الصحة العالمية توافق على عقارين جديدين لعلاج كورونا
١٤ يناير ٢٠٢٢
في حين يتفشى متحور "أوميكرون" لفيروس كورونا في العالم، وافقت منظمة الصحة العالمية على علاجين جديدين للفيروس، أحدهما لمواجهة الأعراض الحادة لكوفيد، والآخر لكبح خطر دخول المستشفى. والعقاران يحاربان جموح الجهاز المناعي.
إعلان
وافقت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة (14 كانون الثاني/يناير 2022) على عقارين جديدين لعلاج المصابين بكوفيد-19 يضافان إلى مجموعة من الوسائل المتاحة إلى جانب اللقاحات، لدرء خطر الإصابة بعوارض شديدة والموت من الفيروس. وتأتي الأنباء في وقت تغصّ فيه المستشفيات حول العالم بالمصابين بالمتحور أوميكرون، فيما توقعت المنظمة في وقت سابق أن نصف سكان أوروبا سيصابون بحلول آذار/مارس.
وفي توصيتهم التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية "بي إم جي" (BMJ) قال خبراء المنظمة إن عقار التهاب المفاصل "الباريسيتينيب" (baricitinib) المستخدم مع الـ"كورتيكوستيرويدات" لعلاج مرضى كوفيد المصابين بأعراض حادة أو حرجة أدى إلى تحسين نسبة البقاء على قيد الحياة وتقليل الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي.
وأوصى الخبراء أيضاً بالعلاج بالأجسام المضادة الاصطناعية "سوتروفيماب" (Sotrovimab) لمرضى كوفيد الذين يعانون من أعراض غير خطيرة والمعرضين لخطر دخول المستشفى، مثل المسنين والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو أمراض مزمنة مثل مرض السكري. واعتبرت فوائد "سوتروميفاب" للأشخاص غير المعرضين لخطر الدخول للمستشفى غير مهمة. وقالت منظمة الصحة إن فعاليته ضد متحورات جديدة مثل أوميكرون "لا تزال غير مؤكدة".
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance
7 صورة1 | 7
وحتى الآن حصلت ثلاثة علاجات أخرى لمرضى كوفيد على موافقة منظمة الصحة، بدءاً بالـ"كورتيكوستيرويدات" للمصابين بأعراض حادة في أيلول/سبتمبر 2020. والـ"كورتيكوستيرويدات" منخفضة التكلفة وتستخدم على نطاق واسع لعلاج الالتهابات التي ترافق عادة الحالات الحادة.
والعقاران المستخدمان لعلاج مرضى التهاب المفاصل، "توسيليزوماب" (tocilizumab) و"ساريلوماب" (sarilumab)، اللذين أوصت بهما منظمة الصحة في تموز/يوليو، ينتميان إلى عائلة تسمى "مضادات الإنترلوكين-6" (أو مضادات IL-6). وهما يحاربان، مثل الـ"كورتيكوستيرويدات"، جموح الجهاز المناعي الذي يبدو أنه مصدر الأشكال الحادة من كوفيد.
ووفق الإرشادات "عندما يكون الاثنان متوفران يتم الاختيار بينهما بناء على مسائل مثل التكلفة والخبرة السريرية". ووافقت منظمة الصحة على العلاج بالأجسام المضادة الاصطناعية "ريجينيرون" (Regeneron) في أيلول/سبتمبر، وتقول الإرشادات أنه يمكن استخدام "سوتروفيماب" على نفس الفئة من المرضى. وتُحدّث توصيات منظمة الصحة المتعلقة بعلاج كوفيد بانتظام بناءً على البيانات الجديدة من التجارب السريرية.