في الوقت الذي تتوافد فيه أفواج الشّيعة العراقيين إلى العاصمة بغداد لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، تتوالى سلسلة من الإنفجارات لليوم الثاني على التّوالي رغم الإجراءات الأمنية المشدّدة. ففي حيّ الكاظمية في شمال بغداد انفجرت اليوم الخميس (16 يوليو/تموز) عبوة ناسفة أصابت ما لا يقلّ عن ثمانية عشر شخصا من الزوّار بجروح بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية "أصوات العراق". يأتي ذلك عقب انفجارين منفصلين هزّا أمس الأربعاء العراق وأسفرا عن مقتل 11 شخصا على الأقّل وإصابة أربعة 34 آخرين، أحدهما نفذه انتحاري واستهدف الشرطة في الرّمادي بغرب بغداد. في حين، استهدف الانفجار الثاني مجلس عزاء في مدينة الصّدر في شرق العاصمة مساء الأربعاء.

ويستمر توافد آلاف الشّيعة مشيا من مدن وسط العراق وجنوبه إلى مرقد الإمام موسى الكاظم، سابع أئمّة الشّيعة الاثني عشر لإحياء ذكرى وفاته، التي تصادف السبت المقبل. ويُعدّ مرقد الإمام الكاظم من ضمن أبرز العتبات، التي يُقدّسها الشيعة في العالم مع مرقد الإمام علي في النجف وضريح الإمام الحسين في كربلاء والإمام العسكري في سامراء.

القوّات العراقية تتولّى لوحدها مهمّة الحفاظ على الأمن

من جهتها، شدّدت قوات الأمن العراقية من الإجراءات الأمنية لحماية الزوار، تمثّلت في منع سير الدرّاجات النارية وعربات البضائع ونشر الشرطة والجيش في الطّرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد. كما نشرت السّلطات العراقية الآلاف من قوات الجيش والشرطة في الشوارع على شكل دوريات ثابتة ومتحرّكة إضافة إلى نصب نقاط التفتيش وأخرى فوق أسطح البنايات العالية، خاصة في محيط حيّ الكاظمية تحسّبا لأي طارئ. وبالتّالي تتولّى قوات الأمن العراقية لوحدها لأوّل مرّة منذ عام 2003 مهمّة السّهر على الأمن خلال إحياء الشيعة لذكرى وفاة الإمام الكاظم. يأتي ذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن في 30 حزيران/ يونيو الماضي في إطار ترتيبات الانسحاب الكامل من العراق أواخر عام 2011 .

(ش.ع / أ.ف.ب / د.ب.أ / رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي