الشرع ضعيفة، كما يقول الخبير كارستن فيلاند: ولا تخضع له سوى القليل من القوات المحترفة. بل توجد لديه نسبة هائلة جدًا من المقاتلين الشباب المتطرفين، الذين يفكّرون بطريقة طائفية وسلفية وقد ازداد تطرفهم من خلال الحرب الأهلية.

"وهذه هي الفئة الخطيرة من هذا الجيل الشاب. وهي تفرض واقعًا سياسيًا. والسؤال: كيف يتخلص الشرع من هؤلاء الأشخاص من دون أن يقع هو نفسه ضحية لهم؟".

ويُضاف إلى ذلك الجهاديون الأجانب. والشرع لا يسيطر عليهم أيضًا، بحسب كارستن فيلاند: "وأخيرًا تضاف إلى ذلك أيضًا فئات من البدو السُّنة، أي المقاتلون الذين باتوا يريدون الآن الانتقام من الأقليات. ويجب على الشرع أن يسيطر عليهم بسرعة أيضًا".

اندلعت في شهر آذار/مارس اشتباكات عنيفة في محافظة اللاذقية بين متمردين من الأقلية العلوية وقوات الحكومةصورة من: Karam al-Masri/REUTERS

دعم الخارج ـ "لابديل حاليا عن الشرع"

ومع ذلك فإنَّ الشرع ما يزال يحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك من بعض الدول الخليجية - خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات، كما  تقول رونجا هيرشنر: "الولايات المتحدة الأمريكية تريد سحب قواتها من سوريا على المدى المتوسط. وهذا طبعًا بشرط بقاء سوريا مستقرة سياسيًا".

والولايات المتحدة الأمريكية تثق حاليًا بأنَّ الشرع هو الأكثر قدرة على ضمان ذلك. ولهذا السبب فهي تواصل دعمه. 

"وهذا ينطبق على دول الخليج أيضًا"، كما تضيف رونجا هيرشنر: "دول الخليج أيضًا مهتمة باستقرار سوريا. ولهذا السبب فهي تراهن على الشرع أيضًا".

ويوافقها في الرأي كارستن فيلاند. ويقول إنَّ دول الخليج معنية تمامًا مثل الولايات المتحدة الأمريكية بالمحافظة على سوريا كدولة مستقرة وموحدة، ومنع وقوع حروب بالوكالة.

العشائرُ العربيةُ تعلن التزامَها بقرارِ الرئاسةِ السوريةِ بوقفِ إطلاقِ النارِ في سوريا

02:52

This browser does not support the video element.

"ولكن من الواضح تمامًا أنَّ إسرائيل تسعى حاليًا إلى هدف معاكس يتمثّل في انفصال فئات من مواطني المجتمع السوري من أجل إضعاف سوريا"، كما يقول كارستن فيلاند: "وهذا يجب أن يدق ناقوس الخطر في منطقة يعتبر فيها انهيار الدولة والحروب الأهلية ظاهرة واسعة الانتشار". ولهذا السبب بالذات عارضت الولايات المتحدة الأمريكية تصرفات إسرائيل في سوريا.

وإسرائيل تدخلت مؤخرًا إلى جانب الدروز في أعمال العنف بمحافظة السويداء، ولكنها اتفقت بعد ذلك على وقف إطلاق النار مع الحكومة السورية. وانهيار سوريا ليس في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية - ولا في مصلحة أوروبا أيضًا، كما يقول فيلاند: وذلك "لأنَّ هذه الدول لا ترى في الوقت الراهن بديلًا لأحمد الشرع".

أعده للعربية: رائد الباش

تحرير: عبده جميل المخلافي

كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW