الصحة العالمية تحذر من تفشي الكوليرا مجددا في اليمن
٣ أغسطس ٢٠١٨
لا يزال اليمن يعيش مآسي الحرب المستمرة منذ أعوام، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن البلاد قد تواجه موجة جديدة من حالات الكوليرا ودعت إلى هدنة لثلاثة أيام لإفساح المجال أمام حملات التلقيح التي تقوم بها منظمات إغاثية.
إعلان
وكأن الحرب بحد ذاتها لن تكفي، ليضيف وباء الكوليرا معاناة جديدة للمدنيين في اليمن الذين يعانون نقصا في كل شيء يخطر على البال. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة (الثالث من آب/أغسطس 2018) أن اليمن قد يتعرض لـ "موجة جديدة كبيرة" من حالات الكوليرا ودعت إلى هدنة في المعارك لثلاثة أيام لإفساح المجال أمام حملات التلقيح.
ويأتي التحذير غداة غارة جوية دامية استهدفت أكبر مستشفى في اليمن في ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون، في حين كانت فرق منظمة الصحة تحضر لحملة تلقيح. حيث اعتبرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي الجمعة أن الهجمات على الحديدة والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى "أمر مروع" ولا يمكن تبريرها، مطالبة بإنهاء الصراع في البلد الفقير.
وأضافت غراندي أن "المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي الإنساني. وليس من الممكن أبداً تبرير هذه الخسائر في الأرواح". وأضافت أن مستشفى الثورة الذي تعرض للغارة "هو الأكبر في اليمن وأحد المرافق الطبية القليلة العاملة في المنطقة. ويوجد به واحد من أفضل مراكز علاج الكوليرا في المدينة". وتابعت "يعتمد مئات الآلاف على هذا المستشفى من أجل بقائهم على قيد الحياة".
غارات على الحديدة والصحة العالمية تدق ناقوس الخطر من موجة جديدة من الكوليرا
02:37
وقال مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في المنظمة بيتر سلامة خلال مؤتمر صحافي في جنيف "لقد واجهنا موجتين كبيرتين من تفشي الكوليرا في السنوات الأخيرة وللأسف الظاهرة التي نلاحظها منذ أيام وأسابيع تفيد بأننا قد نواجه قريبا موجة ثالثة كبرى". وأضاف "ندعو كافة أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتلبية طلب المجتمع الدولي بتهدئة لثلاثة أيام لإلقاء السلاح والسماح لنا بتلقيح المدنيين".
وسجلت في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، أكثر من مليون حالة اشتباه بالكوليرا - بينها 2200 وفاة - منذ اندلاع النزاع بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة سعودية. وأوضح سلامة أن الحملة لتلقيح أكثر من 500 ألف شخص ستبدأ السبت وتنتهي الاثنين.
وصدرت الدعوة هذه بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أنّ الامم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف المتحاربين إلى جنيف في 6 أيلول/سبتمبر، للبحث في إطار عمل لمفاوضات السلام المتوقفة منذ 2016. وتسببت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة أكثر من ثمانية ملايين من سكان البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية. وقالت غراندي في بيانها "لقد فقد الكثير من الناس حياتهم في اليمن، ويجب أن يتوقف هذا الصراع".
ح.ع.ح/ع.ج(أ.ف.ب)
اليمن- قعقعة سلاح وشعبٌ على حافة المجاعة
"أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، هكذا توصف الأوضاع في اليمن. هجمات عسكرية لم تجر وراءها غير ضحايا حرب ومآسي ستنهي عامها الرابع. أزمات إنسانية وسط تنديد دولي يحذر من فداحة الوضع الذي لا يشهد تحسنا ملحوظا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
نهاية حزينة
هي فعلا بقايا منازل، لكنها نهاية زفاف أيضا. الصورة التقطت بعد هجوم نُسب إلى التحالف الذي تقوده السعودية، بالرغم من نفيه لذلك. توالي الهجمات في اليمن يرفع كل يوم سقف ضحايا "الكارثة الإنسانية الأسوأ" في العالم. خراب يتمدد كل يوم إلى مدن جديدة وآمال في الحياة تُجهض بشكل مستمر أمام تنديد دولي بفضاعة الوضع، فضلا عن الأمراض الخطيرة كالكوليرا. الوضع اليوم يتجه نحو "المجاعة"، حسب ما حذرت منه "أوكسفام".
صورة من: picture alliance/abaca
"الحُديدة" تموت؟
"الحديدة" من المدن اليمنية التي لم تقدر على مجاراة الأوضاع بالبلد. هي الأخرى شهدت مواجهات كلفتها آلاف الأرواح والكثير من الخسائر. كما "يتم نشر القوات المسلحة في مدينة الحديدة ويجري حفر الخنادق وإقامة الحواجز، وتتعرض ضواحي المدينة من الجو للقصف، و يتم إسقاط المنشورات التي تدعو إلى الانتفاضة"، حسب منظمة "أوكسفام" الدولية. وهي الآن من المدن اليمنية التي تنحدر نحو المجاعة أيضا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
ألغام
النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين خلف كثير من المآسي نتيجة الأدوات المستعملة في الحرب. ويمكن الوقوف عند الألغام الأرضية التي تسببت في قتل وتشويه مئات المدنيين، وأدت إلى تعطيل الحياة في المناطق المتضررة، كما يُرجح أن تشكل تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بفترة طويلة، حسب تقرير "هيومن رايتس واتش". يُشار إلى أن اليمن طرف في "اتفاقية حظر الألغام".
صورة من: picture-alliance/dpa/STR
عرقلة المساعدات الإنسانية
أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالنزاع المسلح، وفق ما ذكرت المنظمة العالمية لحقوق الانسان. ويزيد من حدة الوضع باليمن خطوات التحالف، كتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون. كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات..
صورة من: picture alliance/dpa/M. Mohammed
نزاع مسلح
أدرجت "هيومن رايتس واتش" الحوثيين والقوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتحالف بقيادة السعودية في "قائمة العار" السنوية لارتكابهم انتهاكات ضد الأطفال خلال النزاع المسلح. وحسب المنظمة فإن قوات الحوثي والحكومة والقوات الموالية لها استخدمت الأطفال كجنود، ويقدر عدد هؤلاء الأطفال بنحو ثلث المقاتلين في اليمن.
صورة من: Getty Images/AFP
هجوم عشوائي!
وفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن قوات الحوثي أطلقت قذائف مدفعية عشوائية بشكل متكرر على المدن اليمنية وجنوب السعودية. وقد استخدم التحالف الذخائر العنقودية، في حين استخدمت قوات الحوثي الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وكلاهما محظور بموجب المعاهدات الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Arhab
جوع وحاجة!
تعاني مناطق عديدة في اليمن، بسبب الحرب، من ندرة الغذاء. فضلا عن قلة المواد الأساسية منها، كالطحين والزيوت النباتية وغاز الطهي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. منظمة "أوكسفام" أشارت إلى أن سعر كيس من الأرز، في الحديدة مثلا، ارتفع بنسبة 350 بالمائة، في حين زادت أثمنة القمح بنسبة 50 بالمائة وزيت الطهي بنسبة 40 بالمائة. المنظمة أشارت إلى الوضع الذي ينحدر بشكل مطرد نحو المجاعة.
صورة من: Reuters/F. Salman
النساء متضررات
تعاني المرأة بشكل خاص من النزاع المسلح في اليمن. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد زاد العنف ضدها بنسبة 63 بالمائة. كما زادت معدلات الزواج القسري والأطفال. فضلا عن هذا تعاني اليمنيات تمييزا شديدا في القانون والممارسة، حسب المنظمة، إذ لا يجوز لها الزواج دون إذن ولي أمرها، ولا تتمتع بحقوق متساوية في الطلاق أو الميراث أو حضانة الأطفال.غياب الحماية القانونية يجعل المرأة عُرضة للعنف الأسري والجنسي.
صورة من: IWMF/Stephanie Sinclair
هروب نحو الأمل...
يفضل يمنيون كثر الخروج من مناطق المواجهات والنزوح نحو أماكن أكثر أمانا. وحسب ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة، فإن أكثر من 121 ألف شخص قرروا النزوح من محافظة الحديدة غربي اليمن فرارا من القتال. كما قال التقرير الصادر عن المنظمة، فإن وتيرة النزوح قد تباطأت من محافظة الحديدة، لكن بعض العائلات التي تستطيع توفير وسائل النقل أو السيارات الخاصة بها ما زالت تغادر المدينة للبحث عن مأوى آمن. إعداد: مريم مرغيش.
صورة من: picture-alliance/afk-images/H. Chapollion