في كثير من الأحيان يتجنب الإنسان الاتصال ببعض أصدقائه وقد يطول الزمن وتنقطع العلاقة بسبب الانغماس في أشغال الحياة اليومية، أو لأسباب أخرى. فهل هناك داع لتأنيب الضمير؟ هناك من يقول لا. ويبرر الأمر بالأسباب التالية.
إعلان
من الضروري أن يراعي الصديق حقوق الصداقة وواجباتها. ولكن في بعض الأحيان تدوم فترة انقطاع التواصل مع صديق نتيجة الانغماس في أشغال الحياة اليومية أو لأسباب عائلية أو شخصية. ومن منا لم يعش مثل هذه الحالة ويرى أن التواصل انقطع مع صديق له فجأة دون وجود أي مبرر، ومن منا لم يُجب على مكالمات أو رسائل توصل بها وطال وقت الرد عليها حتى صار يؤنب نفسه. الموقع الألماني المختص بالقضايا الاجتماعية "بونته" يقول إنه لا يجب على الشخص تأنيب ضميره عند انقطاع التواصل بصديق لمدة طويلة. ويدعم ذلك بخمسة أسباب، هي:
1. الطرفان مسؤولان عن هذا الوضع
بما أن الصداقة قيمة سامية عليا وتتطلب من الجانبين مراعاة حقوقها وواجباتها فمن المفروض أن يبذل الطرفان جهدا كافيا للمحافظة عليها. وفي حال تأخر أي طرف في السؤال عن الطرف الآخر فلا داعي لتأنيب كل طرف لنفسه وإنما أخذ المبادرة والسؤال عن الصديق، حتى وإن تأخر في الجواب على مكالمة هاتفية أو رسالة إلكترونية.
أغرب الصداقات بين الحيوانات
كل شخص يحتاج إلى صديق واحد على الأقل هذه القاعدة تنطبق على الحيوانات أيضا. ولدى الحيوانات لا يجب أن يكون الصديق من نفس الفصيلة بالضرورة. جولة مصورة تعرض بعض الصداقات الغريبة بين الحيوانات.
صورة من: picture alliance/newscom
صداقة قوية رغم فارق الحجم!
لطالما صادف الباحثون صداقات غير مألوفة بين بعض الحيوانات. وهو أمر يعود بالأساس إلى ظروف الحياة الجديدة التي تعيشها تلك الحيوانات والتي عادة ما وضع الإنسان قواعدها. ومن هذا المنطلق، نمت صداقة حميمة بين الزرافة "بابا" والبطة الصغيرة في حديقة الحيوانات في مدينة برشلونة الإسبانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
راحة وأمان فوق ظهر كلب الحراسة
يشعر كلب الحراسة "تان" بمسؤولية كبيرة تجاه قرد المكاك البالغ من العمر ثلاثة أشهر فقط. ويبحث القرد الرضيع عن بديل لأمه، ومن المهم جدا أن يكون لهذا البديل فروا يضمن له الدفء. من جهته، يقوم "تان" بحمله على ظهره طيلة الوقت في معبد تونغ لوانغ Tung Luang في تايلاند، وهذه هي طريقته الخاصة لمَد القرد الصغير بالدفء والآمان.
صورة من: picture-alliance/dpa
فريسة أم صديق؟
في مزرعة "زيراشا" التي تبعد مائة كيلومتر شرقا عن العاصمة بانكوك، نمت صداقة غريبة بين قطط برية مفترسة وبين حيوانات أليفة كالخنازير والكلاب والقردة. بل أن النمر "سايما" البالغ من العمر ثلاثة سنوات يتقاسم قفصه مع صديقه الخنزير، رغم أن النمر من أكثر الحيوانات المفترسة التي تحركها غريزة الصيد فتنقض على الحيوانات الأخرى دون هوادة.
صورة من: picture-alliance/dpa
ألفة بين القطة والدبة!
في خريف عام 2000 تلقت الدبة السوداء زيارة غير متوقعة من القطة "موشي". وقد استمرت تلك الزيارة عقدا كاملا، كانت القطة تتقاسم فيها طعام الدبة، وكانا ينامان ليلا جنبا إلى جنب إلى أن ماتت الدبة بعد أن بلغت 43 عاما. وهذا يظهر جليّا أن الحيوانات في حديقة الحيوانات على وجه الخصوص تشعر بالوحدة، فتبحث عن ألفة لدى الحيوانات الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
صداقة بين ثعلب وكلب!
في ولاية براندنبورغ الألمانية، تربي السيدة أورسولا ستوتارس ثعلبا صغيرا إلى جانب كلاب. ولم تلاحظ السيدة أي اختلاف بين الكلاب والثعلب على مستوى السلوك، فجميعها مطيعة وتستجيب للأوامر.
صورة من: picture-alliance/dpa
حنان الأم
من قال إن الكلاب والقطط عدوان؟ في ولاية شادونغ الصينية أصبحت هذه الكلبة أمًّا لهؤلاء القطط الرضع، ترضعهم من حليبها بعد أن تخلت عنهم أمهم مباشرة بعد ولادتهم.
صورة من: dapd
القريب من العين...
في إحدى مزارع صربيا، نمت علاقة صداقة حميمة بين خنزير وقطة. ولا عجب في ذلك كما تقول صاحبة المزرعة لأنهما كبرا معا. ولعلّ هذا هو سر علاقة الصداقة التي تجمع بين أنواع مختلفة من الحيوانات، فالقريب من العين، قريب من القلب.
صورة من: picture alliance/dpa
سرير من نوع خاص
في محافظة "غيزهو" الصينية، اختارت إحدى الدجاجات وبكل ثقة النوم على ظهر هذا الكلب الذي تقبل بدوره الأمر بصدر رحب.
صورة من: picture alliance/newscom
8 صورة1 | 8
2. كل إنسان يتطور ويتغير عبر الزمن
يجب مراعاة أن التغيير يكون تدريجيا وليس فجأة وبدون سابق إنذار، فكل شيء يتطور ويتغير. والتغيير سمة الحياة، فقط من هو عديم الحركة ثابت. والصديق الذي لا نراه إلا بعد مرور فترات طويلة من الطبيعي أن تتغير صورته الحياتية ومن الطبيعي أن تتغير شخصيته ونظرته للحياة، وقد تصبح لديه آراء مختلفة حول أشياء كنا نتفق عليها سابقا.
3. الحنين إلي الماضي ليس شرطا للصداقة
من الطبيعي أن يتجاذب الأصدقاء أطراف الحديث ويتغنوا ويستمتعوا بماضيهم والمغامرات التي خاضوها في فترة الطفولة والمراهقة والشباب. ولكن إذا سيطر جو الحنين إلى الماضي على معظم محادثاتهم فهذا يعني أن الطرفين يقومان باستعراض ذهني من خلال محادثاتهما ولا يتقاسمان سوى شظايا الماضي دون الإلمام بمواضيع حديثة تخصهم.
4. لا يمكن إرضاء الجميع
يذكر موقع "بونته" الألماني أنه ليس بوسع أي كان أن يتعامل في جميع الصداقات بنفس الوتيرة وأن يرعى كل واحدة على حدة وأن يحافظ على كل الصداقات في وقت واحد. في بعض الأحيان يرتبط الإنسان تصداقات جديدة ويضطر لإنهاء صداقات أخرى، فلا غرابة لأن هذه هي سنة الحياة.
5. ولكن الحال يختلف بين الصديقين الحقيقيين
عندما تكون الصداقة مبنية على أسس حقيقية، وعندما يكون كلا الطرفين متفهما بأن التباعد الذي يحدث سببه ظروف شخصية؛ في هذه الحالة لا يعني الغياب الذي يدوم أسبوع أو شهر أو أكثر شيئا. لأن الطرفين واعيان كل الوعي بأن هذا الانقطاع لا يعني الغياب عن البال.