1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصحراء الغربية.. صراع نصف قرن يقترب من نهايته؟

٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥

الصحراء الغربية تشهد نزاعًا ممتدًا بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، ومع المبادرات الدولية الأخيرة، تتزايد الآمال في الوصول إلى حل سياسي ينهي هذا الصراع الطويل.

بعثة مينورسو في الصحراء الغربية
تريد إدارة الرئيس ترامب حل نزاع الصحراء الغربية خلال 60 يومًا.صورة من: FADEL SENNA/AFP

يتنازع المغرب والجزائرمنذ نصف قرن من الزمن حول الوضع القانوني الدولي للصحراء الغربية. والآن ربما يتم التوصل لحل نهائي لهذا النزاع. فهذا على الأقل هو تصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فقد قال مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنَّه يجري حاليًا محادثات مع الطرفين المغربي والجزائري للتحقق من إمكانية حل النزاع. وحول ذلك قال ويتكوف لشبكة سي بي إس الأمريكية: "يعمل فريقنا حاليًا مع الجزائر والمغرب. وبرأيي سيسود السلام هناك خلال الـ60 يومًا القادمة".

لقد قدّمت المملكة المغربية في عام 2007 خطة تمنح الصحراء الغربية حكمًا ذاتيًا واسع النطاق تحت السيادة المغربية. وحاليًا تتبنى الأمم المتحدة أيضًا هذا الاقتراح. وفي يوم الخميس يناقش مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديد بشأن الصحراء الغربية. وعلى الرغم من أنَّه يتحدث عن زيادة مشاركة جميع الأطراف المعنية في المشاورات - بما فيها الجزائر، جارة المغرب، وعلى وجه الخصوص أيضًا جبهة البوليساريو، التي تسعى إلى استقلال المنطقة. ولكنه يصف في الوقت نفسه نموذج الحكم الذاتي للصحراء الغربية (تحت السيادة المغربية) بأنَّه "الأساس الأكثر مصداقية لحل عادل ودائم للنزاع".

المغرب: "المسيرة الخضراء" نحو الصحراء الغربية سنة 1975صورة من: picture alliance/UPI

نزاع قديم

ونزاع الصحراء الغربية يمتد لفترة طويلة. وهذه المنطقة كانت لفترة طويلة مستعمرة إسبانية. وفي عام 1976 انسحبت إسبانيا من هناك. وقبل ذلك بعام كان المغرب قد أعلن بوضوح عن حقه في المنطقة من خلال تنظيم ما يعرف باسم "المسيرة الخضراء"، التي سار فيها نحو 350 ألف مواطن مغربي إلى الصحراء الغربية.

وتأسست جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) في عام 1973 وهي تقاتل منذ ذلك الحين من أجل استقلال الصحراء الغربية بدعم من الجزائر وتعتبر نفسها ممثلة الأهالي الصحراويين التقليديين هناك. علمَا أنَّ الصحراء الغربية منطقة مرغوبة بسبب ثرواتها المعدنية أيضًا.

قرار مجلس الأمن قد يوفر زخما جديدا

ويقول شتيفن هوفنر، رئيس مكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في الرباط، إنَّ مهلة الـ60 يومًا لا يجب فهمها حرفيًا: "ولكن قرار مجلس الأمن الدولي المرتقب قد يوفر زخمًا جديدًا تستغله الآن أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية، التي تلعب دورًا قياديًا في القرار". وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ الحكومة المغربية تعتقد أنَّ هذا القرار سيتم تمريره في مجلس الأمن، كما يقول شتيفن هوفنر: "وكذلك لقد ألمحت جبهة البوليساريومؤخرًا بشكل غير مباشر إلى إمكانية التعاون مع المغرب أو الاندماج في أراضي المملكة المغربية".

وفي الآونة الأخيرة قدّمت جبهة البوليساريو في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة اقترحًا جديدًا لحل الأزمة سياسيًا، ووصفته بأنَّه بادرة "حسن نية". وتقترح فيه حلًا يتمثل في إجراء استفتاء حول تقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ويقول شتيفن هوفنر إنَّ "هذا يُظهر أيضًا وجود محادثات كثيرة بين المغرب وجبهة البوليساريو".

مخاوف في الجزائر

وفي حوار مع قناة سكاي نيوز عربية، صرح مسعد بولس، وهو كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية والعربية، أنَّ دونالد ترامب قد اعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ضمن إطار مقترح الحكم الذاتي. وأضاف أنَّ "سيادة المغرب على منطقته الصحراوية بالنسبة لترامب وواشنطن مسألة لا رجعة فيها على الإطلاق وغير قابلة للنقاش. نحن نرى بشكل قاطع أنَّ الاقتراح المغربي بشأن الصحراء الغربية هو النهج الأفضل والوحيد القابل للتطبيق".

ولكن على الأرجح أن يزيد هذا الموقف من صعوبة موافقة الجزائر على خطة ترامب. وتقول إيزابيل فرنفلز، وهي باحثة سياسة متخصصة في شؤون الدول المغاربية لدى المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، إنَّ "مصادر جزائرية مطلعة بشكل عام أفادت بأنَّ الجزائر لم تناقش مع الولايات المتحدة الأمريكية ما ستقدمه كخطة سلام إقليمية".

ويسود في الجزائر انطباع واسع النطاق بأنَّ ترامب قد تبنى الموقف المغربي بشكل تام في الصحراء الغربية، كما تضيف: "في ظل هذه الظروف، لا أرى سوى فرصة ضئيلة للنجاح". وكذلك يُعتقد في الجزائر أنَّ القرار الجديد سيفشل في تحقيق الأغلبية اللازمة، ما لم تطرأ تغييرات جوهرية على نص القرار خلال المحادثات التي تطالب بها الجزائر بسرعة في مجلس الأمن.

استعراض عسكري لجبهة البوليساريو عام 2023 بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسهاصورة من: Guidoum Fateh/AP Photo/picture alliance

ويضاف إلى ذلك عاملا آخر، كما تقول إيزابيل فرنفلز: "الجزائر ترى نفسها طرفًا فاعلًا لديه مبادئ ثابتة". وتشمل هذه المبادئ قناعتها بأنَّه يجب على الأمم المتحدة - وليس إدارة ترامب - أن تلعب الدور القيادي في النقاش حول الصحراء الغربية، بحسب تعبير فرنفلز: "ولذلك فعلى الأرجح أن تستمر الجزائر في دعمها مواقف جبهة البوليساريو على الأقل بشكل علني وواضح".

ومن غير الواضح أيضًا ما هي العروض التي يمكن أن تقدمها إدارة ترامب للجزائر في خطتها لحل النزاع، كما تقول فرنفلز: "من المحتمل أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية، التي وقعت في عام 2025 مذكرة تفاهم مع الجزائر لتعزيز التعاون الأمني، بتقديم معدات عسكرية، مع أنَّ مثل هذه العروض ستكون محدودة جدًا في حالة الجزائر".

وسيبقى في المقام الأول ما تعيره الجزائر أهمية تقليدية: أي الاعتراف الدولي بها كلاعب إقليمي ودولي مهم، كما تقول فرنفلز: "لكن يبدو حاليًا أنَّ المغرب يحقق انتصارًا من الناحية الدبلوماسية. وهذا بالذات يُقوّض حاليًا موقف الجزائر وتقييمها الذاتي. وبالتالي على الأرجح أن يكون من الصعب إقناع الجزائريين بإبداء بعض المرونة".

منظر للحدود الجزائرية المغربية بالقرب من مدينة وجدة شرق المغربصورة من: Fadel Senna/AFP/Getty Images

المغرب: نجاحات دبلوماسية

وفي المقابل، تمكن المغرب من تحقيق نجاحات دبلوماسية كبيرة. من بينها إعادة بريطانيا في بداية حزيران/ يونيو موقفها بشأن النزاع وقبولها الخطة المغربية للحكم الذاتي التي تعود لعام 2007 بعد سنين من معارضتها. وفي هذا الصدد صرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بأنَّ الخطة المغربية تُمثل الصيغة "الأكثر مصداقية".

ومثل هذه النجاحات تستند بشكل خاص على أنَّ الصحراء الغربية تُمثّل أولوية كبرى في السياسة الخارجية المغربية، كما يقول شتيفن هوفنر: "الرباط تنظر إلى جميع القضايا في ضوء هذه القضية". وهذا يعني أنَّ جميع الدول، التي لا تنضم إلى خطة الحكم الذاتي المغربية لا تملك في الحقيقة أية آفاق للتعاون مع المغرب في مجالات أخرى. "والمغرب يعلم بطبيعة الحال أنَّ موقعه الجغرافي مهم للغاية جيوستراتيجيًا في مجالات مثل الهجرة والأمن والتعاون الاقتصادي.

كما يلعب المغرب أيضا دورًا كبيرًا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية - وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات عبر الأطلسي. والمملكة المغربية مهمة أيضًا فيما يتعلق بالمواد الخام، مثل احتياطات الفوسفات. وكل هذا يصب في مصلحة المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية".

أعده للعربية: رائد الباش

كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW