الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود لمواجهة أوبئة جديدة
٦ مايو ٢٠٢٠
فيما ينشغل العالم بكورونا، طالبت منظمة الصحة العالمية بتكثيف الجهود "استعدادا للوباء المقبل". بدوره دعا الاتحاد الأوروبي، حسب وثيقة، لمراجعة شاملة للجهود الدولية لمواجهة كورونا وتقييم الفجوات استعدادا لأي "تفش للأمراض".
إعلان
حضت منظمة الصحة العالمية الأربعاء (السادس من مايو/ أيار 2020) على الاستثمار من دون تأخير في الصحة والوقاية استعدادا لظهور أوبئة جديدة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدانوم غبريسوس "في وقت نجهد للرد على وباء كوفيد-19، علينا أيضا أن نكثف جهودنا استعدادا (للوباء) المقبل".
يأتي هذا في وقت أشارت فيه وكالة رويترز إلى مسودة ستطرح في اجتماع وزراء الصحة بالمنظمة خلال اجتماع افتراضي لجمعيتها العامة عبر الإنترنت في 18 و19 مايو/ أيار، إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم دعاوى إجراء مراجعة للجهود الدولية المبذولة لمواجهة جائحة فيروس كورونا، بما في ذلك أداء المنظمة.
وبحسب المسودة يجب أن يتضمن التقييم الآثار طويلة الأمد على الصحة و"الفجوات في الاستعداد لجائحة كورونا" كما تعيد تذكير الدول الأعضاء وعددها 194 دولة بضرورة الإبلاغ عن أي تفش للأمراض "في وقت مناسب".
وأوضح غبريسوس أن العالم ينفق سنويا سبعة آلاف مليار دولار في القطاع الصحي، أي نحو عشرة في المئة من إجمالي الناتج المحلي للدول، ورغم ذلك فان أكثر من خمسة مليار إنسان لن يتلقوا الخدمات الصحية الأساسية العام 2030، وهذا يشمل المعالجين والأدوية الضرورية والمياه النقية في المستشفيات.
وتابع المدير العالم لمنظمة الصحة العالمية "هذه الثغرات لا تضر فقط بصحة الأفراد والعائلات والمجتمعات، بل تعرض أيضا الأمن العالمي والتنمية الاقتصادية للخطر"، مشددا على ضرورة إقامة بنية تحتية صلبة من آليات العلاج الأولية وأن تكون في متناول السكان. وقال "الوقاية ليست فقط أفضل من الشفاء، بل أيضا أقل كلفة".
واعتبر غبريسوس أنه "إذا كنا قد تعلمنا شيئا من كوفيد-19 فهو أن الاستثمار في الصحة اليوم سينقذ أرواحا غدا. التاريخ لن يحاكمنا فقط على قدرتنا على تجاوز هذا الوباء، بل أيضا على العبر التي اخذناها والخطوات التي قمنا بها".
وذكر بأنه إذا كان الوباء يتراجع في غرب أوروبا، فإنه يواصل تفشيه في مناطق عدة من العالم، وخصوصا حيث النظام الصحي بالغ الضعف وربما غير موجود، مشيرا خصوصا إلى أفريقيا وجنوب شرق آسيا وشرق البحر المتوسط.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
سبعة تغييرات بيئية بسبب فيروس كورونا
تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في الكثير من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم. البيئة أيضاً شهدت تغييرات في الفترة الأخيرة، لكنها للأسف لم تكن جميعها إيجابية.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تحسن جودة الهواء
في ظل توقف معظم العمليات الصناعية في العالم، بدأت جودة الهواء في التحسن بشكل ملحوظ، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية تراجع نسب تركز غاز ثاني أكسيد النيتروجين في العالم، وهو غاز سام ينبعث بصورة رئيسية من عوادم السيارات والمصانع، وأحد أكبر مسببات تلوث الهواء في العديد من المدن.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تراجع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
تسببت أزمة كورونا أيضاً في انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء حول العالم. فبفضل توقف النشاط الاقتصادي بشكل كبير في معظم الدول قلت نسبة انبعاث هذا الغاز كما حدث من قبل خلال الأزمة المالية العالمية في 2008. وفي الصين وحدها قل تركز هذا الغاز في الهواء بنسبة 25 بالمئة بحسب ما نقل موقع "Carbon Brief"، إلا أن هذا الانخفاض من المتوقع أن يكون لفترة مؤقتة حتى عودة النشاط الاقتصادي لطبيعته مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/Construction Photography/plus49
عالم جديد للحيوانات في المدن الخاوية
بينما انعزل البشر في بيوتهم لمحاولة السيطرة على انتشار كورونا، أصبح المجال مفتوحاً أمام بعض الحيوانات لاكتشاف العالم في غيابهم. فقلة الحركة المرورية في الشوارع أنقذت الحيوانات الصغيرة التي بدأت تستيقظ من سباتها الشتوي مثل القنافذ، من الدهس تحت عجلات السيارات. وليس من المستبعد أن البط يتساءل حالياً عن سبب غياب البشر، فنقص فتات الخبز في الحدائق أدى إلى اضطرارها وطيور أخرى للبحث عن الطعام بنفسها.
صورة من: picture-alliance/R. Bernhardt
رفع الوعي بشأن تجارة الحيوانات البرية
يتمنى نشطاء حماية البيئة أن يكون فيروس كورونا سبباً في تقليل تجارة الحيوانات البرية في جميع أنحاء العالم، بعد أن باتت هذه التجارة تهدد العديد من الفصائل بالانقراض. ويرجح علماء أن فيروس كورونا المستجد نشأ في الأصل في أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في ووهان الصينية، التي تعد محوراً للتجارة المشروعة وغير المشروعة لهذه الحيوانات على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Lalit
نظافة المياه
نظافة المياه
بعد أيام من إعلان إيطاليا إجراءات الإغلاق التام، انتشرت صور القنوات المائية من مدينة البندقية، حيث ظهرت المياه نقية دون شوائب للمرة الأولى. يرجع السبب في ذلك إلى قلة حركة المراكب السياحية بعد أن توقف تحريكها للرواسب في مياه المدينة. كما أن قلة سفن النقل في البحار أعطى مجالاً للكائنات البحرية مثل الحيتان للعوم بهدوء وبدون إزعاج.
صورة من: Reuterts/M. Silvestri
زيادة المخلفات البلاستيكية
لم تكن جميع التغييرات البيئية في الفترة الأخيرة إيجابية، فأحد الآثار السلبية للجائحة زيادة المخلفات البلاستيكية بشكل كبير، بداية من القفازات الطبية ومروراً بالعبوات. يرجع السبب في ذلك إلى اتجاه الناس للوجبات الغذائية المغلفة والمعبأة في الوقت الحالي. حتى المقاهي التي كانت تشجع إحضار الزبائن لأكوابهم توفيراً للأكواب البلاستيكية المضرة بالبيئة أوقفت هذه الخدمة خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: picture alliance/dpa/P.Pleul
تجاهل أزمة المناخ
كانت قضية التغير المناخي مطروحة بقوة على الساحة قبل ظهور فيروس كورونا، إلا أنها اختفت منذ بدء الجائحة. لا يعني ذلك أنها صارت أقل أهمية، إذ يحذر الخبراء من تأخير القرارات المهمة المتعلقة بالبيئة، رغم تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي للعام المقبل. وبالرغم من انخفاض الانبعاثات الحرارية منذ بداية أزمة كورونا، إلا أنه من المستبعد أن يكون لهذا التحسن الأثر القوي على المدى البعيد.