"الصحة العالمية" تندد بهجمات إسرائيل على مستشفى بخان يونس
٣ يناير ٢٠٢٤
اتهمت منظمة الصحة العالمية إسرائيل بشن هجمات "غير معقولة" على مستشفى في خان يونس في جنوب قطاع غزة. كما دعت المنظمة لوقف فوري لإطلاق النار، بما في ذلك اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان التدفق السريع للإمدادات الطبية في غزة.
إعلان
ندّد المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالقصف الذي استهدف مقرّاً ومستشفى تابعين للهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، واصفاً هذا القصف بأنّه "غير مقبول". وقال تيدروس في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً) "أنا أشجب الضربات التي استهدفت اليوم مستشفى الأمل الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني".
وأكّد المدير العام أنّ "عمليات القصف التي حصلت اليوم غير مقبولة. النظام الصحّي في غزّة منهار أساساً والعاملون في مجال الصحة والمساعدات يواجهون باستمرار، بسبب الأعمال القتالية، معوّقات في جهودهم الرامية لإنقاذ الأرواح".
وأتى موقف تيدروس بعيد إعلان الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ قصفاً إسرائيلياً استهدف أمس (الثلاثاء الثاني من يناير/ كانون الثاني 2024) لمرتين متتاليتين مقرّه في خان يونس بجنوب قطاع غزة ومستشفى الأمل المجاور له والذي تديره الجمعية ويؤوي حالياً نحو 14 ألف نازح.
هل تستمر حرب غزة في عام 2024؟
28:30
وتؤكد إسرائيلدائما أن حماس تستعمل المدنيين كدروع بشرية كما تستغل المستشفيات والمؤسسات الطبية كمقرات لإخفاء أنشطتها العسكرية. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وأسفر القصف الإسرائيلي، وفق الهلال الأحمر، عن "مقتل خمسة نازحين، من بينهم رضيع لا يتجاوز عمره الأسبوع، وإصابة ثلاثة من بينهم متطوع مستجيب أول". وأعلن المدير العام لمنظمةالصحة العالمية أنّ أفراداً من المنظمة وآخرين من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" تفقّدوا الثلاثاء موقع هذا القصف "حيث شهدوا أضراراً واسعة النطاق ونزوحاً لمدنيين".
وبحسب الهلال الأحمر فإنّ 14 ألف نازح لجأوا إلى مقرّ الجمعية ومستشفى الأمل. وبحسب تيدروس فإنّ "الكثيرين من هؤلاء النازحين غادروا الآن، والباقون خائفون للغاية على سلامتهم ويخططون لمغادرة المكان الذي لجأوا إليه للحصول على ملاذ وحماية".
وشدّد المدير العام على أنّه "بموجب القانون الإنساني الدولي يجب حماية المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في مجال الصحة والأشخاص الذين يبحثون عن الرعاية، في كلّ الأوقات". كما كرّر تيدروس الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار واتّخاذ إجراءات عاجلة لإيصال الغذاء والإمدادات الطبية والمياه إلى المدنيين في غزة.
وأضاف أنّ هؤلاء المدنيين "مضطرون للعيش في ظروف لا توصف من الجوع وانتشار الأمراض ونقص النظافة والصرف الصحي". كما ذكّر المدير العام بأنّه لم يتمّ إخراج سوى "جزء" من سكّان القطاع الذين يحتاجون إلى إخلاء طبّي. وأضاف وزير الصحة الإثيوبي السابق "هذا أمر غير مقبول في ظلّ الكارثة الإنسانية الأليمة التي تتوالى فصولاً منذ ثلاثة أشهر".
ح.ز/ ا.ف (د.ب.أ / أ.ف.ب)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance