توصل الباحثون إلى طريقة تحليل جديدة تعتمد على شعر الإنسان لتحديد جنسه ومعرفة معلومات عن حياته قد تكون أكثر فعالية من الحمض النووي. وما تزال الأبحاث قائمة للوصول إلى خيوط تقدم معلومات تفصيلية أكثر من خلال هذه التقنية.
إعلان
يسعى باحثون أمريكيون في علم الكيمياء للاعتماد على عينة من شعر الإنسان لمعرفة سنه وجنسه، ذكر أم أنثى، ونوعية غذائه وأسلوب حياته بدقة. ويستخدم الباحثون في ذلك ما يعرف بتحليل النظائر. وقال فريق الباحثين الأمريكيين تحت إشراف جلِن جاكسون، في منتدى الجمعية الأمريكية لباحثي الكيمياء اليوم (الأربعاء 5 أبريل/ نيسان) في سان فرانسيسكو إن هذه الطريقة تتميز كثيراً عن تحليلات الحمض النووي لأنها تكشف المزيد من المعلومات عن أسلوب حياة الإنسان. وأضاف الباحثون أنه "يمكن أن يكون هناك توأمان متماثلان جينيا، وفي حالة إذا كان أحد هذين التوأمين بدينا والآخر معتدل القوام فإنه ربما استطاعت طريقتنا قراءة هذا الفرق من خلال الشعر". غير أنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابة فيما يتعلق بهذا الأسلوب العلمي حسبما رأى خبراء ألمان أيضا. وقال فريق الباحثين الكيميائيين تحت إشراف جاكسون من جامعة ويست فيرجينيا إنهم نجحوا في استخدام عينات من شعر 20 امرأة لمعرفة مؤشر كتلة الجسم بدقة 80 في المائة لأصحاب هذه العينات. وأوضح الباحثون أنهم نجحوا في تجربة أخرى شملت 20 عينة رجل وامرأة في تحديد جنس صاحب عينة الشعر (ذكر أم أنثى) وأن نسبة دقة النتائج بلغت 90 في المئة. ولكن كيف تتم هذه التقنية المستخدمة في تحليل الشعر؟
كيف يتم التحليل؟
يركز الباحثون خلال هذا التحليل على عناصر توجد في جزء الكيراتين من الشعر. من هذه العناصر الكربون والنتروجين الموجودان في الشعر بأشكال مختلفة وهو ما يسميه الخبراء بالنظائر. وباختلاف التغذية وأسلوب الحياة تختلف نسب نظائر عنصر ما. ويمكن الاعتماد على نسب العديد من هذه النظائر في وضع ما يمكن اعتباره بصمة أصابع تختلف باختلاف الشخص. يقول خبراء الطب الشرعي بجامعة هايدلبرغ الألمانية إن هذه البادرة العلمية لباحثي الكيمياء الأمريكيين "ذات وجاهة" ولكنها تظل محل شك في ضوء قلة عدد العينات التي خضعت للتجارب، وقلة التفاصيل، وعدم توفر مقارنات كافية بالسمات الحيوية للأشخاص الخاضعين للتجربة.
وقالت كاترين ين، من معهد الطب الشرعي والطب المروري في هايدلبرغ إن المعلومات التي حصل عليها خبراء الطب الشرعي عن تحليل النظائر والتحليل السُمي للشعر حتى الآن لا تزال تسمح بمساحة للشك في إمكانية الاعتماد على هذه التحليلات قريباً للحصول على معلومات بالدقة التي يجب توفرها في التحقيقات الجنائية. حيث أن تحليل الحمض النووي في الشعر لا يزال ضعيفاً، ولأن الشعر سرعان ما يتعرض للتقصف بسبب أحوال الطقس على سبيل المثال، فإن الباحثين يحاولون تصنيف الشعر على أساس قاعدة أكثر المراكز البروتينية تميزاً لدى الإنسان؛ وذلك لأن البروتينات أكثر قوة ومتانة من الحمض النووي. وهناك فكرة أخرى مستخدمة في علم الأحياء الجزيئي، إذ يحاول باحثو هذا المجال الحصول من تغيرات خاصة في ضفائر الحمض النووي على خيوط تقودهم لمعرفة العادات المعيشية لصاحب العينة، حسبما أوضح مارك بارتل من جامعة هايدلبرغ. ويجري علماء الطب الشرعي في جامعة ميونخ أبحاثاً منذ فترة طويلة لمعرفة الأصل الجغرافي للمتوفى من خلال تحليلات النظائر الخاصة بشعره. وتستخدم عينات الشعر في الطب الشرعي بألمانيا حالياً لمعرفة ما إذا كان صاحب العينة قد تعاطى مشروباً كحولياً أو مخدرات أو عقاقير من نوع ما حتى وإن مرت شهور على هذا التعاطي.
ر.ض/ ط.أ (د ب أ)
التدخين يضع بصمته في الجينوم الوراثي
اكتشف باحثون أن تدخين علبة سجائر في المتوسط كل يوم يؤدي إلى 150 تحورا في كل خلية سنوياً. وكل تحور مصدر محتمل لـ "أضرار جينية" قد تؤدي للإصابة بالسرطان. يشار إلى أن السرطان يحدث نتيجة تحور في الحمض النووي للخلية.
صورة من: Getty Images
أظهرت دراسة نشرت في دورية ساينس (العلوم) الخميس 2016.11.03 علاقة مباشرة بين عدد السجائر التي يدخنها المدخن على مدار حياته وعدد التحورات في الحمض النووي للأورام السرطانية. يشار إلى أن التشخيص المبكر يقي من السرطان بنسبة 50%. والتدخين سبب خُمْس حالات السرطان. وهذا لا يقتصر على سرطان الرئة بل يتعداه إلى أنواع أخرى من الأورام الخبيثة. التدخين هو السبب الأكثر شيوعا للتسبب بالسرطان لكنه ليس الوحيد.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة تأتي في المرتبة الثانية في التسبب بالسرطان، بسبب ارتفاع مستوى هرمون الإنسولين في الجسم والذي يزيد من خطر جميع أنواع السرطان تقريبا، وخاصة سرطان الكلى والمرارة والمريء. وتتراكم الهرمونات الجنسية بشكل متزايد في الأنسجة الدهنية للنساء البدينات مما يسهل الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
الناس قليلو الحركة يزداد لديهم احتمال الإصابة بالسرطان. وتشير الدراسات إلى أن الحركة والرياضة تمنعان نشوء الأورام الخبيثة، وذلك لأن النشاط البدني يقلل مستوى هرمون الأنسولين ويمنع السمنة. وليس من الضروري أن تكون الحركة الرياضة عالية الأداء: فالمشي الاعتيادي -أو ركوب الدراجات- يُحدِث فرقاً كبيراً!
صورة من: Fotolia/runzelkorn
الكحول مادة مسرطِنة. وهو يشجع نشوء أورام خبيثة في تجويف الفم ومنطقة البلعوم والمريء. الجمع بين التدخين والكحول خطير للغاية: فهذا يزيد خطر الإصابة بسرطان بمائة مرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللحوم الحمراء قد تسبب سرطان الأمعاء، وخصوصاً لحم البقر ولحم الخنزير بدرجة أقل، حيث يزداد احتمال الإصابة بالسرطان إلى مرة ونصف المرة. وعلى العكس من ذلك، السمك يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia
عند شواء اللحوم تنشأ مواد مسببة للسرطان، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي أدت إلى أورام في دراسات على الحيوانات. لكن ذلك لم يتم إثباته بعد على البشر. وربما يكون استهلاك اللحوم هو السبب، وليس طريقة إعداد اللحم.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنُّب الوجبات السريعة، واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار والألياف يساعد على منع السرطان. النظام الغذائي الصحي يقلل من خطر السرطان بأكثر من 10 في المائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض لكثير من الشمس يضر بصحة الإنسان. فالأشعة فوق البنفسجية في أشعة الشمس تخترق الحمض النووي وتغيره. والنتيجة قد تكون سرطان الجلد. توجد دهانات واقية من أشعة الشمس. ولكن تغير لون الجلد يعني أنه قد تلقى الكثير من الإشعاع الشمسي.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يتسبب بالسرطان إذا زاد الإشعاع عن حده. فالأشعة السينية تسبب تغيرات وطفرات في الجينات الوراثية. التصوير الاعتيادي بالأشعة السينية أقل ضرراً من التصوير الطبقي المحوري. لذلك ينبغي الذهاب إلى التصوير الطبقي المحوري إذا وُجِدَت أسباب وجيهة لذلك فقط. أما التصوير بالرنين المغناطيسي فهو لا يؤذي.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
الالتهابات قد تسبب السرطان، مثلاً فيروس الورم الحليمي البشري قد يسبب سرطان عنق الرحم. كما أن فيروسات التهاب الكبد من النوع B و C يمكن أن تسبب تغيّر خلايا الكبد. بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (في الصورة) قد تستقر في المعدة وقد تكون سببا في الإصابة بسرطان المعدة. بإمكان الإنسان تطعيم نفسه ضد العديد من مسببات الأمراض. المضادات الحيوية تساعد في القضاء على بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
صحيح أن حبوب منع الحمل تزيد نوعاً ما من خطر سرطان الثدي. ولكنها في الوقت نفسه تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض إلى حد كبير. وعموما، حبوب منع الحمل تحمي بالتالي أكثر مما تضر، على الأقل فيما يتعلق بالسرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ولكن حتى لو فعل الإنسان كل شيء بالشكل الصحيح فإنه لا يمكن أن يكتسب مناعة ضد السرطان. في نصف جميع حالات السرطان يكون تغير الجينات أو كبر السن هو السبب. أورام الدماغ بشكل خاص تنشأ من دون تدخل خارجي. ع.م