الشفافية الدولية: صعود "الشعبويين" قد يغذي الفساد في العالم
٢٥ يناير ٢٠١٧
ذكرت منظمة الشفافية الدولية في تقرير مؤشر الفساد السنوي أن الحركات الشعبوية التي تكتسب زخما في أمريكا وأوروبا وغيرهما ستعرقل الجهود المبذولة من أجل مكافحة الفساد. وظهرت دول عربية بين الدول الأكثر فسادا في العالم.
إعلان
قالت منظمة الشفافية الدولية اليوم الأربعاء (25 من يناير/ كانون الثاني 2017) إن تنامي مستويات الفساد والظلم الاجتماعي وفر بيئة خصبة لصعود السياسيين الشعبويين في 2016. وأضافت أن زعماء شعبويين كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشحة الرئاسية الفرنسية مارين لوبان دأبوا على الربط بين "النخبة الفاسدة" وتهميش الطبقة العاملة. لكنها قالت إن الأحزاب المناهضة لمؤسسات الدولة تفشل بشكل عام في مكافحة الفساد بمجرد وصولها للسلطة.
وقالت المنظمة غير الحكومية، التي يوجد مقرها في برلين في بيان مع نشر تقريرها الجديد عن الفساد في العالم إن "سنة 2016 كشفت أن الفساد في النظام العالمي والتفاوت الاجتماعي يعززان بعضهما ويؤديان الى الاستياء الشعبي" وأضافت "لكن الشعبوية هي العلاج الخاطىء". وقال مدير الأبحاث في المنظمة فين هاينريش إن "الدول التي تنصب قادة شعبويين يميلون إلى الاستبداد، تتراجع فعليا في التصنيف" الذي تضعه المنظمة.
وتشير المنظمة في هذا الإطار إلى تركيا الرئيس رجب طيب أردوغان، التي انتقلت خلال عام من المرتبة 66 إلى المرتبة 75، والمجر بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، التي أصبحت في المرتبة السابعة والخمسين، بعدما كانت في المرتبة الخمسين.
وقال رئيس منظمة الشفافية الدولية خوسيه أوجاز "في البلدان التي يحكمها قادة شعبويون أو مستبدون، غالبا ما نرى تراجع الديمقراطيات ونمطاً مزعجاً من محاولات تضييق الخناق على المجتمع المدني والحد من حرية الصحافة وإضعاف استقلالية القضاء". وأضاف أوجاز "فقط عندما تكون هناك حرية تعبير وشفافية على صعيد جميع العمليات السياسية ومؤسسات ديمقراطية قوية، يستطيع المجتمع المدني والإعلامي محاسبة من هم في السلطة ومن ثم تتم مكافحة الفساد بنجاح".
وجاء في التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية، والذي صدر أمس الثلاثاء، أن قطر شهدت أكبر تراجع في الثقة عام 2016 بعد فضائح تتعلق بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وتقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان. وحل الصومال في المرتبة الأسوأ على القائمة للعام العاشر على التوالي.
دول عربية بين الأكثر فساداً
وأظهر المؤشر السنوي للشفافية أن 69 في المائة من 176 دولة خضعت لدراسة استقصائية سجلت أقل 50 (نقطة) في مؤشر من صفر إلى 100، على أن يشير الصفر إلى الأكثر فسادا و100 إلى "نظيف جدا". وأظهر التقرير "وجود فساد هائل ومنتشر في القطاع العام حول العالم."
وسجلت الدنمارك ونيوزيلندا أفضل أداء على المؤشر في 2016 وهو 90 تليهما فنلندا التي سجلت 89 ثم السويد وسجلت 88. وجاء الصومال في المركز الأخير وسجل 10 يليه جنوب السودان كأسوأ أداء وسجل 11 ثم كوريا الشمالية وسجلت 12 ثم سوريا التي سجلت 13.
وجاء تصنيف الولايات المتحدة في المرتبة الـ 18 متراجعة بمركزين على تصنيف العام الماضي. وقال أليخاندرو سالاس، المدير الإقليمي لشؤون الأمريكتين بالمنظمة، إن تأثير إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الفساد في البلاد سينعكس في التصنيفات القادمة.
ح.ز/ ص. ش (رويترز، د.ب.أ، أ.ف.ب)
رموز عديدة ومتنوعة - ومناهضة الإسلام القاسم المشترك
لئن تميزت أغلبية الألمان بالانفتاح وحب التنوع الثقافي، إلا أن البعض يرى في التعددية الثقافية والدينية وخاصة في الإسلام تهديدا يجب وقفه. جولة في الرموز التي تستخدمها الحركات اليمينية المتطرفة للتعبير عن مناهضتها للإسلام.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
استغلت الحركات المعادية للإسلام على غرار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) توافد مئات الآلاف من اللاجئين وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان لإثارة الخوف من "غزو المسلمين لألمانيا"، حيث اختارت صورة للمستشارة أنغيلا ميركل يحيط بها السواد وأسفلها شباب ذوو ملامح شرقية يصرخون: "قادمون يا أماه". وفي نهاية كلمة "Mutti" - التي تعني أمي - رُسم بدل نقطة هلال في إشارة إلى الإسلام.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
اليمينيون المتطرفون يرفضون التعددية الثقافية ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية، حيث يحمل أحد المتظاهرين هنا ضمن الاحتجاجات التي نظمتها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) في مدينة دريسدن الألمانية لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
"سكان ولاية سارلاند ضد السلفيين" - شعار يحمله متظاهرون ينتمون إلى حركة "هوليغانز ضد السلفيين"، وهي حركة تأسست من قبل "مثيري الشغب في الملاعب" ضد السلفيين، على حد قولهم، فيما يتهمها مراقبون بأنها مناهضة للإسلام والمسلمين ككل. هذه الحركة التي ذاع صيتها خلال مشاركتها في احتجاجات يمينية متطرفة في مدينة كولونيا عندما اشتبكت مع الشرطة يصنفها بعض المراقبين بأنها حركة عنيفة وذات ميول يمينية متطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مناهضة الإسلام في ألمانيا تتجلى أيضا في رفض البعض لبناء دور عبادة إسلامية مبررين ذلك بخوفهم من اندثار الثقافة الألمانية المسيحية. وما انفكت حركة "من أجل ألمانيا" (برو كولونيا) اليمينية المتطرفة، التي ظهرت منتصف التسعينات، تنظم احتجاجات ضد بناء المساجد، كانت أكبرها خلال عامي 2007 و2008 ضد بناء الجالية التركية لمسجد كبير على الطراز العثماني في مدينة كولونيا الألمانية.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
الشعارات المناهضة للإسلام لم تقتصر على الاحتجاجات اليمينية المتطرفة بل استخدمت أيضا خلال الحملات الانتخابية في الانتخابات المحلية التي شهدتها بعض الولايات الألمانية في مارس/آذار. هذ الملصق الانتخابي للحزب الألماني القومي (النازيون الجدد) يصور ثلاثة أفراد ذوي ملامح أجنبية: إفريقي على اليمين وامرأة محجبة في الوسط ورجل شرقي بعمامة وشارب طويل على بساط من الريح وكتب عليه "رحلة طيبة إلى أوطانكم".
صورة من: DW/M. El-Maziani
معاداة المسلمين من قبل اليمينيين المتطرفين في ألمانيا ليست جديدة وإن كانت ضمن معاداة الأجانب بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية. وقد كان الأتراك - أكبر جالية أجنبية ومسلمة بألمانيا - هدف الاعتداءات العنصرية، على ما تظهر هذه الرسوم والكتابات على أحد الجدران التي يعود تاريخها إلى عام 1992: حيث يصور ثلاثة أشخاص، أحدهم يمسك بعصا أو آلة حادة وهو يلاحق الآخرين وقد كتب عليها: "ارحلوا أيها الأتراك".
صورة من: Imago/Sommer
بعض أنصار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" فضل خلال أحد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة دريسدن الألمانية رفع الصليب في إشارة إلى المسيحية، الدين الذي تنتمي إليه الأغلبية في ألمانيا - للتعبير عن رفضهم للإسلام والمسلمين.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
كثيرا ما يحمل أنصار الحركات المناهضة للإسلام والمسلمين على غرار "برو كولونيا" أو "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) العلم الألماني لتأكيد رفضهم لكل ما لا ينتمي لألمانيا - متناسين أن هناك ألمانا من أصول عربية وتركية وغيرها وذوي انتماءات دينية متعددة يدينون أيضا بالولاء لألمانيا.