الصحة العالمية: خطر أوميكرون على العالم "مرتفع للغاية"
٢٩ نوفمبر ٢٠٢١
حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن ظهور متحورة فيروس كورونا الجديدة "أوميكرون" يمثّل خطرا "مرتفعا للغاية" على مستوى العالم، لكنها شددت على أن معدل انتقال العدوى بها ومدى خطورتها لم يتضحا بعد بشكل دقيق.
إعلان
قالت منظمة الصحة العالمية اليوم (الاثنين 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) إن سلالة أوميكرونمن المرجح أن تنتشر على مستوى العالم مما يشكل خطرا عالميا "مرتفعا للغاية"، إذ قد يكون لزيادة حالات كوفيد-19 "عواقب وخيمة في بعض المناطق. وحثت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في توصية فنية للدول الأعضاء وعددها 194 دولة على الإسراع بتطعيم الفئات ذات الأولوية و"التأكد من وضع خطط لتخفيف الأزمات" للحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية.
وقالت المنظمة "أوميكرون به عدد لم يسبق له مثيل من زيادة التحورات وبعضها يثير القلق بالنسبة للأثر المحتمل على مسار الجائحة". وأضافت "تقييم مجمل الخطر العالمي المتعلق بأوميكرون مرتفع للغاية".
ولم يتم حتى الآن تسجيل أي وفيات مرتبطة بأوميكرون لكن المنظمة قالت إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للوصول إلى فهم أفضل لاحتمال تغلب أوميكرون على اللقاحات والمناعة المكتسبة بعد الإصابة. وأضافت أن من المتوقع الحصول على المزيد من البيانات خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت المنظمة "الحالات المتزايدة بصرف النظر عن التغير في شدتها قد تشكل طلبا هائلا على أنظمة الرعاية الصحية وربما تؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات. سيكون التأثير على الفئات الضعيفة من السكان كبيرا لا سيما في البلدان التي تنخفض فيها معدلات التطعيم".
وحصلت منظمة الصحة العالمية على أول بلاغ بالمتحور الجديد يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني من جنوب أفريقيا التي ارتفعت فيها الإصابات بشكل كبير.
وانتشر المتحور الجديد منذ ذلك الحين في الكثير من دول العالم حيث تم اكتشاف حالات جديدة في هولندا والدنمرك وأستراليا وألمانياوفرنسا والبرتغال وغيرها، رغم أن المزيد من الدول فرضت قيودا على حركة السفر في محاولة لعزل نفسها. وقالت اليابان اليوم إنها ستغلق حدودها أمام الأجانب لتنضم بذلك إلى إسرائيل في اتخاذ أشد الإجراءات صرامة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في أحدث توجيهاتها أنه يتعين على الدول استخدام "نهج يستند إلى المخاطر لتعديل إجراءات السفر الدولية في الوقت المناسب". وأضافت أنه سيتم تقديم المزيد من النصائح. وقالت "من المتوقع إصابة الأشخاص المطعمين بلقاحات كورونا بالمتحور الجديد وإن كان بنسبة محدودة".
في سياق متصل، اتفق أعضاء المنظمة أمس الأحد على إطلاق مفاوضات لإنشاء أداة دولية تساهم في الوقاية بشكل أفضل من الجائحة المقبلة ومكافحتها، في خضم الموجة الخامسة من كوفيد. وينبغي لمسودة الاتفاق أن تحصل على المصادقة الرسمية خلال الاجتماع الاستثنائي لجمعية الصحة العالمية الذي يبدأ اليوم الاثنين ويستمر ثلاثة أيام فيما تنتشر المتحوّرة الجديدة لكوفيد-19 أوميكرون في بلدان العالم.
وتنص مسودة الاتفاق على إنشاء "هيئة تفاوض حكومية دولية مفتوحة لكل الدول الأعضاء والأعضاء المنتسبين لصياغة معاهدة أو اتفاق أو أداة دولية أخرى للأمم المتحدة والتفاوض بشأنها تهدف إلى تعزيز الوقاية من الجوائح المستقبلية والاستجابة لها".
والهدف من ذلك هو مناقشة أفضل طريقة لتزويد منظمة الصحة العالمية إطارا قانونيا يمكّنها من مواجهة الأزمات المستقبلية بشكل أفضل. ويتفق كثر على أن القواعد الصحية الدولية الحالية التي توجّه عمل منظمة الصحة العالمية منذ العام 2005، ليست مناسبة للتعامل مع أزمات بحجم كوفيد.
ومن الواضح أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس يؤيد المعاهدة. وقال "إن الفوضى التي سببها هذا الوباء تؤكد فقط أن العالم يحتاج إلى اتفاق دولي متين يفرض القواعد".
وينبغي أن تجتمع هيئة التفاوض الدولية للمرة الاولى في موعد أقصاه الاول من آذار/ مارس من أجل "انتخاب رئيسين مشاركين، مع احترام التوازن بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية، وأربعة نواب للرئيسين يمثل كل منهم واحدة من المناطق الست" التي تنتمي إليها البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. وبعد ذلك سيتعين عليها بدء وضع مسودة أولية لتقديمها خلال اجتماعها الثاني الذي سيعقد في موعد أقصاه الاول من آب / أغسطس. لكن ليس متوقعا إصدار نتائج الهيئة حتى انعقاد جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين في العام 2024، بعد تقرير مرحلي عام 2023.
ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب / رويترز)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.