1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصراع بين أردوغان وغولن يهدد وحدة أتراك ألمانيا

دانيل هاينريش/ ع.خ٢٢ يوليو ٢٠١٦

الاستقطاب في الشارع التركي بعد محاولة الانقلاب، بين أنصار الرئيس اردوغان وعدوه فتح الله غولن وصل إلى المجتمع التركي في ألمانيا. فلكلا الرجلين أنصار ومؤسسات تدعم سياساتهما، والتصعيد وصل إلى حد الكراهية والتهديد بالقتل.

Bildkombo Fethullah Gülen / Tayyip Erdogan
صورة من: picture-alliance/Zaman/AA/B. Ozkan

بإمكان المرء ملاحظة القلق على وجه إرجان كاركويو، وحتى صوته كان يرتجف. بشكل غير مسبوق بدأ البعض بمهاجمة أنصار حركة غولن في ألمانيا. "الوضع مخيف. فقد هوجمت مقراتنا بالحجارة، وكتب عليها بالغرافيتي، وظهرت تهديدات بالقتل"، كما استعملت وسائل التواصل الاجتماعي بالخصوص ضد أنصار الداعية المقيم في الولايات المتحدة. "أرسلت رسائل نصية تدعو إلى اصطيادنا"، يقول كاركويو.

إرجان كاركويوز رئيس مؤسسة الحوار والتعليم. وهي مؤسسة تعتبر منذ عام 2014 واجهة حركة "خزمت" (تعني خدمة بالعربية) كما يطلق عليها حركة غولين، التابعة لمؤسس الحركة فتح الله غولين، أحد ألد أعداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

يُحمّل كاركويو الاتحاد الأوروبي التركي الديمقراطي (UETD) مسؤولية حملة الكراهية ضد أنصار غولن، التي هي جزء من مجموعة مصالح حزب العدالة والتنمية AKP، ويعتبر الذراع الطويلة لأردوغان في ألمانيا.

"كذلك فعل الاتحاد الإسلامي التركي (ديتيب DITIB) المشرف على أكبر تجمع مساجد في ألمانيا. فقد علقت إعلانات تمنع فيها دخول أنصار غولن من دخول المساجد التابعة له". ويذكر كاركويو ثلاثة حوادث في مدن هاغن، دويزبورغ وغتونتزبورغ. بيد أن الاتحاد الإسلامي التركي، هو أكبر تجمع مساجد في ألمانيا ويضم أكثر من 700 مسجد أعرب عن استغرابه لاتهامات إرجان كاركويو.

أنصار أردوغان يتظاهرون ضد غولين في أسطنبولصورة من: picture-alliance/AA/B. Ozkan

كما نفت المتحدثة الرسمية باسم الاتحاد ايسا آيدن الاتهامات بشكل قاطع قائلة: "نحن تجمع مسلمين، ولا نرفض ونبعد أحدا يريد الصلاة داخل مسجد". مبدئيا تكون مساجد الرابطة مفتوحة لكل من يريد الصلاة فيها.

تصعيد بعد محاولة الانقلاب

ومن المعروف أن الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب" مقرب من الحكومة التركية في أنقرة. والصراع بينها وبين مؤسسة غولن المعروفة بمؤسسة الحوار والتعليم تحول إلى صراع بين أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووأنصار الداعية الإسلامي فتح الله غولن. والصراع يسلط الضوء على الموقف المتأزم داخل المجتمع التركي في ألمانيا. والذي ظهر أنه انقسم كثيرا بعد محاولة الانقلاب الأخيرة.

كريستوف رام خبير الشؤون التركية في جامعة بيرن السويسرية لا يبدو متفاجئا من التصعيد الأخير "السلطات التركية تعتبر حركة غولن حركة إرهابية، ومنذ عام 2013 بدأت حملة إقصاء كبيرة لأنصار الحركة من القضاء والشرطة والجيش". حتى الصحف القريبة من حركة غولن مثل صحيفة "زمان" طاولها الإقصاء والإبعاد.

أهداف غولن غير الواضحة

ويعتبر التأثير على الإعلام أحد أهم أعمدة سياسة حركة غولن. رسميا تدعو الحركة إلى إسلام سلمي تركي الطابع، حيث يلعب التعليم دورا مركزيا، والقيّم الإسلامية مرتبطة مع الاقتصاد والتجارة. وتنشط الحركة في 140 دولة تبني مدارس ومؤسسات تعليمية أخرى. ولا تعرف مصادرها المالية ولا العدد الحقيقي لأنصارها.

أنصار أردووغان في شتوتغارت من الاتحاد الأوروبي التركي الديمقراطي (UETD)صورة من: UETD

كريستوف رام يشكك في أهداف الحركة: "لا يعلم أحد كيف بنت هذه الشبكة نفسها وكيف تنظم نفسها. تنظيمها يشبه كثيرا تنظيم طائفة". وحين يوجه المرء سؤالا للمنظمة فإن الجواب يصطدم بجدار. وحسب رام فإن "النقد الموجه لعدم شفافية الحركة لا يلقى آذانا صاغية ويضرب عرض الحائط".

مجتمع منقسم

ويبدو المتخصص في العلوم الإسلامية كريستوف رام غير مطمئن من الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية ضد الحركة. ويصف رام إجراءات أنقرة بالقول "الحكومة بدأت حملة تشبه حملة اصطياد الساحرات ضد أنصار الحركة". ويضيف "لكن الموقف يبدو مفهوما أكثر حين يشعر المرء بجنون العظمة وأنه محاط بالادعاء من كل مكان".

إنه جنون العظمة الذي وصلت نتائجه جزئيا إلى ألمانيا. وبالنسبة لإرجان كاركويو ، فإن أنصار أردوغان يتحملون ذنبا في تصعيد الأمور. "الاتحاد الأوروبي التركي الديمقراطي ينقل ما يقول أردوغان كلمة كلمة ويوصلها إلى المجتمع التركي في ألمانيا". والنتيجة حسب قول أركان "نشوء العداوة داخل المجتمع التركي في ألمانيا"، مثلما هو الحال في تركيا.

بيد أن الاتحاد المقرب من أردوغان يحاول إظهار وجه ناعم. وردا على سؤال لـDW رد الاتحاد في بيان صحفي "إذا ما جرت مثل هذه الحوادث، فإنها ضد قواعد عمل المؤسسة". أما بالنسبة للدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي باستهداف أنصار غولن في ألمانيا، فقد جاءت الإجابة "إننا نريد أن نشير، إلى أن استعمال صور أو أسماء أو شعارات وأعلام ليس أمرا صعبا في وسائل التواصل الاجتماعي من دون موافقة أصحابها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW