الصحفي دينيز يوجيل يبعث برسالة من زنزانة انفرادية في تركيا
٥ مارس ٢٠١٧
من سجنه في تركيا أرسل الصحفي دينيز يوجيل الألماني- التركي خطابا قصيرا إلى صحيفة "دي فيلت" التي يعمل مراسلا لها في تركيا، واصفاً حبسه الانفرادي في تركيا بـ"أقرب ما يكون لنوع من التعذيب".
إعلان
ذكرت صحيفة "فيلت ام زونتاغ" الألمانية اليوم الأحد (الخامس من آذار/ مارس 2017) إن الصحفي دينيز يوجيل الألماني- التركي، الذي اعتقل الأسبوع الماضي في تركيا يعتبر أن حبسه انفراديا في تركيا "أقرب ما يكون لنوع من التعذيب"، لكنه قال إن حالته الصحية والعقلية طيبة.
ونشرت صحيفة "فيلت ام زونتاغ" خطابا قصيرا، قالت إن يوجيل أملاه على شفق باوي وهي عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا خلال زيارة إلى السجن شديد الحراسة الذي يبعد نحو 80 كيلومترا عن اسطنبول.
وهز اعتقال يوجيل العلاقات بين أنقرة وبرلين. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن يوجيل الذي يحمل جنسية ألمانية تركية مزدوجة "عميل ألماني" وعضو في جماعة كردية مسلحة متشددة. وقال مصدر في وزارة الخارجية الألمانية لرويترز إن وصف يوجيل بأنه "عميل" أمر "سخيف".
واعتقل الصحفي يوم الاثنين بتهم الترويج لدعاية مؤيدة لجماعة إرهابية والتحريض على العنف ويواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات ونصف السنة إذا أدين. وطالبت ألمانيا بالإفراج الفوري عنه.
وقال يوجيل في الرسالة "هنا في السجن في سيليفري أنا في زنزانة انفرادية. هذا شاق جدا. أعامل بطريقة جيدة لكن البقاء وحيدا أقرب ما يكون لنوع من التعذيب". وقال إن حراس السجن لم يسمحوا له بكتابة الخطاب بنفسه وتفقدوا يديه للتأكد من عدم كتابته أي رسائل سرية عليها. وأضاف "لا يفترض أن أتواصل مع أي شخص ويبقونني وحيدا في زنزانتي".
ووسط علاقات متوترة بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي أدان قادة أتراك إلغاء ألمانيا للقاءات جماهيرية للمقيمين الأتراك فيها قبل تصويت على استفتاء على توسيع صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتهمه معارضوه بالسعي إلى التفرد بالسلطة وإضعاف صلاحيات البرلمان.
وعلقت صحيفتا بيلد وفيلت الألمانيتان لافتة ضخمة وعليها "أطلقوا سراح دينيز" على فوق سطح مقري الصحيفتين في وسط برلين.
ع.خ/م.أ.م (DW، رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.