الشعاب المرجانية في الحاجز المرجاني العظيم بأستراليا في خطر
٨ أغسطس ٢٠٢٤
ارتفعت درجات حرارة المياه في الحاجز المرجاني العظيم ومحيطه في أستراليا إلى أعلى مستوياتها منذ 400 عام على مدار العقد الماضي، ما يعرض أكبر شعاب مرجانية في العالم للخطر، حسب دراسة حديثة.
إعلان
أفادت دراسة علمية نُشرت الأربعاء (السابع من أغسطس/آب 2024) في مجلة "نيتشر" العلمية أنّ درجة حرارة المياه سجلت أعلي ارتفاع لها في الحاجز المرجاني العظيم الشهير في أستراليا في السنوات العشر الأخيرة، لأول مرة منذ 400 عام.
وارتفاع درجة حرارة المياه هو على الأرجح نتيجة للتغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.
وبحسب الدراسة ارتفعت درجات الحرارة درجة مئوية واحدة كل سنة منذ العام 1960، لكنّها كانت مرتفعة بشكل خاص خلال الموجات الأخيرة من "ابيضاض المرجان"، وهو يعني ارتفاع درجة حرارة المياه، ما يؤدي إلى تغير اللون.
ويُعدّ الحاجز المرجاني العظيم أكبر بنية حية في العالم الذي يضم تنوّعاً بيولوجياً غنياً جداً مع أكثر من 600 نوع من المرجان و1625 نوعاً من الأسماك.
أما ظاهرة نفوق المرجان والتي تنعكس من خلال تغيّر لونه، فناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الماء، مما يؤدي إلى هجرة الطحالب التكافلية التي تعطي المرجان لونه الزاهي. وفي حال استمرّ الارتفاع في درجات الحرارة، يتحوّل المرجان إلى اللون الأبيض وينفق.
هل يمكن إنقاذ الحاجز المرجاني العظيم؟
04:15
تأثير الاحترار المناخي
وأبدت الباحثة المتخصصة في المناخ في جامعة ولونغونغ الأسترالية هيلين ماكغريغور، "قلقاً بالغاً" بشأن الارتفاع "غير المسبوق" في درجات حرارة المياه. وأضافت أنّ هذه التغييرات، بحسب ما نشهده حتى اليوم، تحدث بسرعة كبيرة جداً لدرجة عدم قدرة الشعاب المرجانية على التكيّف معها، وهو ما يهدد بالفعل هذه البنية الحية.
وقال رئيس قسم المحيطات لدى الصندوق العالمي للطبيعة في أستراليا ريتشارد ليك، في حديث إلى وكالة فرانس برس، أنه „في الوقت الحالي، نلاحظ أنّ الشعاب المرجانية تقاوم"، لقد تعافت من حلقات الابيضاض السابقة، ولكن في مرحلة ما سوف تتبدّد المرونة".
وأضاف أنّ "الشعاب المرجانية هي أول نظام بيئي في العالم يواجه تهديداً بسبب التغير المناخي". وأشار ريتشارد "نأمل ألا يقف العالم مكتوف الأيدي ويسمح بحدوث ذلك، ولكنّ الوقت يداهمنا".
وفي حزيران/يونيو، طلبت اليونسكو من أستراليا اتخاذ تدابير "عاجلة" لحماية الحاجز المرجاني العظيم، ولا سيما من خلال اعتماد أهداف مناخية أكثر طموحاً. وتريد اليونسكو من كانبيرا أن تقدّم في أوائل عام 2025 عرضا محدّثا لجهودها من أجل حماية المرجان والحفاظ عليه، لكنّها لم توص بوضع الموقع على قائمتها للتراث العالمي المعرض للخطر. واستثمرت أستراليا نحو 3,2 مليار دولار لتحسين نوعية المياه، والحدّ من آثار التغير المناخي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
لكنّ أستراليا التي تعدّ أحد أكبر مصدّري الغاز والفحم في العالم، لم تحدّد إلا في المرحلة الأخيرة أهدافاً للوصول إلى الحياد الكربوني.
ن.ف.د (أ ف ب، روتيرز)
في صور..غالاباغوس - حماية جنة تحت الماء
تطالب منظمة البيئة غرينبيس بمزيد من الحماية للعالم البحري الفريد حول جزر غالاباغوس في الإكوادور. وسيُمكن اتفاق الأمم المتحدة بشأن أعالي المياه من إنشاء منطقة محمية - ولكن العمل على هذه المطالب يستغرق الكثير من الوقت.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
حماية أكبر للمحيطات
تطالب منظمة البيئة غرينبيس بمزيد من الحماية للتنوع البيولوجي الفريد في المحيطات القريبة من جزر غالاباغوس. المنطقة المحمية الموجودة بالفعل حول هذا الأرخبيل الذي ينتمي إلى الإكوادور، والذي يبعد حوالي 1000 كيلومتر عن البر الرئيسي، هي تراث عالمي لليونسكو وينبغي، بحسب غرينبيس، توسيعها بشكل كبير لحماية المحيطات وكائناتها.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
جنة زرقاء
في المياه المحيطة بالجزر الثلاثة عشر في الأرخبيل، يوجد حوالي 3000 نوع مختلف من الكائنات البحرية، بما في ذلك أسود البحر وسلاحف البحر وأسماك القرش من فصيل المطرقة. وخارج المنطقة المحمية التي تبلغ مساحتها 198,000 كيلومتر مربع، والتي تغطي بالفعل 97 في المائة من مجموعة الجزر و 99 في المائة من مياهها، يهدد صيد الأسماك في المياه العميقة حياة الكائنات البحرية.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
المياه الدولية
غواصة بحرية بعيدة التحكم تابعة لبعثة بحثية تابعة لغرينبيس تغوص في أعماق البحر. وتطالب غرينبيس الحكومات بتنفيذ اتفاقية المحيطات العالية التي تم اعتمادها من قبل الأمم المتحدة في مارس 2023. وتتيح هذه الاتفاقية إنشاء منطقة محمية طبيعية في المياه الدولية. ومع ذلك، لم يدخل الاتفاق حتى الآن حيز التنفيذ بسبب عدم المصادقة عليه من قبل عدد قليل من الدول.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
طائر البطريق غالاباغوس
توجد العديد من أنواع الحيوانات على جزر غالاباغوس حصرًا هناك، وبالتالي فهي نادرة للغاية ويتعرض وجودها في كثير من الأحيان للتهديد بسبب الأمراض أو الكائنات الحية التي تم نقلها إلى هناك. وعلى سبيل المثال يُعتبر طائر البطريق غالاباغوس أندر أنواع البطاريق في العالم - ويتمثل تهديده في درجة عالية. على الأقل وفقًا للتعدادات التي أُجريت في عام 2022، يبدو أن عدد الحيوانات وعدد الصغار يزداد مرة أخرى.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
تهديد: البشر
أصبحت السياحة على جزر غالاباغوس الآن المصدر الرئيسي للدخل. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تضاعف عدد الزوار. وفي الوقت نفسه البشر الذين يهاجرون إلى الجزر هم أكبر تهديد للنظام البيئي الفريد للمجموعة الجزر النائية.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
منطقة محمية
تُعتبر المنطقة المحمية البحرية المحيطة بجزر غالاباغوس "أحد أفضل أمثلة الحماية البحرية المطبقة"، وفقًا لروث راموس من غرينبيس. وتم توسيعها بشكل كبير في عام 2020 لربط الجزر المتناثرة وحماية مسارات التنقل السنوية للكائنات البحرية بشكل أفضل. ومع ذلك، فإنها استثناء، بحسب راموس: "ثلاثة في المئة من المحيطات محمية بشكل كامل أو بشكل كبير".
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
أعماق مجهولة للمحيطات العالمية
٦٠ في المئة من المحيطات تقع في المياه الدولية ولا يمكن تحديدها كمناطق حماية وطنية.واستغرقت الأمم المتحدة ١٥ عامًا حتى توافقت على شروط اتفاقية المحيطات العالية التي يجب أن تسد هذه الفجوة. يجب على مجموعة من الدول تصل إلى ٦٠ دولة التصديق على الاتفاقية لتطبيقها، ولكن حتى الآن فقط بالاو وتشيلي قامتا بذلك.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP
الحماية الدولية للمحيطات
الحيوانات ليست مقيدة بالحدود الوطنية، فكثير منها يتبع مسارات هجرة طويلة للوصول إلى أماكن التعشيش والتفقيس والتغذية. ويأمل نشطاء البيئة في تنفيذ اتفاقية المحيطات العالية بحلول عام 2025. وتقول روث راموس إن حكومات الإكوادور وبنما وكولومبيا وكوستاريكا قد اتخذت بالفعل "خطوات مشجعة" نحو حماية المحيطات.