اوردت صحيفة "دي فيلت" اليوم السبت ان الرهينة الالمانية السابقة في العراق سوزان اوستوف عملت لفترات متقطعة حتى ايار/مايو 2005 لمصلحة الاستخبارات الخارجية الألمانية. ونقلت الصحيفة عن مصادر "واسعة الاطلاع" ان الاستخبارات الألمانية أوقفت هذا التعاون اثر مؤشرات على ان اوستوف مهددة من جانب تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة الارهابي ابو مصعب الزرقاوي. وكانت أوستهوف قد قالت في شهر اكتوبر/ تشرين الأول الماضي أنها تلقت تهديدات مباشرة، الامر الذي استدعى الاستغناء عنها

نقل معلومات عن الوضع في العراق

مهمة اوستهوف، حسب الصحيفة المذكورة، كانت نقل تصوراتها وتحليلاتها بين الحين والآخر عن الوضع في العراق، وذلك على ضوء معرفتها الجيدة بالبلد وبلغة أهله. وكانت تحصل على معلومات مسبقة عن الأشخاص الذي تلتقي بهم من قبل موظفي المخابرات الألمانية، الا أنها لم تكن يوما موظفة رسمية في الجهاز، وانما قامت بعملها مقابل مبلغ من المال لم تأت الصحيفة على ذكر حجمه. وبعدما تم انهاء عملها، كانت لها اتصالات شخصية فقط مع أحد العاملين في المخابرات الالمانية، حيث انها كانت تبيت عنده بين الحين والآخر، وذلك على حد قول الصحيفة.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية (ddp) قد قالت في وقت سابق اعتمادا على مصادر أمنية مطلعة أن أوستهوف عملت لصالح المخابرات الألمانية. وحسب تلك المصادر فقد تم إيقاف كافة أشكال التعاون معها، وذلك "لأنه لم يكن بالامكان الاعتماد عليها نظرا لقيامها بعمل ما كانت تريده وما تراه مناسبا وليس ما كان يطلب منها." يذكر ان المتحدث الرسمي باسم المخابرات الألمانية رفض التعليق تماما على هذه الأنباء.

(ddp): خمس ملايين من أجل اطلاق سراحها؟

وأوردت وكالة الانباء الالمانية (ddp) أيضا أن الحكومة الألمانية دفعت فدية قيمتها خمسة ملايين يورو من أجل إطلاق سراح أوستهوف. وقد قام أحد موظفي أجهزة المخابرات بنقل المبلغ الى العراق حيث تم دفعه نقدا على شكل أوراق نقدية صغيرة بناء على طلب المختطفين، وذلك على حد ما أوردته الوكالة. يذكر أن الحكومة الألمانية رفضت رفضا باتا التعليق على الأنباء المتعلقة بدفع فدية من أجل اطلاق سراح أوستهوف.

يشار الى أن عالمة الآثار الألمانية سوزان أوستهوف البالغة من العمر 43 عاماً كانت قد اختطفت وسائقها عراقي الجنسية في منتصف الشهر الماضي ديسمبر/ كانون الاول 2005 على أيدي مسلحين مجهولين لم يكشفوا عن هويتهم أو أهدافهم. وتقيم سوزان أوستهوف في العراق منذ حوالي عشر سنوات وهي معتنقة للإسلام وتتكلم اللغة العربية بطلاقة. وفي حينها نشطت الجالية الاسلامية في المانيا من أجل اطلاق سراحها حتى أن رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا الدكتور نديم الياس عرض مبادلة نفسه بالمختطفة الألمانية مؤكدا أن إنقاذ حياتها بالنسبة له مسألة غاية في الأهمية. وأعرب المستشارة الألمانية آنذاك عن تقديرها لموقف مجلس مسلمي ألمانيا الصريح من عملية الاختطاف.