1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشرق وبابا روما الجديد .. نهج جديد أم على خطى السابقين؟

عباس الخشالي١٤ مارس ٢٠١٣

عندما يختار بابا الكنيسة الكاثوليكية أسما له فأنه يريد نهج طريق احد القديسين. واختيار بابا روما اسم فرنسيس الأول يشير إلى القديس فرنسيس الذي جاء إلى الشرق بحثا عن السلام. فأي رسالة يحملها أسقف روما الجديد إلى الشرق؟

Newly elected Pope Francis I, Cardinal Jorge Mario Bergoglio of Argentina appears on the balcony of St. Peter's Basilica after being elected by the conclave of cardinals, in a photograph released by Osservatore Romano at the Vatican, March 13, 2013. White smoke rose from the Sistine Chapel chimney and the bells of St. Peter's Basilica rang out on Wednesday, signaling that Roman Catholic cardinals had elected a pope to succeed Benedict XVI. REUTERS/Osservatore Romano (VATICAN - Tags: RELIGION) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS.
صورة من: Reuters

الكردينال الأرجنتيني خورجي ماريو بيرغوليو كان واحدا من 115 كاردينالا اجتمعوا لاختيار الخليفة المائة وستة وستين للقديس بطرس في روما. كان احتمال وصول أي واحد منهم إلى كرسي البابوية ممكناً، لكن وجب عليهم اختيار واحد فقط. واحد من الكرادلة الذين دخلوا الكنيسة السيستينة في الفاتيكان.

وبالنهاية خرج الكاردينال الأرجنتيني من شرفة الفاتيكان الرئيسية كبابا كاثوليكي جديد يحمل أسم فرنسيس الأول، وهو أول بابا من القارتين الأميركيتين، واليسوعي الأول الذي يجلس على كرسي القديس بطرس. وفي أول إطلالة له من الشرفة الرئيسية في منتصف ساحة الفاتيكان، إن الكرادلة الآخرين البالغ عددهم 114 كاردينالا "ذهبوا إلى أقصى العالم تقريبا" بحثا عن زعيم جديد للكنيسة الكاثوليكية. أقصى العالم بالنسبة إلى أوروبا التي جاءت بكل بابوات الكاثوليك الذين حملوا لقب أسقف روما منذ 1300 عام.

القديس فرانسيسصورة من: picture-alliance/dpa

خطة عمل

مسؤولية رأس الكنيسة الكاثوليكية لاتقتصر على ترأس كنيسة يصل عدد إتباعها إلى مليار ومائتين مليون حول العالم. ولا على تركة ثقيلة بسبب فضائح مست الكنيسة خلال الأعوام الماضية. بل على قضايا أخرى، من أهمها مسألة الحوار بين الطوائف المسيحية نفسها، والحوار مع الأديان الأخرى، خاصة الإسلام. ولعل مرور الشرق الأوسط مهد المسيحية، بتغييرات مثيرة خلال الأعوام الماضية، يدفع أيضا بمسيحي الشرق للتساؤل عما سيقدمه البابا الجديد لهم.

الأب إبراهيم فلتس من القدس تحدث لـ DW، مشيراً إلى أهمية تسمية البابا الجديد نفسه بفرنسيس الأول، تيمنا بالقديس فرانسيس الذي عاش في القرن الثاني عشر، والذي تخلى عن ثروته ليحيا حياة الفقراء، بعد أن كان يحيا حياة البذخ والرخاء. قائلا إن التسمية مقصودة. ومضيفا"ننتظر الكثير من البابا الجديد، هذه الأرض (الأرض المقدسة) غالية على كل مسيحي وبكل تأكيد على البابا الجديد. ننتظر أن يكون فرنسيس هو الذي سيغير الأحوال في العالم خاصة داخل الكنيسة. كنا نقول دائما إن العالم الجديد بحاجة إلى فرنسيس آخر، والروح القدس حقق لنا هذه الأمنية في الأمس". مؤكدا على أن اختيار الاسم يعني خطة عمل البابا في المستقبل.

فرنسيس يعني منفتح على العالم، رجل حوار ورجل فرحة وبساطة، حسب قول الأب إبراهيم. الحوار بين الكاثوليكية وبين الطوائف المسيحية الأخرى، التي تختلف مع الكاثوليكية وتتفق معها في أمور كثيرة. الحوار مع الإسلام أيضا، مثلما يوضح الأب شربل شلالا من لبنان بقوله "حوار الأديان لا يعني بأي رب نؤمن فقط ، بل يمتلك مقاييس أخلاقية معينة، أولا احترام المساواة بين البشر. وهذا ما لمسه البابا الجديد ككاردينال في الأرجنتين. ثانيا مسألة الالتزام تجاه الفقر بين الناس، خاصة في الشرق".

الكردينال الأرجنتيني خورجي ماريو بيرجوليوصورة من: picture-alliance/AP Photo

"الحوار يخدم الإسلام"

على الطرف الآخر يقول الشيخ محمد طارق، أمين فتوى طرابلس، إن انتخاب البابا الجديد بالمواصفات التي تحدث عنها الإعلام هو أمر ايجابي يدفع للحوار بين الإسلام والمسيحية. إذ يعتقد أن من الممكن أن يكون خلال الحوار تأكيد أكثر عمقا ووعيا على القيم الدينية، التي هي أساس القيم الإنسانية العامة، والتي يؤمن بها جميع أتباع الديانات. ويضيف" العالم بذلك يقترب أكثر من التفاهم والسلام والحوار الراقي ويتيح لنا أكثر كمسلمين أن نبين ديننا العظيم ورسالة نبي السلام وما جاءت به من خير. أتوقع مع البابا الجديد دفع بهذا الاتجاه بشكل أسلس وابعد وأعمق". ثم يشير بقوله"وإذا كان اختيار الاسم يهدف إلى ذلك، فهذا من حيث الشكل أمر مريح جدا، له دلالته التاريخية ويراد منه تكرار التجربة الايجابية على حساب العنف".

ومن المعروف أن القديس فرنسيس جاء إلى الأراضي المقدسة عام 1214 مع الحملة الصليبية الخامسة، وذهب حينها إلى السلطان الكامل وطلب السلام. الأب إبراهيم فلتس يقول عن ذلك "ذهب إلى العدو لكن ليس كمقاتل رغم أنه قد جاء مع حملة صليبية". ويؤكد الشيخ محمد طارق على أن المسلمين يريدون العيش مع البقية بسلام على هذه الأرض "نريد أن نتجنب العنف الأهوج والاندفاع الطائش غير الواعي بين البشر ليحل محله التحاور الفكري بكل حرية وتجرد وبكل موضوعية فهذا يخدم الإسلام أكثر".

الشرق، مهد الأديان التوحيدية الثلاثصورة من: picture-alliance/ dpa

روما والشرق

أما عن مدى اهتمام البابا الجديد بمسيحي الشرق فأن الأب إبراهيم من القدس يحذر من خطورة الهجرة المسيحية من الشرق خاصة في العراق وسوريا ولبنان ومصر. مؤكدا بقوله إن "فرنسيس أحب الشرق. جاء إلى مصر، فلسطين وسوريا وأعتقد أن البابا الجديد سيتجه إلى الشرق أيضا". لكن الأب شربل من لبنان يشير إلى أن البابا فرنسيس لن يأتي بالجديد تجاه مسيحي الشرق، بل أنه سيكمل ما بدأه نظراءه السابقون. لكنه يبدو متفائلا جدا بوجود بابا يسوعي على رأس السلطة الكاثوليكية "بابا يسوعي يعني الكثير، فاليسوعيون يعيشون الواقع المسيحي بالشرق من خلال تواجدهم في مصر ولبنان وفلسطين وسوريا. ولهذا أتصور أنه سيكون هناك نَفَسٌ جديدُ في التعامل مع الشرق".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW