وضعت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، اللحوم المصنعة مثل النقانق (السجق)، على قائمة مسببات السرطان لتتساوى بذلك مع التدخين وعوادم الديزل من حيث زيادة مخاطر الإصابة ببعض انواع السرطانات كسرطان القولون.
إعلان
رصد باحثون العديد من الأدلة التي تربط تناول اللحوم المصنعة بالإصابة ببعض أنواع السرطان، لاسيما سرطان المعدة والقولون. ووضعت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، اللحوم المصنعة على قائمة مسببات السرطان كالتدخين ومادة الأسبست المعدنية وعوادم الديزل.
وأوضح الباحثون في نتائج دراستهم التي نشرتها دورية Lancet Oncology المتخصصة، أن عمليات تصنيع اللحوم يمكن أن تتسبب في إنتاج مواد مختلفة تسبب السرطان أو على الأقل هناك شبهات قوية حول إمكانية تسببها في السرطان. ومن بين هذه المواد الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والتي تنشأ من عمليات تدخين اللحوم أو أكسدة أو تجفيف اللحوم لإعداد أنواع اللحوم المحفوظة المتنوعة كالسجق (النقانق) وغيره من اللحوم المصنعة.
وأوضح كورت شترايف من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، نتائج هذه الأبحاث قائلا: "مخاطر الإصابة بسرطان القولون ضئيلة في الحالات الفردية، لكن المخاطرة تزيد مع زيادة الكميات المستهلكة من اللحم المحفوظ".
ويضع الخبراء اللحم الأحمر سواء كان لحم العجل أو الأبقار أو الماعز، ضمن قائمة "مسببات محتملة للسرطان". وتشمل نفس القائمة على مادة الجليفوسات، التي تستخدم كمادة لحماية النباتات من الآفات والتي تتعرض لانتقادات شديدة وهناك مطالب بحظرها. واعتمدت النتائج على تقييم أكثر من 800 درسة تناولت العلاقة بين تناول اللحوم وإمكانية الإصابة بالسرطان، وفقا لتقرير نشرته مجلة "شبيغل" الألمانية.
وأوضح الباحثون أن الأدلة على إمكانية أن تتسبب اللحوم في إصابة الإنسان بالسرطان، محدودة إذ رصدت بعض الدراسات علاقة بين تناول اللحوم وبين الإصابة بسرطان القولون، فيما لم تنجح دراسات أخرى في إثبات هذا الأمر، وفقا لـ " Lancet Oncology".
دور التغذية في الوقاية من السرطان
"عليك بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات"جملة يكررها جميع الأطباء تقريبا، لكن دراسات حديثة أثبتت أن الفواكه والخضروات تقي من السرطان بنسبة بسيطة، إذ تعتمد الوقاية الأكبر على نظام الحياة الصحي وتجنب مسببات السرطان.
صورة من: Elke Dubois/TZS
خلص باحثون في مجال دراسات السرطان، إلى وجود مبالغة في تقييم دور الفواكه والخضروات في مكافحة السرطان، إذ أثبتت دراسة قام بها باحثون بالمركز الألماني لأبحاث السرطان خطأ التوصية التي انتشرت في الماضي والتي تقول إن تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
لكن هذا لا يمنع أن بعض الخضروات والفواكه تحتوي على مواد لها قدرة على عرقلة حدوث السرطان بالجسم، فالبروكلي على سبيل المثال غني بمواد تحد من نمو السرطان.
يحتل التدخين المركز الأول على قائمة مسببات السرطان. ورصد الخبراء تراجعا في احتمالية الإصابة بالسرطان بالنسبة للمدخن الذي يتناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم.
صورة من: Photographee.eu/Fotolia.com
تلعب كمية الطعام أيضا دورا كبيرا في مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل عام وبالسرطان بشكل خاص، ووفقا للدراسات فإن الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، كما أن الإصابة تأتيهم مبكرة مقارنة بغيرهم نتيجة ارتفاع نسبة الإنسولين الذي يحفز نمو الأورام.
صورة من: Fotolia/olly
تزيد تبعات مشكلة السمنة بشكل خاص لدى النساء في سن اليأس، إذ تزيد السمنة من نسبة الهرمونات الأنثوية التي يتم إفرازها في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
تظهر الإحصائيات تراجعا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء في الدول التي لا تشتهر بتناول اللحوم الحمراء كالهند، في حين تزيد النسبة بشكل واضح بين الذين يكثرون من تناول هذه اللحوم ولاسيما لحم العجل. ووفقا للباحث في مجال السرطان والحاصل على جائزة نوبل، هارالد تسور هاوزن، فإن استهلاك اللحوم الحمراء لفترات طويلة من العمر يزيد خطورة الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.
صورة من: anweber - Fotolia
وتأكيدا على هذه البيانات فإن اليابان لم تسجل حتى عام 1975 حالات تذكر لسرطان الأمعاء، لكن معدل الإصابة تضاعف خلال 20 عاما بعد أن بدأت البلاد باستيراد اللحوم الحمراء.
صورة من: KAZUHIRO NOGI/AFP/Getty Images
يحذر البعض من خطورة الشواء بشكل خاص، إذ أن الخشب المستخدم في عمليات الشي يحتوي على مواد كيميائية تزيد من تحفيز ظهور السرطان، لكن ثمة خلافات بين العلماء حول هذه النقطة إذ يرى آخرون أنه لا فرق في طريقة تحضير اللحم على الصحة. (DW/ا.ف)