"الصحة العالمية" تندد باقتحام الجيش الإسرائيلي لمقرها بغزة
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس في منشور على منصة إكس الاثنين (21 تموز/يوليو 2025) إنّ "مقرّ إقامة طاقم منظمة الصحة العالمية في دير البلح في غزة هوجم ثلاث مرات وكذلك مستودعها الرئيسي".
واقتحم الجيش الإسرائيلي مستودعات ومرافق أخرى تابعة لمنظمة الصحة العالمية خلال تقدمها في قطاع غزة.
وجاء في البيان "دخلت القوات الإسرائيلية المبنى، وأجبرت النساء والأطفال على الإخلاء سيرا على الأقدام نحو منطقة المواصي وسط اشتباكات نشطة". وأضاف أنه "تم تقييد العاملين الذكور وأفراد عائلاتهم وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم ميدانيا وتفتيشهم تحت تهديد السلاح. وتم احتجاز اثنين من موظفي المنظمة واثنين من أفراد عائلاتهم، وتم لاحقا إطلاق سراح ثلاثة منهم، بينما لا يزال أحد الموظفين قيد الاحتجاز". ودعت المنظمة إلى الإفراج الفوري عن الموظف المحتجز قائلة اليوم الثلاثاء (22 تموز/يوليو 2025) إنها لا تعرف أسباب احتجازه.
وقال تيدروس إن المستودع الرئيسي للمنظمة في قطاع غزة، الواقع في دير البلح، قد تعرض أيضا لأضرار يوم الأحد "جراء هجوم تسبب في انفجارات واندلاع حريق بداخله". وأضاف "مع تعطل المستودع الرئيسي واستنفاد غالبية الإمدادات الطبية في غزة، فإن العمليات الصحية في خطر شديد". ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن هذه الحوادث.
في السياق نفسه، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الثلاثاء، بأن الناس في قطاع غزة، "بمن فيهم زملاؤنا، يغمى عليها بسبب الجوع الشديد". وقالت الأونروا، في منشور على حسابها بموقع فيسبوك اليوم، إنهم "يتضورون جوعا". وطالبت الوكالة بـ "رفع الحصار والسماح للأونروا بإحضار الأغذية والأدوية".
وفيات متزايدة بسبب الجوع
وتوفي أربعة مواطنين فلسطينيين، بينهم طفلان، اليوم، نتيجة سوء التغذية في قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بوفاة 23 فلسطينيا، بسبب سوء التغذية في مناطق عدة بالقطاع خلال يومين. وكانت مصادر قالت إن هناك 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أنه يتم التعامل مع مرضى لديهم حالات من الإجهاد وفقدان الذاكرة الناتجة عن الجوع الحاد، والمستشفيات ليس لديها أسرة طبية وأدوية تكفي العدد الهائل من المصابين بسوء التغذية الحاد.
وحذرت وكالة الأونروا، من أن سوء التغذية بين الأطفال دون الخامسة تضاعف خلال الفترة بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران الماضيين، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.
باريس تطلب السماح للصحافة بدخول غزة
ومن جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إسرائيل الثلاثاء إلى السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة المحاصر مع تزايد التحذيرات من مجاعة بعد 21 شهرا من الحرب. وقال بارو في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" من شرق أوكرانيا "أطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها". وجاءت تصريحاته بعدما حذرت وكالة فرانس برس من أن حياة الصحافيين الفلسطينيين المستقلين الذين تعمل معهم في غزة في خطر، وحضت إسرائيل على السماح لهم ولعائلاتهم بمغادرة القطاع المحتل. وعندما سُئل بارو عما إذا كانت فرنسا ستساعد في إجلاء هؤلاء الصحافيين أجاب بأن فرنسا "تعالج هذه القضية". وقال "نأمل بأن نتمكن من إجلاء بعض الصحافيين المتعاونين في الأسابيع المقبلة".
والاثنين دقت مجموعة من الصحافيين العاملين في وكالة فرانس برس، تُعرف باسم جمعية الصحافيين، ناقوس الخطر، وحضّت على "التدخل الفوري" لمساعدة الصحافيين لعاملين مع الوكالة في غزة. ودعا بارو إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بعدما وسّعت إسرائيل الاثنين نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مدينة دير البلح في وسط القطاع. وقال "لم يعد هناك أي مبرر للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة". وأضاف "هذا هجوم من شأنه أن يفاقم وضعا كارثيا قائما، ويتسبب بنزوح قسري جديد للسكان، وهو ما ندينه بأشد العبارات".
تحرير: خ.س