Kulturjournalismus in Europa und in der arabischen Welt, Unterschiede
٧ يوليو ٢٠٠٨ما هي أبرز الفوارق بين الصحافة الثقافية العربية والأوروبية؟ هل يمكن تطبيق التجربة الأوروبية في الصحافة المذكورة على الصعيد العربي؟ ماذا بشأن الفروق بين الصحفيين هنا وهناك؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور دورة تدريبية للصحفيين العرب من الشباب حول الصحافة الثقافية بهدف تمكينهم من تحسين مهارتهم المهنية وصقل خبراتهم. وقد أقيمت الدورة خلال الأسبوع الماضي 29 ولغاية 3 تموز يوليو/ الجاري 2008 في دمشق برعاية معهد غوته ووزارة الخارجية الألمانية.
"أدلجة" الصحافة حاضرة بقوة في الصحافة العربية
تبين أثناء المناقشات التي شهدتها الدورة الاختلاف بين الشرق والغرب في عالم الصحافة. ففي حين يعتمد الشرق لغة الأزهار والرومانسية، يخاطب الغرب بشكل عام العقل أكثر تاركا لغة العواطف جانباً. ومن ناحية الأسلوب فالكتاب في العالم العربي يبوح للقارئ بكل شيء، ولا يتركه يستنتج أو يتفاعل مع القصة، حتى أنه يقدم لها ملخصا في الخاتمة.
أما الكاتب في الغرب فيعطي مساحة للناحية التثقيفية ويترك المجال مفتوحا كي يدفع القارئ للاستنتاج والتفكير في التبعات المحتملة"، كما تقول كارين فينكر، الصحافية والمحاضرة من جريدة نويي زوريشر تسايتونغ السويسرية Neue Züricher Zeitung.
ولعل ما يميز الصحافة الغربية كذلك هو غياب ما يطلق عليه أحيانا مافيات العصابات الإعلامية، "تجربة الصحافة الغربية أغنى من العربية بحكم التراكم الثقافي وحرية التعبير واختيار الصحفي المناسب لوضعه في المكان الأنسب، إضافة إلى إنه لا يوجد ما يسمى أدلجة الصحافة، إذ ترى في نفس الجريدة صفحة للجنس وبجانبها حوار مع رجل دين، أي أن الموضوع هو الذي يفرض نفسه" على حد تعبير فاروق حجي مصطفى، الكاتب في العديد من الصحف اللبنانية والعربية .
ولعل ما يميز الصحفيين في العالم العربي أن " كل واحد لديه رغبة في تغيير واقع الإعلام " كما تقول فينكر وتضيف: " صحيح أن الغربيين تعلموا الكتابة بطريقة أكاديمية أكثر من الطريقة السائدة هنا، لكنهم يفتقدون في نفس الوقت لروح الحماس الموجودة لدى الصحفيين الشباب هنا وهذا ما لامسته أثناء الدورة، إضافة إلى تقبل بعضهم البعض للنقد اللاذع من قبل أحد ما". ويوافق مسعود عكو، كاتب في العديد من مواقع الانترنت، كارين من جهة إن من يريد تعلم الصحافة بطريقة أكاديمية لا بد من إن ينطلق من الغرب، لكن بنفس الوقت لكلتا الصحافتين خصوصياتها".
المقالات الثقافية لدى بعض الصحف العربية حشو كلام
غير أن مشكلة الصحافة الثقافية العربية لا تكمن فقط في التعابير الوردية، بل في الثرثرات والحشوات التي يدور الكاتب حولها إلى ما لانهاية في غالب الأحيان. فقد اعتاد القارئ العربي عموما على مقالات ثقافية تتضمن عبارات من الكلام الشاعري الذي تصعب متابعة مدلوله. "صحيح إن الثقافة وجبة سريعة، غير أنه لا بد من عرض الأفكار بطريقة يتم من خلالها تجنب التكرار وتقديم فائدة للقارئ بدلا من تدويخه بحشو الفقرات بعبارات لا معنى لها كما هو سائد في الكثير من الصحف العربية"، كما تقول الروائية روزا حسن. وتنتقد روزا في الكتابات الثقافية العربية عدم وضوح الفئة التي يتم توجيه الكتابة لها، "فمعظم الكتاب لا يعرفون لمن يكتبون، كما أن لغتهم في الصياغة تختلف حسب الجهة الإعلامية التي يتعاملون معها".
من الصعب تطبيق التجربة الغربية في المجال الثقافي العربي حالياً
أغلب المشاركين أكدوا الاستفادة من الدورة، فعلى حد تعبير عامر مراد، كاتب في جريدة الزمان العراقية "إنها دورة جيدة حصلنا من خلالها على خبرات يحتاج اكتسابها لفترات طويلة". غير أنه بنفس الوقت لا يمكن تطبيق الكثير مما تعرفنا عليه في الصحافة العربية في الوقت الحاضر، لأن القارئ العربي اعتاد على نمط آخر من الكتابة حسب رأي الكثير من المشاركين. بمعنى آخر إن الأسئلة الصحفية الخمسة، من؟ كيف؟ لماذا؟ متى؟ وأين؟ لا تمر مرور الكرام لدى الغربيين بل يتم تفحصها وتدقيقها على أكمل وجه بخلاف الصحافة العربية التي تركز على ثلاثة منها " كما تقول لافا خالد، كاتبة في موقع الجزيرة توك.