1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف تضامنت الصحاف العربية مع "شارلي إبيدو"؟

أجرت الحوار: سهام أشطو١٤ يناير ٢٠١٥

حظيت صحيفة شارلي إيبدو بحملة تضامن عالمية تمثلت في أحد وجوهها في إعادة نشر الرسوم المثيرة للجدل، هذا التضامن شمل ايضا الصحافة العربية، التي لم تتجرأ على نشر تلك الرسوم. الخبير الإعلامي عبد الوهاب بدرخان يوضح أسباب ذلك.

Türkische Zeitung Cumhuriyet mit Charlie Hebdo Beilage 14.01.2015
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schmitt

أثار الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الكثير من ردود الفعل العالمية وحظيت بتغطية إعلامية كبيرة. في قاعات تحرير الصحف العالمية ووسائل الإعلام طرح موضوع إعادة نشر رسومات الصحيفة جدلا كبيرا بين من رأى فيه استفزازا للمسلمين ومن اعتبر عدم نشرها رضوخا للإرهابيين. أما الصحف العربية فقد عبر عدد كبير منها عن تضامنه مع الصحيفة الفرنسية دون إعادة نشر رسوماتها، بينما ركزت بعض الصحف على مضامين شارلي إيبدو وعلى موضوع المقدسات.

DWعربية حاورت الكاتب والخبير الإعلامي عبد الوهاب بدرخان الذي اعتبر أن تضامن الصحف العربية مع شارلي إيبدو كان كبيرا، لكن دون أن يصل إلى حد إعادة نشر رسوماتها للتعبير عن هذا التضامن، عازيا ذلل إلى رفضه الصحافة العربية للخط التحريري المستفز للصحيفة الفرنسية. الخبير المقيم في لندن، ونائب رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية سابقا، أعتبر أن السخرية من الأديان بشكل عام ليس أمرا مطروحا في الصحافة العربية، وذلك لأن المسلمين يتفادون استفزاز الديانات الأخرى لكي لا تتم الإساءة لدينهم، كما يقول.

وفيما يلي نص الحوار:

DWعربية: كيف تعاملت الصحف العربية مع رسومات شارلي إيبدو خلال تغطيتها لأحداث باريس؟

عبد الوهاب بدر خان: الصحف العربية لم تُعد نشر رسومات شارلي إيبدو لكن كان هناك تضامن كبير مع الصحيفة في العالم الإسلامي وتم التأكيد على رفض الإرهاب وعلى حرية التعبير إلا أن الصحف العربية لم تذهب في احترامها لحرية التعبير إلى الحد الذي تعبر به هذه الصحيفة عن مواقفها، وهناك حتى صحف غربية لا تتفق مع خطها. هناك خلط ونوع من التداخل في المواقف لكن رأينا أن الموقف السياسي عموما كان مع حرية التعبير ورفض الإرهاب.

هناك صحف عربية تضامنت مع الصحيفة، بينما أخرى ركزت على خطها التحريري ونشرها لرسومات أعتبرت مسيئة، بماذا تفسر هذا التباين؟

نعم هناك جدل كبير بخصوص ما يعنيه شعار "أنا شارلي" وطرح سؤال: هل "أنا شارلي" يعني أني متفق مع ما تنشره الصحيفة؟ وفي نفس الوقت هناك موقف واضح من أن ما تنشره لا يبرر الإرهاب.

نجد في الواقع أكثر من موقف في العالم العربي بهذا الخصوص. في مصر مثلا هناك من وصل إلى حد الشماتة ليس فقط من الصحيفة وإنما من الغرب بشكل عام وهذا ضمن نظرية المؤامرة التي تروج أن الغرب يصدر إرهابيين. وهناك موقف وسطي يدين ما تعرضت له الصحيفة ويتضامن معها لكن ليس إلى حد تبني ما تنشره، أما الموقف الثالث ـ ولكنه بدا بشكل خجول ـ فقد وصل إلى حد التضامن مع الإرهابيين لكن هذا نجده فقط في وسائل التواصل الاجتماعي ولم أر هذا الموقف الفج في الصحافة.

قاعات تحرير صحف عالمية شهدت نقاشا حول نشر هذه الرسوم من عدمه، هل شهدت قاعات التحرير العربية نفس النقاش باعتقادك؟

طبعا الصحف العربية شهدت هذا النقاش لأن الجمهور العربي أيضا لديه فضول لرؤية هذه الرسوم (مثلا الغلاف الجديد للصحيفة) لكن القرار النهائي كان واضحا منذ البداية وهو أن هذه الصحف لا تريد استفزاز المسلمين.

هل هناك فرق بهذا الخصوص بين الصحف العربية التي تصدر من دول غربية وتلك التي تصدر في دول عربية؟

أعتقد أنه نفس الموقف مع وجود بعض الفوارق. وهو أن الصحف الصادرة في الغرب تتأثر أكثر من الأخرى بالجو السائد في الدول الغربية وربما هذا عبر عنه بجرعة زائدة من التضامن لكن هذه الصحف في النهاية تنتمي إلى دول عربية ولا تريد أيضا استفزاز متابعيها. وبشكل عام نلاحظ أن السخرية من الأديان ليست حاضرة في الصحافة العربية رغم الصراع مع إسرائيل، ليس فقط بسبب الرقابة وإنما لأن هناك ميلا إلى عدم المساس بالأديان الأخرى حتى لا يتم الرد على ذلك بالإساءة للإسلام.

العدد الجديد من صحيفة شارلي إيبدو لقي إقبالا كبيرا.صورة من: Getty Images/C. Furlong

قلت إن الجمهور العربي أيضا لديه فضول لرؤية هذه الرسوم، هل تقصد أنه يقبل رؤيتها ولكن ليس في وسائل إعلام عربية؟

نعم فهذا سيستفزه أكثر، وقد يثير عدة مشاكل. رأينا من قبل أن مثل هذا النوع من الرسوم أدى إلى مظاهرات حاشدة واعتداءات على سفارات وقتلى. وأظن أن حتى الليبراليين العرب والمدافعين عن حرية التعبير لا يذهبون إلى حد الدفاع عن تجسيد النبي محمد وهذا الموضوع عموما محل نقاش في العالم الإسلامي ليس فقط في الكاريكاتير ولكن أيضا في المسلسلات والقصص الدينية. المؤسسات الدينية لم تجز تجسيد النبي وهذا الموضوع يثير دائما جدلا.

ماذا عن رسامي الكاريكاتير في الصحف العربية، ماذا كان دورهم في هذا النقاش؟ وهل تتوقع أنه بإمكان رسام عربي تناول موضوع الإسلام والنبي محمد؟

نلاحظ أن الكاريكاتير في الصحيفة العربية يكون واحدا فقط ليس أكثر وهذا يدل على أن هذه الزاوية حساسة للغاية لأنها توحي بما يمكن أن يثير الناس أو الجهات السياسية لذا فمراقبة الكاريكاتير تُسند إلى شخص مسؤول في الصحيفة. الرسامون العرب تضامنوا مع زملائهم الفرنسيين لكن هناك شعور بأنهم لا يستطيعون تأييدهم في خطهم وهذه مسألة طبيعية ومنصفة ولا تعود لا للخوف ولا لوجود رقابة بدليل أن هناك أيضا صحفا في دول غربية لا تتبنى خط شارلي إيبدو، فالأخيرة لا تعبر سوى عن شريحة من المجتمع الفرنسي، لذا لم تُعد كل الصحف نشر رسوماتها لأنها تريد مخاطبة الجميع وليس الاستفزاز.

هل تتوقع أن يساهم النقاش الحالي في تغيير نظرة المتلقي العربي لموضوع السخرية وتناول المقدسات؟

هي مسألة وقت. لا يمكن أن يتم ذلك إلا على المدى الطويل. هناك نسب أمية وفقر كبيرة في بلداننا بالإضافة إلى قوة المؤسسة السياسية والدينية في المجتمع. هناك فئات لا تسمح لها ظروفها بالاحتكاك مع الحداثة بالإضافة إلى أن الدين يتم استغلاله بشكل كبير سواء من طرف المؤسسة السياسية أو غيرها. كلٌ يحاول توظيف الدين في خدمة مصالحه، لذا فهي ورشة كبيرة ومعقدة، لكن يجب البدء بالخطوة الأولى فيها وإلا فسيبقى التخلف في التعامل مع الدين واستغلاله.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW